الانشقاق الرّديكاليّ والنّجاة النّسويّة: ديالكتيكيّة الهجرة
ساهمت أحداث محلية وإقليمية متعدّدة بإعلام هذا العدد. لقد اشتغلنا عليه خلال عدد من “الاحتفالات،” أثناء ابتهاج بيروت بخطابات الفخر، تاركة وراءها نداءات النساء والمهاجرات/ين واللاجئات/ين غير مسموعة، وعند احتفال المؤسسات باليوم العالمي للّاجئين مشدّدة على الجانب الإنساني لما أسمته “أزمة” اللّجوء. تميّز كلا الحدثين بوجود أغراض سياسية ورمزية قوية وراءها. فقد ساهما في تعزيز قبضة الدّولة على حدود الهوّية والوطن مع إضفائهما للشرعية على التمييز المؤسّسي ضد من صوّروا على أنّهم “الآخرون.” إذ أنّ تسمية الهجرة التي يشهدها العالم اليوم بأنها “أزمة” تبرّر إجراءات التوريق الاستثنائية التي تتخذها الدول المضيفة الغربية. ولكونها محمّلة بالآداء السياسي، فقد أكّدت الطابع “غير المسبوق” لهذه الهجرة القسرية. وقد أدّى الإغفال المدروس لأصوات المهاجرات/ين الكويرات/ين من احتفالات فخر بيروت إلى نقل التركيز من سلطوية الدولة إلى “خبز وسيرك” الرّجال المثليّين من الطبقتين العليا والوسطى.
وقد تمّ إنتاج هذا العدد من الحاجة الماسّة لإعادة التحقيق وتفكيك الهجرة وجندرتها كظاهرة غير حديثة، رغم أنّها باتت أكثر تعقيدا من قبل بمفعول العصر النيوليبرالي. وفي حين أنّ الجندر ليس غريبا على الهجرة، يتمّ ابتذاله عادة من خلال نهج حقوقيّ، ويتمّ تجريده من كلّ تقاطعيّة بمفعول الخطابات الليبرالية عن الحركة الاجتماعيّة وما تُؤتيه من فرص اقتصادية للنّساء الملوّنات. لقد أردنا مَشكلة التّصوير اللّيبيرالي والكمّي لهذه الظاهرة التّي تُصوّر على أساس أنّها محايدة جندريّا، كما أردنا فضح وسائل الإعلام التّي تقودها الدولة، وجهود المنظمات غير الحكومية والثّقافة الشّعبيّة التّي تتواطأ في تشويه المهاجرات/ين، وإضفاء الطابع المؤسسّي على ثقافاتهنّ/م، وتثبيط أجسادهنّ/م. أردنا فضح مساهمة هذه الجهود في تعزيز الحدود الوطنية والمخيّلة القومية والوطنية في جانب الدول الغربية من ناحية، وتضخيم السّرديّات عن تخلّف الناس الملوّنين من ناحية أخرى. أردنا تحدّي هذه الخطابات والمشاركة في أرشفة نسويّة للذّاكرة الجماعيّة للهجرة.
لقد أخذنا كلّ ما سبق في الاعتبار عند عملنا على هذا العدد، ولكنّنا لم نتصوّر بعدُ الطّرق التّي سينتقل بها موضوع العدد إلى مستقبل المجلة ويؤثّر عليه. أصبحت كحل الآن منصّة مستقلّة، شاركت في نوع مختلف من الهجرة وبحثت عن شواطئ الاستقلالية النسوية الكويريّة. تأتي الهجرة في أشكال مختلفة، بعضها أكثر هشاشة من غيرها، وذلك بسبب نقاط الضعف المختلفة المعرّضة إلى المخاطر والموضوعة على خطوط الفصل. دائما ما سنجد نقّادا يهتفون بأنّ العُشب ليس بالضّرورة أكثر اخضرارا على الجانب الآخر، وسنجد البعض الآخر من النّقاد يشكّك في الولاء المفدّى للأوطان أو الشخصيّة الأبويّة. ما الذّي تهدّده الهجرة، وماهي تفسيرات تعدّدات الذعر السياسي والأخلاقي المحيط بالأجساد التّي تنتهك و/أو تختبر مساميّة الحدود؟ هذه بعض من الأسئلة التي حاولنا الإجابة عنها في هذا العدد.
