ثمن الأرشيف المضادّ
photo_3.jpg
لماذا نَجمع الأرشيفات المضادّة؟ ما الذي سندفعه للزمن مقابل توظيفنا له في تشييد الأرشيف المضادّ؟ إلى متى نمكث في صروح المستعمِر والمهيمِن؟1 ما هي ضريبة المكوث هذا؟ أُطلق على هذا العدد في بادئ الأمر اسم "الأرشيف الثوري لعام 2020"، وكانت العبارة التالية افتتاحيّة ندائه: "2020 هي السنة التي انهار فيها العالم فوق رؤوسنا". لقد خضنا سلسلة الاضطرابات التي عصفت في لبنان عام 2020، والتي أُطلق عليها التوصيف الليبرالي المعتمد، "الأزمة": التضخّم المتعاظم وانخفاض قيمة العملة تلتها جائحة فتكت في ظلّ بنية تحتية متهالكة، وتوّجت المشهدية بانفجار مزّق نسيج واقعنا. أُجبر البعض منّا على المغادرة، بينما باشرت ظروف المعيشة التي تفرضها الحرب الاقتصادية2 في الإطباق على حياة آخرين في صفوفنا.
لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً لنتوصّل إلى قناعتين راسختين: أولاً، لن يكتب أيٌّ منّا عن مسألتَي الصدمة والسلب على أنهما عائدتين الى مجريات عام 2020 – فالمسألتان تمثّلان سيرورةً لم تتوقف قط. ثانيًا، على الرغم من عمق هذه الاضطرابات وبقدر ما تبدو مروعة لنا، إلا أن الحالة اللبنانية ليست باستثناءٍ عن نظام عالمي قائم على عمليات استباحة ممنهجة للموارد الطبيعية وعلى المنتظم البنكيّ المنفلش بسياساته الإقراضية المأمولة وعلى أنماط متنوعّة لمراكمة الربح، وغيرها من العلاقات التي تستحوذ عليها الطغمة لإعادة إنتاج نفسها باستغلال قوّة عمل الكادحين وكسرات خبزهم/هنّ. باتت الأخبار المتعلّقة بلبنان تُدرَج على قائمة "الأماكن الأجنبية المنكوبة". لقد طبّعنا مع لفظة "الأزمة"، وإن بشكل مختلف عن السائد: نظام جديد للأشياء يبسط معالمَه. كان علينا التصالح مع ذاك التفاؤل المفعم بالقسوة3 والموجود في طيّ الأراشيف – بغض النظر عن مدى الثورية الكائنة فيها.
تيقنّا في المخاض الذي أدّى إلى إصدار عدد "النسوية الكويرية"، إلى أن "الدوائر التشاركية" هي منهجيتنا المختارة. عليه، أطلقنا نداءً للمشاركة في دائرة كتابة تعاونية أقيمت عبر الإنترنت، مع نسويات كويريات في/ من عالم الجنوب. اجتمعنا كل يوم سبت طوال ثلاثة أشهر. في البداية، أعرب المتعاونون عن قلقهم وعدم ارتياحهم بشأن تجسيد الأرشيفات المبنيّة من صلب وقائعنا المُغرّبة. كانت تعتريني رغبة شديدة في الاحتفاظ بسجلّ لكل تفاصيل تفاعلاتنا، وأرشفة كل التبادلات واستغلال التكنولوجيا لصون لحظات التفاعل السحرية. لجمت حنا الطاهر رغبتي تلك بإعرابها عن عدم الرغبة في تسجيل جلساتنا. أذكر قولها: "لا يتعيّن علينا تسجيل كلّ شيء – يمكننا ببساطة، أن نكون". بدأت حينها بالتحرّر من الهواجس التنظيمية، ولم