أشباح تيتا
arabic-website-01.jpg
إن حميمية العلاقة بين التصميم والحرفة تشبه تلك التي تتّصف بها كتابات المفكّرات/ين اللواتي/الذين ساهمن/ وا في هذا العدد من مجلّة "كحل". استلهمتُ تصميم غلاف هذا العدد من مُحاكاة أنماطٍ من الطباعة والتطريز. أثناء قيامي بتصميم الغلاف، جابت في خاطري كلٌّ من الأعمال اليدوية والنسوية والممارسات الفنّية المسيّسة وتلك النابعة من أعمال الرازحين في الهوامش إضافةً إلى المقاربات الفدائية. تمثّل رسمة الغلاف إلى جانب رتوشها النهائية، التي تبلورت على إثر سبعٍ وعشرين نسخةً تجريبيةً سبقتها، نموذجاً للفن التعاوني من منظوري. يطغى اللونان الأزرق الرمادي والأصفر الفاتح أو كما وصفته غوى بلون الشمبانيا على الرسم. ربطت غوى لون الشمبانيا بلون الرمال في أثناء مُراسلاتنا وقد أصابت بالفعل، ففي التطريز كنايةٌ عن رمال الأرض التي حملتها النساء الفلسطينيات من حقبةٍ لأُخرى وبين الثورات المتعاقبة. تُعزز الشبكة السيبرانية الحراك ضد الفاشية والاستعمار الإحلالي والرأسمالية والنيوليبرالية، فتراها تحيك علاقات وطيدة بين مُختلف النضالات، كما تحيك التطاريز الرمال بالبحار والسموات. اقترحت غوى أن أُضمّن أنماطاً شكلية وفراغات لتبيان عنصر الغموض الذي يتلازم مع عملية إنتاج الأرشيف المُضادّ. تستحوذ فكرة الهواجس وفكرة الفراغ على مسار دائرة الكتابة التعاونية، التي دارت رحاها في ظل الوباء. لا أعرف أعضاء الفريق المجهولات، أولئك اللواتي تعاونت معهنّ وتعاونّ معي بدورهنّ عبر زهور وغوى، لإحياء هذه النسخة النهائية التي ترونها الآن. يُعدّ الغلاف بحد ذاته إثباتًا من صُلب الأرشيف المُضادّ، على العملية التي خُضناها وتلك التي نتطلّع إلى خوضها.