نفتتح هذا العدد بـ”كحل: مشروع نسويّ سياسيّ مستقلّ،” وهو إعلان من غوى صايغ، رئيسة تحرير المجلّة. مُلهمة بأحدث أعمال سارة أحمد، المقال هو عبارة عن بيان يتطرّق إلى روح المجلّة ورؤيتها السياسية. يسلّط البيان الضّوء على الطرق التي اخترناها لكي نعيش حياة نسويّة. ضمنه، تعترف صايغ بجهود المئات من النسويات اللّاتي يجعلن بقاءنا على قيد الحياة ممكنا. كما تسرد البعض من تاريخنا غير الموثق، وتُفسّر فهمنا للتّضامن، وسياساتنا المتمثّلة في التآمر معًا، وليس لإنقاذ بعضنا البعض.
قامت هالة حسن بتصميم الرّسوم الظّاهرة في هذا العدد، كما تظهر أعمالها في قسمنا حول النّضال الفنّي. نظرا لإقامتها حاليّا في نيويورك، تواجه حسن تحدّيات متّصلة بكونها موضوعا للهجرة. إيمانا منها بإمكانيّات النّضال التصميمي، أعدّت حسن رسوما حول “الفخّ البشريّ” الذّي يميّز حياة الغرباء مثلها.
في قسم الأحاديث، ناقشت أميرة وغلامة ومون وسما وزكريا، وهنّ/م ناشطات/ون نسويات/ون في لبنان، تجاربهنّ/م فيما يتعلق بالفواصل التاريخية والنّظرية في الحركات النسوية وحركات المثليين والمثليّات ومزدوجي الميل الجنسي ومغايرات/ي الجندر في لبنان. “الهجرات المؤسّساتية والنّجاة الراديكاليّة: ما وراء الانقسامات التنظيمية” هي محادثة بين بعض اللّواتي/الذّين غُيّبت أصواتهنّ/م، وعُرّضت آراءهنّ/م للسّخرية ومواقفهنّ/م للمسائلة بسبب “غيابهنّ/م” عن “أرض ميدانيّة” وهميّة. تمّ رفض قرارات الامتناع عن المشاركة في الجهود المساهمة في سياسات الهوّية والمطبّعة مع الدولة البوليسية على أنّها خيانة للقضيّة، ولم تُعتبر أبدا محاولة نجاة راديكاليّة. تحاول هذه المحادثة إصلاح هذه الفجوة الخطابية في طرق فهم الهجرة المؤسسية والعمل الجماعي والتضامن.
كان العمل الجماعي غائبا عن احتفالات فخر بيروت المسجّلة كعلامة تجاريّة، وهو الحدث الذّي تناقشه لارا بيطار في مقالها بعنوان “ضد المشاريع الاستيعابيّة: دعوة إلى إضفاء صبغة كويريّة على مخيّلاتنا السّياسيّة.” قام العمل غير التعاوني في احتفالات فخر بيروت بالطّمس المتعمّد للماضي وكتابة تاريخ جديد، وفشل هذا العمل في رؤية طرق تواطئه مع النّظام الرأسمالي. لقد قام هذا الحدث بتسليع النّاس وصراعاتهم، خادما بذلك فكرة أن السّوق توفّر حلولا للعلل الاجتماعيّة. قام هذا التمثيل غير السّياسي لاحتفالات فخر بيروت بصناعة موضوعات المواطنة التّي ترتكز على التّمثيل والمظهر. من خلال القيام بذلك، حمى الحدث نفسه من المؤسسات الدينية ومؤسسات الدولة، ولكنّه وقع في مفارقة جعله النّاس الذّين احتفل بهم أكثر عرضة للخطر من خلال تهميش أولئك في الدّرك السّفليّ من سلسلة الغذاء المثليّة الوطنيّة: أي المهاجرات/ين.
