في مقاومة الترسيم الحدودي حوار مع عاملات منازل مهاجرات في لبنان وكفاحهنّ اليومي فيه
هذه المحادثة المسجّلة بين عاملات المنازل الأجنبيّات المقيمات في لبنان تمّ تدوينها في تاريخ 19 تشرين الثاني 2016 وقد دامت ثلاث ساعات.
It took me ten years to graduate with a B.A. in Biology from the Lebanese University, so in the meantime, I became part of the founding team of Meem (2008-2013), The Feminist Collective (2009-2010) which would later become Nasawiya, and Qorras (2014-2019). I currently work as the coordinator and editor-in-chief of Sayaran, a project implemented by Hivos. I began translating out of necessity back in 2009 and haven’t stopped since. What started as a need soon grew into a passion for Arabic language(s), its forms, mutations, history, and how different people relate to it differently. Nowadays, I spend my free time getting lost in books, pondering the machinations of movement building, writing ambitious projects I will (never) publish, and reclaiming my Arabic language, one word at a time.
pick_3_en_2.2.jpg
شرطنة الحدود :غرفة العزل
ميريم: وصلت إلى لبنان في العام ١٩٩٤ وأنا في الـ١٨ من عمري. في عقد العمل الأوّل، كنت أتعرّض للضرب. في العقد الثاني، إتُهمت ظلماً بالسرقة. في العقد الثالث، تمّ احتجازي في المنزل، حُرمت من الحق في الخروج أو إقتناء هاتف خلوي. في نهاية المطاف، هربت من المنزل، فأصبحت إقامتي في البلد غير قانونية مدّة ثلاث سنوات. تعزّيني شقيقتي أحياناً بالقول أنّ حظي كان عاثراً مع أصحاب العمل، أنّني لم أتوفّق. في أوّل يوم لي في هذا البلد تمّ احتجازي لساعات في مكتب الهجرة في المطار، حالي حال كل امرأة القادمة إلى لبنان بهدف العمل في الخدمة المنزلية، سريلنكية كانت أم لا. اضطررنا للجلوس على الأرض ولم نُعطَ لقمة واحدة نُسكت بها جوعنا.
مالا: 1 لم نجد حتّى ذرة هواء نتنشقها.
ميريم: ونترك على هذه الحال حتّى يحضر/تحضر رب/ة العمل لأخذنا. يطلقون على هذه الغرفة إسم “غرفة العزل.”
جوليا: أنا مدغشقرية، أتيت إلى لبنان في العام ١٩٩٦ وأنا في الـ٢١ من عمري. أنا أيضاً من اللواتي أتين في سنٍّ مبكرة، أتممت الثانوية العامة وأتيت. في ذلك الحين، كانت مدغشقر تمرّ بمرحلة عصيبة، كانت البلاد تنهار إقتصادياً وسياسياً. تجربتي مع أمن المطار كانت مشابهة لما قيل سابقاً. وصلت وتمّ إقتيادي إلى تلك الغرفة مع بنات 2 أخريات، لكن، لحسن الحظ لم تدم إقامتي طويلاً، تمّ تخليص أوراقي في غضون ثلاث ساعات. اظطرت النساء للجلوس والنوم على الأرض إذ لم يكن هناك مقاعد. لم أبقَ وقتاً طويلاً، لذا لم اضطر للجلوس على الأرض.
مالا: يتعامل معنا أمن المطار كالحيوانات. يستخفّون بنا أو يأمروننا بالتوجه إلى مكان ما بحركة من اليد، كما لو كانوا يأمرون كلباً. قد تكونين قد وصلتِ بعد ١٢ ساعة من السفر، أو بعد سفر ليلي، لا يهم، ستجلسين على الأرض في غرفة لن تجدين فيها حتى قطرة ماء تشربينها. بعض النساء يضطررن لشرب المياه من حنفية الحمام من شدة العطش. هذا لو ترحّموا عليك وسمحوا لك بدخول الحمام.
روز: 3 كلّا. لن يُسمح لك بدخول الحمام ما لم تتبوّلي على نفسك.
مالا: لم يكونوا يسمحون للنساء بدخول الحمام، يصرخون بوجههنّ “يلا فوتي جوا، فوتي جوا.” لكنّني التقيت بوزير العمل اللبناني وتكلّمت معه في هذا الموضوع، بدا لي متفاجئاً، فهو لم يكن يعرف أي شيء عن غرفة العزل. بعد شهرين من ذلك صدر قرار يقضي بألا يتم احتجاز أحد سوى العاملات القادمات للمرة الأولى إلى لبنان.
جيمّا: 4 هذه هي ثمار عملنا المطلبي، ما دامت إقامتك فاعلة وقانونية، أصبح بإمكانك مغادرة المطار من دون مرافقة. في الماضي، كنت مضطرة لانتظار رب/ة العمل بغض النظر عن الظروف. كان ذلك هو الوضع الطبيعي، هذا هو حال كل عاملة منزل في لبنان.