أُعِدّ سوى"أجندة" هيكلية عامّة، لنرجع إليها فقط في حال جدّ طارئٌ أو تبدّد السحر التفاعليّ الذي بيننا فجأة أو ساد صمتٌ استحال تحمّله أو كسره. ومع ذلك، في بعض الأحيان، كنّا نجلس معًا بدون كلمات تقريبًا، متبادلين ردود الفعل الرقمية والقلوب، نشارك روابط القصائد والأغاني التي تخفّف عنّا. لم تكن التجربة مقبولة وحسب، بل كانت غايةً في الحميمية. أحيانًا كنّا نعلن انتهاء جلسة الدائرة باكرًا، كلّما شعرنا بوطأة الاستنزافات المفروضة على حيواتنا المختلفة: جائحة كورونا والاستعمار الإحلالي، والانهيار الاقتصادي والهجرة والنفي والاستبداد والتآكل البيئي والموت. كتبنا معًا عن الفوضى والعاطفة والجماعة. استدعينا وقائعنا على شكل أشباحِ /هواجسَ في مقال "تبًا لخطوطكم اللعينة". لن أخوض في التفاصيل هنا – لكنني سأقول أنني سئمت من استِلابنا المستمرّ بتحويلنا إلى مراجع للبؤس – يبان هذا الإستهجان في النصوص المنسوجة في طيّ هذا العدد، والتي تتحدث عن مواضعنا في هذا العالم – جغرافيّاً وسياسيّاً وعاطفيّاً.
تملكّني شعور بالقلق حيال فكرة الأرشيفات المضادّة، وما إذا كنّا بإحيائها نساهم في مكيدة الآمال الغائِرة. هل من الممكن أن تصبح الأرشيفات المضادّة عقبة أمام فعل التصدي لإرث الأرشفة الإستعمارية/ المهيمنة؟ هل ستظهر أوجهٌ جديدة من الإقصاء غير معلومة الفواعل بعد من طيّ هذه الأرشيفات، معتمدةً على نفس أنماط الاستباحة والاستغلال والإنتاج الفائض القائمة؟ بتفاعلٍ سخيّ، انضمت سريلا روي إلى إحدى دوائرنا، حيث ناقشنا توجسّاتنا من تداور الأرشيفات المضادّة في أوساط الراديكاليين العابرين للحدود القومية ولكن المنتمين إلى طبقة النخبة "المثقّفة/ الفكريّة". في غمار هذه التساؤلات، غادرونا لورين بيرلنت في حزيران، وما انفكّت الجرائد ترثيهم. بعد أسبوعين من الواقعة الأليمة، وفي أثناء زيارتي إلى دار عائلتي في لبنان، توفيت تيتا – جدّتي ووالدة والدتي.
في الساعات الأخيرة من حياتها، صارعت تيتا لالتقاط أنفاسها، كان ملمس بشرتها كالسّحب إن داعبتها الأنامل: رطبة وطريّة. سَهَت بهدوء شديد، وهي تُدندن أغانيها المفضّلة بنظرة شاردة مبتعدة. في صباح اليوم التالي، وجدت نفسي جالسةً دون حيلة إلى جانب نعشها المفتوح. كلّ ما كنت أفكّر فيه هو السؤال المقلق الذي طرحَته والدة وزينا زوندون: "من سيدفنك؟". في دائرة الكتابة، في نيسان/ أبريل الذي سبق، كنّا قد أطلقنا مصادفةً على أنفسنا اسم "شبكة أبحاث تيتا". قالت حنا إنها تريد جمع قصص جدّاتنا. اكتشفت ديباراتي ساركار نفسها على أنها "تحمل روحيّة جدّةٍ في صميمها". وها أنا ذا جالسةٌ الى جانب إحدى فصول قصّة جدتي، في لحظة الصمت التي ترافق واقعة الموت.