بعد ذلك، في “حياة متحرّرة؟ أفكار عن المفارقات المترابطة عن اللّجوء الكويريّ،” تقول هناء مصري، ببلاغة، أنّ النسيان والقهر والاضطهاد لا يؤثرون فقط على تلك/أولئك اللّواتي/الذين هاجرن/وا، بل كذلك على اللّواتي/لذّين بقين/وا في بلدان مواطنتهم. مع التغيّرات الديموغرافية الحالية، يساهم وصم اللاجئات/ين بالتّخلّف في الآن ذاته على دعم الحدود القومية العنصرية، وفي دعم الرّوايات الاحتفاليّة والأسطوريّة عن الدّول الغربية كملاذات كويريّة. ومن المفارقات الخطيرة أنّ سرديّات اللّجوء الكويريّ الذي تتبناه هذه الدّول تعزّز نفس القصص غير الدقيقة التي تبرّر استبعاد اللّاجئات/ئين وتعزيز الحدود. تُلقي مصري نظرة عامّة على تصوير الإعلام الكنديّ السائد للّاجئات/ين السوريّات/ين الكويريّات/ين، وتفضح عنصريّته الكامنة، وتكشف عن طبيعتها المتناقضة. لا تُفلت المفارقة السّاخرة من أحد: تُعزّز هذه السّرديّات أساطير المجتمعات العربية والإسلامية المغايرة والمثقلة بالنظم الجنسانيّة الضيقة، بينما تضع كل الأجساد الحاملة لصبغة عرقيّة غير بيضاء في موضع الاشتباه.
يأخذ المقال الثاني، ” تأملات حول التقاطعات: البحث عن استجابة نسوية مؤيّدة للهجرة ومناهضة للعنصرية للاعتداء الجنسي المرتكب من طرف المهاجرين،” المسألة إلى بعد آخر. تُناقش أميرة الوكيل اعتماد الخطاب اليميني المتطرف لسرديّات الدولة حول تخلّف الأجساد البنيّة المُعرقنة كـ”أخرى.” فقد صيغ مفهوم “rapeugee،” الذّي يجمع كلمتي “لاجئ” و”مغتصب،” من أجل “إثبات” وجود صلة بين المهاجرين المسلمين/البنّيين والتّحرّش الجنسيّ، وبالتّالي يقع تأكيد جغرافيا خيالية للـ”حضارة” مقابل “الوحشية.” وتنتقد الوكيل رهاب الأجانب وروايات الإسلاموفوبيا التي تُطابق التحرش الجنسي والاغتصاب مع عرق أو موقع جغرافي معيّن، في حين تدعو إلى استجابة نسوية لمثل هذه الاعتداءات التي يرتكبها المهاجرون. وتوضح أن الإدانة النسوية لهذه الاعتداءات واتباع سياسة مؤيدة للمهاجرين لا يستبعد أحدها الآخر. بل إنّ التصدي للعنف الجنسي وكراهية الأجانب في آن واحد مُمكن وإن كان صعبا، من خلال نهج مستعرض، وإنّ على النسويات القيام بهذه المهمّة.