جوليا: في العام ١٩٩٦، عند مغادرتي لتلك الغرفة للمرة الأولى، كانت آخر مرة أرى فيها جواز السفر الخاص بي طيلة إقامتي. لم أستلم الجواز حتى اليوم الذي غادرت فيه لزيارة مدغشقر بعد ثلاث سنوات.
ميريم: حصل معي نفس الشيء، أخذوا مني جوازي وكافة أوراقي، لم يكن بحوزتي أيّ أوراق ثبوتية، ولا حتى نسخة عنها. لم أتمكن من الإحتفاظ بأي أوراق سوى مع رب/ة العمل الأخير/ة.
جنسنة الحدود: عنصرة التحرش الجنسي
جيمّا: بصفتنا مهاجرات، إنّ حياتنا اليومية عبارة عن صراع مستمر ضد التحرش الجنسي المعنصر. قبل أن تنتشر الباصات في لبنان، كان التاكسي الخيار الوحيد المتاح للتنقل أول منزل عملت فيه، كانت العائلة متعاقدة مع شقيقين يعملان كسائقي تاكسي. في أول أيامي هناك، طلبت أمّي من أحد الأخوين أن يقلّني من مكان ما. أشار لي أن أجلس إلى جانبه في المقعد الأمامي ففعلت بنيةٍ طيبة. لكنّه شرع بملامسة ساقي وهو يهمس “نحنا سوا سوا.” لم أفهم المقصود بهذه الجملة، لكنّني سألته عمّا يفعله. لم يرتدع فصفعته وصرخت بوجهه آمرةً إياه بأن يُنزلني فوراً. بما أنّني أصلاً كنت قد حللت باب السيارة، إضطر أن يوقف السيارة ويسمح لي بالترجّل. ما زال هذا اليوم مطبوعاً في ذاكرتي، صادف يوم أحد، لم أكن أعرف المنطقة بتاتاً، مشيت عشوائياً لساعات قبل أن أجد المنزل. كنت في الـ٢٦ من عمري آنذاك، في أول أسبوع لي في لبنان.
ميريم: السنة الماضية، دعتني صديقتي إلى منزلها وطلبت مني تحضير بعض النودلز. جلست في المقعد الخلفي في التاكسي، لكن السائق ظل يدعوني للجلوس إلى جانبه. رفضت الإنصياع، كلما قال لي “يلاّ، تعي لهون” أجبته أنّني مرتاحة في الخلف ولا ضرورة للإنتقال. في مرحلة ما، ودون أن يوقف السيارة حتّى، التفّ إلى الخلف بوضعية غير مريحة إطلاقاً كي يلمس فخذي. رميته بالنودلز على وجه.
روز: أنا أيضاً كان لي رد فعل مشابه، رميت بكيس من السمك على السائق.
ميريم: عندما سألتني صديقتي عما حلّ بالنودلز، قلت لها أن سائق التاكسي أكل محتوى الطنجرة كاملاً.
جوليا: للأسف، تتكرّر نفس القصة دائماً مع سائقي التاكسي، يبدؤون دائماً بملامسة الساق، حتّى أنّ أحدهم لمس أعلى فخذي في إحدى المرات. صرخت بوجهه وأردت أن أضربه. يظنّون أنّ أجسادنا تحت تصرّفهم لمجرد كوننا مهاجرات وغريبات عن البلد.
جيمّا: عن خبرة أقول لك أنّ الأمر بأيدينا، لو قلتِ له بحزم أن يلزم حدّه سيفعل ذلك. علينا أيضاً أن نكون مستعدات لفعل ما يلزم دعماً لأقوالنا. عندما شاع استخدام الباصات، دخل رجل مسن إلى الباص في إحدى الرحلات فتنازلت عن مقعدي كي يجلس. كنت وقتها أفكّر بأبي، فهو سيصبح مسناً في يومٍ ما، أطمئنّ لفكرة أنّه لو استخدم الباص سيجد من يتنازل عن مقعد له. لكنّ هذا المسن أمسك مؤخرتي. صفعته وناديت للسائق كي يجبره على الترجّل من الباص، وهذا ما حصل. وأنا التي كنت أرأف بسنّه، يا للعار.
جوليا: قبل أيام الباصات، كنت أذهب إلى بكفيا بالتاكسي، في كل مرة ومن دون استثناء، أضطر للنزول من السيارة الأولى وانتظار الثانية. كلّ مرة كل مرة، سيقول لي السائق “إنت وأنا سوا سوا؟،” 5فاضطر للنزول. في بعض الأحيان، أضطر لركوب ثلاث تاكسيات حتى. من ناحية ثانية، صحيح أنّ التحرّش في الباصات أقلّ منهجية ممّا هو الحال في التاكسي، إلّا أنّه موجود بقوة بلا شك. في إحدى المرّات، جلس بجانبي رجل بلباس عسكري وظل يحصرني بالشباك بالطريقة التي جلس فيه. بادئ الأمر، لم أفهم المقصود من هذه المبالغة في التقرّب مني حتّى رأيته يضع حقيبته في حضنه بشكلٍ حجب فيه رؤية باقي الركّاب، وبدأ بملامستي. صرخت وغيّرت موقعي بسرعة. حاولت أن أشرح لباقي الركاب ما فعله العسكري، لكنّني كنت أتكلّم باللغة الفرنسية فلم يفهم أحد قصدي. ظلّ العسكري يتجنّب النظر إلي طول الرحلة بعد ذلك. عندما وصلت إلى وجهتي، تفرّست بوجهه جيداً كي أتذكّره ما حييت.