خلال نفس الفترة الزمنية تلك، كنّا نواجه "أزمة" أخرى – أزمة التعاضد داخل المجتمعات والمساحات التي خلقناها لأنفسنا. أتحدث عن الإخفاق نفسه الذي يتناولوه ج. دانيال لوثر: إخفاق في مقاومة التماسك الذي تتصف به الأراشيف المهيمِنة.4 على المستوى البُنيوي، وبغض النظر عن الانتكاسات العاصفة في حياتنا اليومية، فإن الضغط والجهد الهائلين، وغير المُثمرين أحياناً، المواكبين للأعمال الإدارية والبيروقراطية والتنظيمية المفروضة علينا للحفاظ على استمرارية التمويل، أودت كلّها بروح التعاضد والعناية في مخاض عملنا. إن المنطق الموجِّه لهذا الواقع يشترط على عملية بنائنا للأراشيف المُضادّة، الحاجة لاستخدام أدوات وموارد المُنتظم نفسه الذي نسعى إلى تدميره. إنه واقعٌ مثيرٌ للسُخط!
"الاحترافية" وهي مصطلحٌ مرادفٌ لمفهوم/ ظاهرة "هيمنة نمط عمل وعلاقات المنظّمات غير الحكومية"، أصبحت جزءاً متلازماً مع قاموسي اليومي ومحادثاتي – وذلك نابعٌ عن الضغوط التي دفعتني إلى محاولة تبنّي قراءة "واقعية"، أو بمعنى آخر، دفعتني نحو التسليم/ الاستسلام للمُنتظمات التي سادت وهيمنت في ظل النظام الرأسمالي العالمي.5 فأيّ مساحة أو بنيان بديل آخر، سيكون إمّا محتّماً عليه الزوال السريع، أو النشأة المتعثّرة، الواقع هو أننا تعهّدنا بالتزاماتٍ تعتمد سبل عيش كلّ منّا عليها. في بعض الأحيان وظّفنا احترافيّتنا للاعتناء ببعضنا الآخر، وأحيانًا أخرى حاولنا أن نوافق بين الإحترافية والعناية الجماعية وفي كلتا الحالتين لم يكن أمامنا مفرٌ من الاستنزاف.
غرقنا في مطبّات عمليات الإصلاح غير البُنيوية، لبُنى تحتية لا نملكها ولا سُلطةً لنا عليها: كتأمين الإنترنت وخيار المكاتب المؤقتة، وأدوات الشحن الجوالة، والبدائل للحوالات المصرفية وأزمات التدفقات النقدية، والتوجس الدائم من انقطاع غير مُرتقب للتيار الكهربائي أثناء اجتماعاتنا وفعالياتنا وساعات عملنا. في الكثير من الأحيان شككت في جدوى الاستمرار بمثل هذا العمل، وفي القيام بتقديم "الأرشيفات المُضادّة" بكونها مادةً ذات قيمةٍ حاسمة، أو عزاءً نتطلّع إليه. إننا عالقون في شرك الأنظمة الاقتصادية العالمية، تلك التي تفرض علينا إخراج مسرحياتٍ من الإنتاجية – مشروطة بوجود منتج وناتج وتأثير وإحصائية ومؤشر للتغيير.
في مثل هذه اللحظات ألجأ إلى كلمات سارة أحمد التي تُمثّل بوصلتي التوجيهية. في عملها المعنون "أن تعيش حياة نسوية"، تكتب سارة: "أنظر للنسوية على أنها أرشيف هشّ، جسدٌ مركّبٌ ومُجّمعٌ من شظايا حُطام متناثرة، أرشيفٌ تخرج من رحم هشاشته مسؤولية: مسؤولية الاعتناء بالآخر/ صون تاريخنا"6 (ص 17). تُذكّرنا باربرا ديندا بأن الأرشيف الثوري سريع الزوال. ربما تكون إشكالية المساءلة هي الأصعب في ميدان عملنا: علينا أن نصون تاريخ أنفسنا، لكي نستطيع فيما بعد الاعتناء بـ /صون الآخرين. ليس بالضرورة لأراشيف سارة المضادّة للمُنتظم المؤسساتي أن تتبلور من خارج إطار المؤسسات نفسها (على الرغم من أن ذلك احتمالٌ وارد). فالأرشيف المضادّ وبغضّ النظر عن منبع تبلوره، يقوم باستثارة شيء من الوعي الذاتي داخل تلك المؤسسات – بين أبوابها المُوصدة في وجوهنا وجدرانها التي تحاصرنا، وطاولاتها حيث تُصادر مقاعدنا. مواجهة الفشل يستدعي منّا الاعتراف بتلك الأبواب والجدران والطاولات، وبحقيقة أنّ وجودنا وتاريخنا تساهم في استمراريتها.