نفتتح قسم الأبحاث مع مقال مارلين سوليير المعنون “عرقنة رهاب المثليّة: تتبّع الخطاب السياسي الجنسي في سياق ‘أزمة اللّجوء’ الأوروبيّة في برلين.” تناقش سوليير كيف تقوم الدولة الألمانية بإنتاج نفسها كمساحة تسامح في مقابل أجساد اللّاجئين المصوّرين كموقع للتخلف، مغلّفة إيّاهم بقوالب نمطيّة عن عجز متأصّل عن تبنّي الكويريّة والاختلاف. وتحاجج أنّ الممارسة والخطاب التنظيميّ الألمانيّ يُشكّلان هويّة جنسية متطابقة مع مواطنة لا بدّ من أن تستوعب اللاجئين، في حين يقومان بإضفاء صبغة استشراقيّة على رهاب المثلية. وتؤدي هذه الخطابات إلى ترسيخ السلطة التفسيرية لإنتاج المعرفة المتعلقة بالجنسانية والجندر كحقّ حصريّ للأصوات البيضاء، وبالتالي تساهم في الحفاظ على التصرفات العنصرية.
“(نزع) تقاطعيّة التّقاطعيّة في زمن اللّجوء السّوريّ الكويريّ كحالة في لبنان” هو محاولة لتعقيد الأنهج التّي تستخدمها النظرية النسوية في مسائل الهجرة. تستعمل صبيحة علّوش التقاطعيّة ونظريّة التجميع لتجاوز الهوّيات القديمة والثابتة لشخصية اللاجئات/ين السوريّات/ين. وتحاجج بأن التقاطعيّة وحدها لا تكفي لفهم تعقيدات هويّة وممارسات اللاجئ، لأنّها ثانويّة مقارنة بالوكالة على النّفس، إذ أنّ الهجرة تنطوي على تغلل واع في المساحات، ولأنّ الوكالة على النّفس هي “المعرفة التي لم تتمّ بعد،” وستبقى كذلك. تدرس علّوش البيئة التّي تعمل هذه الهويّات ضمنها في سياق لبناني، وتنصحنا بأن “نفكر بطريقة غامضة كمنهجية،” وبذلك نتجنّب فخّ الحديث نيابة عن الآخرين ومزالق العمل ضمن الثنائيات.
تكتب جيليان جريزل في “أجساد الأمل والمقاومة” عن “تطبيب بؤس” العاملات المنزليّات المهاجرات المسجونات في لبنان. بعد إفصاحها عن موقعيّتها من حيث الامتيازات ومواطن الضّعف، تناقش غريزل الوقت الذي أمضته في تدريس العلاج باللّمس واللغة الإنجليزية للسّجينات. وهي توظّف أساليب النسويّات الأصليّات والسّود والنّهج العابرة للأقاليم المرتكزة على المعرفة البديهية والعاطفية والروحية في التّعرف على التسلسل الهرمي العرقي الذي تعقّده الصحة النّفسيّة والمؤسّسة الصناعيّة السّجنيّة من أجل الحفاظ على الرأسمالية. هذا البحث يستعيد أعمال الرّعاية وامكانيّات اللّمس التّي غالبا ما تصوّر على أنها تافهة أو فرديّة، كضرب من المقاومة. هذا النّص تكريم للخيال الجماعي “غير المحكيّ،” وطبيعة البشرة الجدليّة القادرة على قمعنا وتنظيمنا وشفائنا.
نستمرّ في موضوع الأمل في البحث التّالي، حيث تدرس يارا ممدوح أحمد كيفيّة تخيّل الأجساد الكويريّة لوجودها وحركتها وعلاقاتها بالحكومات والحدود في العصر النيوليبرالي. متأثّرة بملاحظة قامت بها خلال ورشة عمل لأشخاص من مجتمع الميم+ في مصر، تتحدّى أحمد الهوّيات التّي تفرضها الدّولة في “عن تكوين الأحلام والسّعي للهجرة لدى الأجساد الكويريّة” في ثنائيات القانوني/غير القانوني، المواطن/المهاجر، كجزء من تشكيلات الدّولة للـ”آخر.” كما أنّها تناقش الضّرر الناجم عن نهج الحقوق التي ترتكز في مفهوم الدولة، وبالتالي تشارك في تحصين هذه المؤسسة القمعية.