مالا: حتى أنا، لقد أتممت الـ65 من عمري الأسبوع الفائت وما زلت أتعرّض للتحرّش. في هذا العمر، لم أعد أرتاح جسدياً بالجلوس في المقعد الخلفي، أجلس في المقعد الأمامي وألصق الحقيبة بجسدي. مؤخّرا، في إحدى الليالي الشديدة المطر، ظلّ السائق يصرّ عليّ بأن أنزل الحقيبة من حضني. في نهاية المطاف رفض أن ينزلني أمام منزلي بحجة المطر، بل أنزلني بعد مسافة محترمة في شارع فرعي ضيق تحت شجرة قائلاً أنّه سيعود لإعادتي إلى المنزل فور هدوء المطر. ترجّلت من السيارة ومشيت تحت المطر حتّى وصلت إلى منزل المدام6 والماء يقطر منّي. بالنسبة للمدامات نحن مجرد عمالة رخيصة وبالنسبة لسائقي التاكسي نحن مجرد أغراض جنسية رخيصة.
روز: ما زلت أذكر أوّل مرة سُمح لي بإجازة مدتها ساعتين يوم الأحد، لحظات قليلة من الحرية بعد أربع سنوات من العمل المستمر. كانت سعادتي لا توصف. تأنّقت ولبست أجمل ما عندي من ثياب للذهاب إلى السينما مع صديقة أعرفها من بلدي. وإذ برجل أنيق الملبس يوقف سيارته أمامنا ليفاوضنا على “سعرنا،” ما لبث هذا الرجل أن أنزل سرواله وأمسك بـ…
جوليا: … قضيبه.
روز: بالضبط. في وضح النهار. في الواحدة والنصف ظهراً. أما صديقتي فقالت له ساخرةً “أوف كتير كتير زغير هيدا” رافعة خنصرها للقياس. أعاد تشغيل السيارة وابتعد بأسرع ما يمكن. هذه التجارب صعبة جداً وتترك أثاراً نفسية. في يوم أحد آخر، كنت برفقة نفس الصديقة واستقلّينا تاكسي للذهاب إلى منطقة الفنار. لم نكن نعرف هذه المنطقة لكن وجب علينا المرور من هناك لأخذ صديقة ثالثة. كانت بحوزتنا ورقة كُتب عليها التعليمات للوصول. جلست صديقتي في المقعد الأمامي وأنا جلست في المقعد الخلفي. استمرت الرحلة وقتاً طويلاً، كان السائق ينعطف ويدخل شوارع أضيق فأضيق حتى وصلنا إلى طريق شاغر تقريباً، نزل من السيارة وبدأ يستمني. حتّى أنّه توجّه لصديقتي بالحديث قائلاً “حبيبي، عطيني كلينكس.”
ميريم: كان لي تجربة مشابهة مرة. كنت في ذلك الوقت كلما أصعد الدرج بين عين المريسة والحمرا أتعرّض للتحرش من قبل شلّة شباب يتسكّعون هناك. كلّ مرة كل مرة، يطلقون نفس التعليقات: “يلا فيليبينا، ٥٠٠٠! ٥٠٠٠.” 7 وفي كل مرة كنت أتجاهلهم. لا يهمني ما داموا يكتفون بالكلام من دون أن يلمسني أحد. في يوم من الأيام، لحقني أحد الشباب وأمسك بذراعي. كنت أحمل معي دائماً قنينة كورونا فارغة في حقيبة اليد الخاصة بي. أخرجتها وضربته بها على رأسه، فسالت دماؤه على وجهه. ذهبنا سوياً إلى مخفر حبيش حيث قامت الشرطة بالإتصال بمشغّلي.
جوليا: لاموك أنت على الحادثة؟
ميريم: أجل، لأنني كنت أحمل قنينة زجاجية استعملتها ضد ذلك الرجل. حاولت أن أشرح لمشغّلي ما حصل لكنّ الرجل الذي هاجمني لم يتوقّف عن الكذب والقول أنّني هاجمته فجأة من دون أي سبب.
مالا: بالتالي، لم يقف المستر معك.
ميريم: عاتبني على حمل القنينة معي، أجبت أنّ الهدف هو الدفاع عن النفس، لكنّه أصرّ أنّ ذلك خطير وكان من الممكن أن أقتل الرجل.
مالا: والحل؟ هل يفضّلون أن تحملي مسدّساً؟ القنينة ليست بهذا السوء، عسى أن يشكّل ردّ فعلك رادعاً لهم في المستقبل.