بعد وفاتها بوقت قصير زارتني تيتا في أحلامي، وقد أزعجني عدم قدرتها على الكلام ونظرات الضيق في عينيها. أدركت أنه لم يتسنّي لي ما يكفي من وقت لرثائها. بالصدفة أو بفعل قدريّ، اطّلعت على محاضرة معنونة "أسفار النظرية" لإلسا دورلين.7 تتحدّث إلسا عن الوقت الذي نمضيه في ثنايا الأراشيف المهيمنة – تتكلّم عن المكوث في صروح/ ديار المستعمر/ المهيمن، وعن وجودنا في نفس الأماكن التي لا يكون فيها وجودنا مرحّبًا به – تتكلّم عن استعادة الذاكرة، عن وجوب البحث عن أرشيفاتنا الخاصة بين لحظات الصمت وفي الفراغات، تتكلّم عن القسوة التي في هذا الواقع وعن الكسل البيروقراطي. تربط إلسا العمل على تجميع الأرشيفات المضادّة بحوارنا مع موتانا الذين طالما كانوا في مواضع لامرئية. يتطلّب منّا مثل هذا الحوار أن نُنصت ونُبصر على نحو مُختلف. بعدها أمضيت أياماً أستجدي فيها شبح جدّتي/تيتا. شعرت بامتعاضها الذي كانت تُعبّر عنه بتأتأة من لسانها عندما لم أكن أهتمّ بنفسي بالطريقة التي تريد. أنتقدَتْ الطعام المجمّد الذي كنت أُسخّنه قائلةً: "أتعتبرين هذا طعاماً، يا تيتا؟" امتلأت شقتي بصدى ضحكاتها العفوية الصادقة التي كانت تعبّر من خلالها عن عدم تفهّمها لبعض أوجه الحياة المعاصرة في باريس. في لحظة السكينة المُتبادلة تلاشت العناصر "المادّية" لذكراها، وأصبحت أكثر وجدانيةً وحضوراً.
الذاكرة هي أن يعتنق المرء شجنه.8
إن كانت استعادة الذاكرة – لأرشيفنا وموتانا – تتطلّب رؤى مختلفة، كما تخبرنا إلسا، فإن منطق الأرشيفات المضادّة لا بُدّ وأن يتعارض مع منطق الإنتاجية بصيغتها الرأسمالية (وليس ضد الصيغة المادية للأرشيف بحدّ ذاته). الاستخدام الذي وضعته دائرة الكتابة للتكنولوجيا كان مُغايراً للكيفية الذي يوظّف فيها المستعمِر/ المهيمن تلك الأداة نفسها. إنه استخدامٌ لا توظيفٌ ضمن نمطِ إنتاجٍ ربحيّ أو تراكميةٍ رأسمالية. أستذكر أهتمام كيغورو ماشاريا بمفهوم المُستَعمَر غير المُبالي:
يستحوذ هذا المُستَعمَر على اهتمام الأراشيف الاستعمارية، كما تُبيّن تقارير المنظمات غير الحكومية الأخيرة. يُخفق هذا النوع من المُستَعمَر بالتماثل بطريقة التواصل "الصحيحة". إنه مُستَعمَرٌ يرفض الإجابة عن الأسئلة، وقلما ما يكون حاضراً، أو أنه يحضُرُ عندما لا يكون مدعوّاً، لا يقدّم سوى الملاحظات العرضية – ربما عن النمل الأبيض الطائر. […] يسير هذا المُستَعمَر اللامبالي على غير هُدىً وكأنه يتجاهل قواعد أنظمتهم.9
ربما تكون الأرشيفات المضادّة إحدى طقوس الدفن.10 قد تكون الأرشيفات المضادّة غير منتجة وتحمل بذور فشلها عمداً. ربما لا تحمل الأرشيفات المضادّة خرائط طريق ومخططات زمنيةٍ متكاملة. وأخيرًا، ربما لا تتجاوز قيمة الأرشيف المضادّ جمال ضحك جدّتي وإيقاعات حيواتنا الاعتيادية.
