ريبيكا صعب سعادة
بدأت رحلتي مع الجندر والجنسانية عام 2005، حين كنت مدوّنةً شغوفة، وهو ما قادني إلى "حلم" وإلى المجتمع الكويري الأوسع في لبنان. وخلال عشر سنوات استغرقتها لإتمام شهادة البكالوريوس في علم الأحياء في الجامعة اللبنانية، كنت جزءًا من الفرق المؤسسة لكلٍّ من "ميم" (2008–2013)، و"التجمّع النسوي" (2009–2010) الذي أصبح لاحقًا "نسوية"، و"كرّاس" (2014–2019). وقد وجدتني الترجمة عام 2009 بدافع الضرورة، ولم أتوقف عنها منذ ذلك الحين. ما بدأ كوسيلة للبقاء تحوّل إلى انخراطٍ أعمق في اللغة العربية ولهجاتها، في أشكالها وتحوّلاتها وتواريخها، وفي الطرق المتعددة التي يقيم الناس بها علاقاتهم معها. عشت في القاهرة من عام 2012 حتى "ترحيلي غير الرسمي" في أواخر 2015، ثم جاء انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس 2020. وبحلول أواخر 2021، وجدت نفسي في باريس، حيث استأنفت دراستي الأكاديمية في تاريخ العلوم، مركّزة في البداية على الجندر والجنسانية، ثم على الاستعمار العلمي من أواخر القرن التاسع عشر حتى مطلع القرن العشرين. هذه الأيام، أقضي وقتي متاهةً بين الكتب، أفكّر في تعقيدات بناء الحركات، أكتب مشاريع طموحة قد (لا) أنشرها يومًا، وأستعيد لغتي العربية – كلمةً بكلمة.