روز: علينا أن نتعلّم كيف ندافع عن أنفسنا. لن يحميك جلوسك في المقعد الخلفي في التاكسي مثلاً. إذا جلست في المقعد الأمامي، تحطّ يده على فخذك. إذا جلست في المقعد الخلفي سيهمل المقود كي يلتفّ إلى الوراء ويلامسك. أنا وجدت حلاً آخراً، أجرح اليد بالشفرة. أجلس في المقعد الأمامي وإذا حاول لمسي أجرحه بشفرة أحملها معي طول الوقت. كلّ لمسة بشطبٍ، كل لمسة بشطب. لن أتفوّه بكلمة واحدة حتى. إذا أردت أن تلمسني تتحمل الجروح والنزيف، إذا أردت الحفاظ على جلدك تتركني بسلام. هذه نصيحتي لكافة الفتيات أيضاً، بعد الجرح الثاني لن يتجرّأ على لمسك طول الرحلة. هذا من ضروب المضحك-المبكي، نضحك عندما نخبر القصة لكنّ الموقف في الحقيقة مؤلم. أذكر في أول عقد لي هنا، تم استدعاء الناطور كي يحضر بعض الأغراض من علية المنزل، وغرفتي تقع تحت العلية مباشرة. بعدما انتهينا من المهمة انحنيت لفتح باب غرفتي فأمسك الناطور بمؤخرتي. كنت في عز شبابي آنذاك وصحتي جيدة. استدرت وسدّدت لكمة أتت على شفّته مباشرةً وتسبّبت بنزيف. أتت المدام عندما سمعت صراخه وسألتني عما فعلته. أجبتها ساخرةً: “أنا؟ أنا بريئة، بل هو الذي استدار وضرب وجهه بالحائط من دون سبب. فليشرح لك هو سبب النزيف.”
جيمّا: للأسف، تتكرّر هذه المواقف كثيراً مع العاملات الأجنبيات. يُنظر إلينا كمجرد عاملات منازل، إنّنا موصومات بـ”الوضاعة.” عاملات المنازل مستثنيات من قانون العمل اللبناني، ممّا يقلّل من شأن عملهنّ. لا تُعتبر العمالة المنزلية من الأعمال المشرّفة. ومن هنا ضرورة تعديل القوانين إذا أردنا تحسين أوضاع العاملات.
روز: برأيي، الأمر متعلّق بكوننا عاملات منازل مهاجرات، بالإضافة إلى كوننا نساء غير بيضاوات. لا تتعرّض النساء ذوات البشرة البيضاء للتحرّش بهذه الدرجة من المنهجية. أمّا نحن، فيستبيحون أجسادنا على أساس أنّ وجودنا بينهم يجعلنا من أملاكهم، كما لو كنّا “ألعوبة” تحت تصرّفهم. يتمّ تشييؤنا. نحن نساء ومهاجرات وعاملات منازل، إنّنا من أولئك الذين لا صوت لهم. بصراحة، لا شكّ بأن الركّاب فهموا جيداً ما قالته جوليا بالفرنسية عن العسكري المتحرّش، لكنّهم آثروا الصمت لأنّه رمز من رموز السلطة في المجتمع.
الحدود الطبقية في المساحة العامة
مالا: يتجاهلنا الناس عندما نطالب بحقوقنا. إذا تعرّضنا لتحرش جنسي في الشارع لا يمكننا أن نستنجد بأحد فنحن عاملات منزل مهاجرات “من الشارع،” إنّنا موصومات كعاملات جنس. إذا لبسنا فستان قالوا “سرلنكية تتأنّق كأنّها مدام”.
جيمّا: لو قصدت شارع الحمرا، بيروت، يوم أحد، لوجدت عدداً كبيراً من الفيليبينيات الشابات الجميلات، بالشعر الطويل والكعوب العالية والماكياج. في شارع الحمرا لم يعد هذا المشهد مستهجناً، خصوصاً في يوم عطلتهنّ الوحيد في الأسبوع. لكن في سائر المناطق اللبنانية، ما زال الناس يستغربون ذلك قائلين مثلاً “ما هذا الذي تفعله؟ هي بالتأكيد شرموطة.” 8 كما لو أنّ اللباس الوحيد المقبول للعاملات المهاجرات هو المريول.
روز: في يوم من الأيام، كنت أتبضّع في منطقة فرن الشباك. أعجبتني قطعة معروضة في واجهة أحد المحال. كنت أهمّ بالدخول حين صرخت بي البائعة: “لا لا لا لا لا، ليس لدينا أي قطعة على مقاسك في هذا المحل.” لم أقل شيئاً وأكملت مشواري بهدوء. في طريق العودة كنت أحمل أكياساً كثيرة – اشتريت الكثير يومها – وحاولت الدخول مجدداً. أظنّ أنّها لم تعرفني هذه المرة إذ أنّها لم تحاول منعي من الدخول.
جيمّا: بسبب الأكياس التي كنت تحملينها.