- 1. العبارة في النص الأصلي مقتبسة من كتابات أودري لورد التي علّمتنا أن الصمت لن يحمينا (الكاتبة/ بتصرّف مديرة الترجمة).
- 2. اقتبس عبارة "الحرب الاقتصادية" من مقال لينا منذر باسم "لبنان الذي عرفناه من قبل، قد ولّى".
- 3. اقتبس عبارة "التفاؤل المفعم بالقسوة" في النص الاصلي من أعمال لورين بيرلانت (الكاتبة/ بتصرّف مديرة الترجمة).
- 4. أقتبس من إلسا دورلين – "المحفوظات المهيمنة".
- 5. أود أن أشكر صوفي شمص، زميلتي منذ فترة طويلة. أشكرهم على متخيّلنا التشاركي لعوالمنا الكويريّة الفاضلة، ولدعمهم ومشاركتهم في هذه الافتتاحية.
- 6. الترجمة بتصرّف مديرة الترجمة.
- 7. قابلت إلسا دورلين في سياق دراستي في معهد باريس 8، حيث ساعدتني في التفكير من خلال فعل المقاومة والتذكر بأجسادنا، وكيفية تخيل نهاية للرأسمالية. كتابها "فلسفة العنف" مكث على المنضدة المجاورة لسريري لأسابيع. ندوة "أسفار النظرية" جزء من مؤتمر حول الشتات، متاحة باللغة الفرنسية.
- 8. هنا، أفكر مع مالكيا ديفيتش-سيريل، "الحزن جزء من الحراك الإجتماعي. هل لنا أن نعتنقه إذًا؟"
- 9. الترجمة بتصرف مديرة الترجمة.
- 10. سارونا أبوعكر لفتت انتباهي إلى سؤال "من سيدفنك؟" يمكن للسؤال أن يتبلور إلى الاتجاه التالي: "من سيدفن الأرشيف؟" – كيف للمستعمَر اللامبالي أن يتجوّل في طيّ الأرشيف. قرأت حنا الطاهر العنوان خطًأ فخالته: "أشباح الأرشيف المضادّ"، وهو توصيف دقيق. أود أن أشكر تفاعلهما الحميم بهذا العمل.
Ahmed, Sara. Living a Feminist Life. Duke University Press: 2017.
Ahmed, Sara. What’s the Use? The Uses of Use. Duke University Press: 2019.
Berlant, Lauren. Cruel Optimism. Duke University Press: 2011.
Devich-Cyril, Malkia. “Grief Belongs in Social Movement. Can We Embrace It?” In These Time. July 28, 2021. https://inthesetimes.com/article/freedom-grief-healing-death-liberation-movements
Dorlin, Elsa. « Les voyages de la théorie ». Diasporas : d’une terre, l’autre. Dialogues transdisciplinaires. Apr. 15, 2021. 05:08:01 : https://www.youtube.com/watch?v=23gwez3xdfQ
Dorlin, Elsa. Se défendre : Une Philosophie de la violence. Éditions La Découverte, 2017, 2019.
Lorde, Audre. “The Master’s Tools Will Never Dismantle The Master’s House.” Sister Outsider: Essays and Speeches. Crossing Press: 1984, 2007, pp. 112-115.
Macharia, Keguro. “On Being Area-Studied: A Litany of Complaint.” GLQ: A Journal of Lesbian and Gay Studies, 22(2): 2016, pp. 183-190.
Mounzer, Lina. “Lebanon as We Once Knew It Is Gone.” New York Times. Sept. 3, 2021. https://www.nytimes.com/2021/09/03/opinion/lebanon-economy.html