روز: بالضبط، وإحزري ما فعلت أنا ردّاً على ذلك. جرّبت كل قطعة ثياب موجودة وتركتها على المنضدة. بعدما فرغت من القياس، حملت أكياسي وغادرت دون أن أشتري شيئاً، تاركةً ورائي جبلاً من الثياب التي لا بد من إعادة ترتيبها. لماذا طردتني أوّل مرة؟ هل افترضت فعلاً أنّني لا أملك المال لأشتري شيئاً لأنّني عاملة منزل؟
جيمّا: في إحدى المرات، أردت أن أشتري بدلة رسمية، وحتّى قبل أن ألمسها سارعت البائعة إلى تحذيري قائلةً: “لا… هيدا غالي”.
مالا: أجل، سمعت هذا التعليق مرّات ومرّات.
جيمّا: بمعنى أنّ العاملة المهاجرة ليست من مستوى إجتماعي يخوّل لها إقتناء هذه القطعة. تفقّدت سعر البدلة فتبيّن أنّه ٢٠٠ دولار. كنت أحمل في محفظتي ٥٠٠ دولار. فتحت المحفظة أمامها وسألتها ساخرةً: “ألا تكفيكِ هذه الكمية؟” هنا تغيّرت طريقة تعاملها معي وصارت تصرّ عليّ أن أجرّب القطعة لكنّني رفضت. هذا ما نواجهه كل يوم من حياتنا هنا. برأيي، هذا هو الدافع وراء عملنا المطلبي، وليس لأنّ ذلك جزء من طبيعتنا وحسب، بل لأنّه أمر حيوي، حياتنا مرهونة به.
روز: هدفنا تغيير هذه الذهنيات، نريد للناس أن يدركوا أنّ عاملة المنزل قادرة على شراء فستان أو حمالة صدر. مثلاً، أنا صدري كبير، وبالتالي أنا مضطرة أن أشتري سوتيان متينة، وهذه الأنواع تكون غالية عادة. وأنا الأدرى بحاجاتي، لا يحق للآخرين أن يقولوا لي أنّ هذه القطعة تتخطّى ميزانيتي. لم أكن أتوقّع ما سأشهده في هذا البلد، كنت أعي أنّ في الحياة أخيار وأشرار بشكل عام، لكن لم يخطر ببالي يوماً أن يختلف الإنسان عن أخيه الإنسان بهذه الطريقة.
جيمّا: على حسب البيئة التي تأتين منها.
روز: بالضبط، لكنّني صدمت بما شهده هنا. من هم هؤلاء البشر؟ لا. لا بد لهم من أن يتغيّروا.
جوليا: سألتني “سيّدتي” مرّة إن كان لدينا مصفّف شعر في مدغشقر، وأعربت عن تعجّبها أنّني أمشّط وأجفّف شعري بنفسي. كما أنها لم تعتقد أنّه من الممكن أنّني شاهدت البطولات الرياضية على شاشة التلفزيون، وسألتني كيف أعرف تفاصيل المباريات. يعتقدون أننا لا يمكننا حتى تمشيط شعرنا. يصنّفوننا في أدنى مستوى من حيث الطبقة الاجتماعية. “العاملة المنزلية” تصبح طبقتنا، فيبدو الأمر كما لو أنّه لا يمكننا الانتقال وراء مستوى اجتماعي معين.
النّشاط المدني على حدود العنصريّة المؤسّساتيّة
جيمّا: وهناك أيضا شيء آخر ينبغي على المجتمع اللبناني وأرباب العمل أن يفهموه: لا يمكن أن نتوقع من عاملات المنازل الحديث باللغة العربية أو الإنجليزية أو الفرنسية منذ اليوم الأول. قد لا يتحدّثن هذه اللغات، فلديهنّ لغتهنّ الخاصة. في كثير من الحالات التّي حللتها، دعا أصحاب العمل عاملات المنازل ب”غبيّة” أو “حمقاء.” أنا دائما أسألهم عمّا إذا كانوا سيفهمون لغتي إذا ذهبوا إلى بلدي.
روز: تلك هي المشكلة.
مالا: تعلّمنا كيف نصرخ باللغة العربية، وذلك ببساطة لأنّهم يصيحون في وجوهنا كل يوم. لذلك في نهاية المطاف، نصير نعرف كلّ إهانة ومسبّة باللغة العربية.
جوليا: عندما وصلت لأول مرّة، كان الأطفال في الشوارع يتبعونني ويدعونني “حمارة”.
جيما: هذه هي الأمور التي نحن بحاجة إلى قولها بصوت عال للمجتمع.
مالا: ليس الأمر مجرّد أنّنا لا نفهم لغة العقود التي نوقّعنا، بل لا يسمح لنا أيضا تجديد أوراق الإقامة في البلد بمفردنا. يقال لنا أنه إذا سُمح لنا بذلك، فسوف نهرب مع المال. ولكن لا أحد يريد أن يكون بلا أوراق ثبوتيّة فيُرحّل. نحن هنا للعمل وإرسال المال، لذلك دعونا نجدّد أوراقنا بمفردنا!
جيمّا: لذلك يجب علينا أن نُتابع ما بدأناه. ذلك هو البديل للكفالة، وهناك الكثير الذّي يجب أن نفعله. يجب علينا أن ننتج المعرفة، أن نجد استراتيجيّات للتّأثير على مشاريع القوانين، ولتمثيل أنفسنا بأصواتنا الخاصّة. بالنّسبة لي، لا أهتمّ إن كانت المرأة سوداء، إن كانت من إفريقيا أو من آسيا، يكفيني أن أعرف أنّها مهاجرة مثلي، والأرجح أنّها عاملة منزليّة. قلبي دائما ما كافح من أجلهنّ. إذا احتجن إلى أحد، أنا موجودة. هذه هي طريقة عملي. هذه هي تجربتي. أنا لا أصنّف عاملات المنازل المهاجرات حسب جنسيّتهنّ.
جوليا: هذا صحيح.
جيمّا: كلّما اجتمعت مع رفيقاتي في هذه الغرفة، امتلأت بالفرحة والأمل، لأنّني أعرف أنّ النّضال في قلوبهنّ وعقولهنّ. هنّ جزء من حياتي.
ميريم: أشعر بذات الشّيء.
جوليا: يجب علينا أن نفهم أنّ المهاجرة هي المهاجرة إن كانت من بنغلاديش، أو سريلانكا، أو ملاغاش. في اللّحظة التي نصل فيها إلى هنا، نحن عرضة لنفس سياسات العنصريّة المؤسّساتيّة، ونحن نحارب هذه المنظومة من أجل كلّ عاملات المنازل المهاجرات، لكي يكون لهنّ نفس الرّاتب ونفس الحقوق. نحن نفعل هذا من أجل تلك المحبوسات في المنازل دون طعام، ومرّات مع كوب شاي واحد في اليوم. لذلك صرنا ناشطات.
جيمّا: هنا تقع المقاومة. الترتيب العنصري والتمييز يفترضان أنّه كلّما كانت بشرتك أفتح، كلّما كنت أفضل. لماذا؟ كلّنا عاملات منازل مهاجرات.
ميريم: لقد اختبرت عنصريّة فجّة على شاطئ تماري، عندما ذهبت للسباحة مع صديقاتي. بعض “السيّدات” نظرن إلينا وسألنا الحارس لماذا توجد فيليبّينيات كثيرات في المنجع. في النّهاية، لم يسمح لنا بالسّباحة.
جيمّا: ميرتل ويتبوا، عاملة منزليّة سابقة وناشطة عالميّة، ذهبت مرّة للسباحة في مسبح في جنوب إفريقيا. في اللّحظة التّي دخلت فيها إلى الماء، قال أحدهم: “أوه. الماء يتلوّن بالأسود.” هل تكوّن بشرتنا من الحبر؟ حتّى زوجة سفير الفيليبّين في لبنان تمّ طردها من مسبح فخم في أحد نزل بيروت. أشار إليها السبّاح المنقذ أن تخرج من الماء. لم تقم بإثارة بلبلة ولكنّ الموضوع نشر في كلّ الجرائد. كيف لا يشعر بالعار؟ في ذهنه، شكلها آسيويّ، إذا، هي عاملة منزليّة.
ميريم: لأنّنا عبيد. هذا ما يظنّونه.
جيمّا: لا، لسنا عبيدا.
جوليا: قام أرباب عمل أختي بأخذها إلى المسبح لكي تهتمّ بأطفالهم. كانت ترغب فقط في قطع المسافة بينها وبين مساحة الأطفال، دون أن تدخل إلى الماء حتّى، فصرخ السبّاحون المنقذون في وجهها: “لا! لا! ممنوع”! إتّصلت بي وهي تبكي بعد الحادثة.
جيمّا: في إحدى البنايات التّي اشتغلت فيها، كان هناك ثلاثة مصاعد. مصعدان من البلّور تمّ تجديدهما حديثا من أجل “السيّدات.” والثالث من أجل القمامة والخدم. كان بإمكان كلاب “السيّدات” أن يستخدموا المصاعد الجميلة. قالت لي “سيّدتي” أنّه بإمكاني استخدام المصعدين الجديدين لأنّها ساهمت مادّيا في ترميمهما. مرّة إذا، كنت في المصعد الجديد، وسمعت “سيّدتين تتحدّثان بالفرنسيّة عنّي: “هل ترين هذا؟ لقد تركوا عاملتهنّ المنزليّة تستخدم مصعدنا.” كان بمقدوري أن أفهم ما تقولانه، ولكنّهما لم تتوقّعا أنّني أعرف الفرنسيّة. لمّا وصلنا إلى الطّابق السّفلي، دفعتهما وخرجت الأولى، وقلت لهما: “أعتذر يا سيّدتيّ. لقد قالت لي سيّدتي أنّه بإمكاني إستخدام هذا المصعد لأنّها دفعت ثمنه.”
روز: هناك العديد من البنايات التّي تتّسم بالهندسة المعمارية والمساحات العنصريّة. أنا لا أصعد أبدا في المصعد الصّغير، الوسخ، والمظلم المصمّم لل”خدم.” عندما يحاول الحرّاس أو البوّاب منعي، أقول لهم: “شش! شش!” وأمرّ ببساطة أمامهم وأستقلّ المصعد العادي. أحيانا، يجب علينا أخذ حقوقنا بالقوّة. نعم. بالقوة.
حدود “البيت:” استراتيجيّات المقاومة:
مالا: إذا لم نحاول، لا نتحصّل على شيء. نحن مثلهم تماما، ربّما ليس من منظور الطبقة والمرتبة الاجتماعيّة، لكنّ قلوبنا في المكان الصّحيح. وأحيانا، قلوبنا أرحم من قلوبهم.
جيمّا: قامت كفى 9 باستبيان إحصائي، عن كم من أرباب العمل يظنّون أنّ رائحة عاملاتهنّ المنزليّات سيّئة وأنّهنّ متّسخات. كيف بإمكانهم القول أنّ العاملة متّسخة ما دامت تتحمّم قبل أن تبدأ العمل كلّ صباح؟ وكيف تتركون شخصا متّسخا يلمس طعامكم؟ كيف تتركونه يلمس سريركم، ثيابكم، وكلّ أشياكم؟ هنّ لا تعدن “متّسخات” حين يكون عليهنّ العمل.
مالا: لا يسمح لبعض الفتيات باستعمال العطر. ولا بأس بذلك. ولكن أعرف حالات حيث تظطررن إلى غسل شعرهنّ بغسول الصّحون أو الملابس، لأنّ ربّ العمل لا يعطيهنّ الشامبو. وبعد ذلك يقولون لنا “أنت فرد من أفراد من عائلتنا.”
ميريم: لا، لست فردا من العائلة.
جيمّا: أبدا لا تكونين جزءا من العائلة.
جوليا: زوجة أخ “سيّدتي” لديها طقم أشواك، ملاعق، وسكاكين خاصّة لعاملتها المنزليّة الأثيوبيّة. هي لا تتركها تلمس صحون العائلة وتطلب منها أن تغسل يديها كلّ ساعة.
مالا: أرباب العمل يأكلون معكرونة من جودة عالية، ونحن نأكل معكرونة غير جيّدة. يأكلون الأرزّ البسمتي، ونأكل الأرزّ المصري. يتصرّفون معنا بطريقة مختلفة تماما من تصرّفهم مع أفراد العائلة. كيف بإمكانهم أن يقولوا “أيّتها القتاة القذرة” حين لا يتركون لها مياه للاستحمام؟ عندما تستحمّ كلّ العائلة قبلها، وعندما يأتي دورها، يطلبون منها المباشرة في العمل. في تلك الحالة، نعم، يمكن أن تكون متّسخة، وذلك لأنّهم لا يتركون لها الوقت للاهتمام بنفسها. بإمكان “السّيدة” أن تستحمّ متى شاءت. بإمكانكم تقبيلها في أيّ ساعة من اليوم. إذا أصيبت “السيّدة” بصداع، تذهب إلى طبيب مختصّ. إذا أصبت أنت بالصّداع، يعطونك بانادول.
جيمّا: إنّه دواء عجائبيّ! كلّ عاملة منزل مهاجرة تمّت معالجتها به. لا يهمّ إلى أيّ مدى أنت مريضة أو أيّ جزء من جسدك يؤلم، يقولون لك: “خذي بانادول! خلاص!” هذا ما لا يفهمونه. نحن لا نريد بانادول. نحن نريد بعض الوقت للرّاحة. نحن نحارب من أجل وقت راحتنا.
مالا: ثمّ تذهبين إلى بلدك وليس بإمكانك أخذ أيّ دواء ثان لأنّ جسدك يحتاج بانادول. لقد تعوّد جسدك إلى درجة فظيعة على بانادول حتّى صار هو بانادول.
جيمّا: لكنّنا نحن من لدينا امكانيّة الوصول إلى العالم الخارجيّ. منذ أوّل لحظة اتّحدنا فيها، قلنا أنّنا نقوم بهذا العمل من أجل عاملات المنازل المحبوسات في البيوت، تلك التّي منعن من النّظر، ناهيك عن، الحديث إلى جيرانهنّ، لأنّ ذلك “ممنوع.”
مالا: قبل أزمة الزّبالة، كانت لدى بعض عاملات المنازل فرصة اللّقاء والحديث عند إخراج القمامة.
جوليا: كانت أماكن صناديق القمامة مساحات لقاء وتبادل الطّعام والرّسائل…
مالا: والمجلّات.
جيمّا: تفسيح الكلاب هي طريقة أخرى أيضا.
ميريم: أغلق عليّ أحد أرباب العمل المنزل على الطّابق الثّامن دون طعام. وأعطتني عاملة الجيران نودلز في كيس بلاستيكي من الشّرفة الخلفيّة. 10
جيما: هذه هي أنواع الإجراءات التي يتعين علينا القيام بها.
روز: عادة في المباني، كل طابق يحتوي على عاملة منزليّة. ربما من بينهنّ واحدة أو اثنتان فقط يسمح لهما بالخروج، ودائما ما كانت لدينا حبال ورموز. كانت تلك اللّواتي بإمكانهنّ الخروج تجلبن أشياء لذيذة وتقسمنها إلى قطع. وكانت كلّ عاملة منزليّة تقف على الشرفة كي يكوّن مجموعهنّ خطّا عموديّا. كنت تأخذين قطعتك، ثم تنزلين الحبل إلى الأسفل. يأخذ الشخص القادم حصّته، ثم يدفع الحبل إلى الأسفل، وهكذا دواليك.
مالا: أن نسمع خرير المياه من الشرفة الخلفيّة لجارنا كانت إشارة الخروج لنا.
روز: أو دقّات على البلّور في تسلسل معين.
الرّعاية المتبادلة كأداة للنشاط
جوليا: التقيت مالا، روز، جيما، وميريم من خلال الأنشطة المنظّمة من قبل ولأجل عاملات المنازل. ذهبنا نرقص في الشوارع مع الطبول، وهذا هو المكان الذي التقيت فيه مالا وجيمّا. كنا مع كفى في ذلك الوقت، وقمنا بتحرّكات مفاجئة (flashmobs) في بعض مراكز التسوق في بيروت.
مالا: كان ذلك ضد نظام الكفالة. قمنا بإقران كلّ شخص لبناني مع عاملة مهاجرة وربطنا أيديهم معا.
جوليا: كان ذلك رائعا لأنّنا كنّا في الشوارع، ورقصنا، ونحن قرعنا على الطّبول. حتى أنّنا كنّا على شاشة التلفزيون!
جيما: لم يتوقّع أحد أن يحصل ذلك.
جوليا: ذهبنا إلى مراكز التسوق، إلى الحمراء، إلى جونيه.
جيما: إلى الكورنيش كذلك.
جوليا: ثم جاءت روز مع المجتمع الأفريقي كله. ومنذ ذلك الحين، كنا دائما …
مالا: مثل الأخوات. ونحن نتشاطر كل شيء، السعادة، واللحظات السيئة.
جوليا: نتشاطر مشاكل مجتمعنا، ومشاكلنا الشخصية.
مريم: هذه المجموعة هي للجيّد والسيّء.
مالا: لأنه حتى لو كان لدينا الكثير من الخبرة في العمل، هذا لا يعني أنّه بإمكاننا السيطرة على عواطفنا في كل وقت. في بعض الأحيان، مجرّد التحدث الى واحدة من هاته النساء يحلّ مشاكلي. هو أفضل بكثير من الاحتفاظ بها في والتفكير فيها باستمرار في غرفة صغيرة ومعزولة. نحن نتشاطر كل شيء.
جيما: نحن نقوم بعمل جيد الآن. نحن مؤسّسات الاتحاد.
روز: آمل أن تستمر محادثات من هذا القبيل من وقت لآخر. لأنها تشعرنا بالارتياح، أوّلا. وثانيا، لأنّه لديّ أمل أنه ربما في يوم من الأيام، سوف تجلس بعض النساء مثلنا على هذه الطاولة وسوف تقلن “نحن محظوظات لأنّ اللّواتي كنّ هنا قبلنا، حاولن باجتهاد.”
جيما: “حاولن من أجلنا.”
روز: نحن نجلس هنا، ونحاول من أجل من ستكنّ عاملات المنازل المهاجرات في المستقبل. هذا حلمي. وأنا متأكدة من أن الله سوف يمنحنا هذه النعمة.
جيما: الله هو القلب، حبيبي.
- 1. بإمكانكم/نّ قراءة شهادة مالا على:http://kohljournal.press/ar/migrating-to-civil-war-2/
- 2. يشار إلى عاملات المنازل المهاجرات بكلمة “بنات.”
- 3. بإمكانكم/نّ قراءة شهادة روز على:http://kohljournal.press/ar/beiruts-welcome-2/
- 4. بإمكانكم/نّ قرءة شهادة جيمّا على:http://kohljournal.press/ar/the-road-to-dissent-2/
- 5. عبارة لبنانيّة طفوليّة، تستخدم عادة لطلب الجنس من عاملات المنازل المهاجرات.
- 6. يطلب من العاملات المهاجرات أن تنادين أرباب العمل ب”مدام” أو “مستر” وقلّما ينادون بأساميهم.
- 7. 5000 ليرة لبنانيّة أي ما يساوي 3.33$
- 8. مفردة تستخدم كمسبّة وتوجّه إلى عاملات الجنس.
- 9. منظّمة لبنانيّة تعمل على العنف المنزليّ في لبنان.
- 10. شرفة مخبّاة من الشّارع العامّ، تستخدم عموما كمكبّ للأشياء ولنشر الغسيل.