ولعل المثال الأكثر وضوحا على تعزيز المؤسسات القمعية من خلال النّهج ليبرالي أحاديّ البعد هو سياسة الغسيل الورديّ التّي يتبنّاها المحتل الإسرائيلي. في مقالة البحث الأخيرة من هذا العدد، “إضفاء طابع كويريّ على الاحتلال: جنسيات الاستعمار الإستيطاني في عصر القوميّة المثليّة،” يفكّك رالف حدّاد سياسات إسرائيل التّي نصّبت نفسها كملاذ ليبرالي للكويريّات/ين، مغذّية صور رهاب الإسلام ورهاب المثليّات/ين من الفلسطينيّات/ين، وبالتالي منتزعة الشرعية عن نضالهنّ/م. وفي هذا الصّدد، يربط حدّاد بين إعادة تشكيل المثليّة على أساس قربها من مفهوم البياض في جنوب أفريقيا، والاعتماد على أجهزة الدولة لإنفاذ التعاون الدولي المثلي، وهي آلية مماثلة للمجهود التّخيّلي الذّي يخلق صهيونيّة مرتبطة بالجنسانيّة. ويفسّر ببلاغة الدّور الضّار الذي تلعبه المواطنة كجزء من المؤسّسة الصناعيّة العسكريّة، نقلا عن الناشط الفلسطيني سامي شمالي أنّه “لا وجود لباب وردي سحريّ في جدار الفصل العنصري.”
في شهادتها الساخرة، “أشكر لله إنّي بيضاء،” تتحدّث منتهى عابد عن جدران الفصل الأخرى، كحدود اللغة واللون والمواطنة التي تعاملت معها كطالبة فلسطينية في لندن. على الرغم من أن الحدود المذكورة عادة ما تُعطى طبيعة مجازية، فإنّ وزنها يزداد ثقلا في أوقات التغيّر الديموغرافي. تجعل هذه السمات المهاجرين “آخرين” مستبعدين، أو تصبغهم بنزعة رمزية فوقيّة ورومنسيّة. ومن ثم تنتقد عابد الطّرق التّي يتم فيها تجريد التّقاطعيّة في “العالم الخياليّ للبيض” من طبيعتها السياسية، وكيف تصبح مشروعا ليبراليا لدمج كلّ أنواع الظلم في كتلة واحدة.
نختتم العدد مع غولتشيهر حميدي-مانيش التّي تقوم بـدراسة كتاب سارة أحمد عيش حياة نسوية. تناقش حميدي مانيش جدران الطوب غير المرئية التي تصنع الأجساد كغرباء وتضفي عليها صبغة اصطناعية، وتحرمها من صحتها أو موقعها. الأجساد والغرائز قادرة على معرفة الأشياء التّي أجبرنا اجتماعيا على نسيانها. نحن مدرّبات/ون على التغاضي عن التناقضات اليومية والنّفور المعرفي، وذلك من أجل النّجاة أحيانا أو تحقيق السعادة أحيانا أخرى. وعندما نقاوم، توصفت أجسادنا بأنها غير ممتنّة. أن نعيش حياة نسوية هي أن نحتضن النّضال اليومي في أن نُشكّك في كل شيء مهما كانت التّكاليف.
في الوقت الذي ننشر فيه هذا العدد، تُضطرّ ناشطة مدنيّة وعاملة منازل مهاجرة وأمّ وصديقة للكثيرات/ين إلى مغادرة لبنان وترك ما يقرب من ربع قرن من النضال الجماعي وراءها. تُغادر بلا معاش، ودون رعاية صحية، ودون اعتراف مثل العديد من الأخريات قبلها. تضع الدولة العديد من الأجساد في موقع الهشاشة المؤمّن من خلال حدود الحقوق العمّاليّة والمواطنيّة الصّارمة. فهي تنفيهم بذلك إلى موقع “نفايات اجتماعية” بإقصاءهم بعيدا عن الأنظار، وراء القضبان، وخارج الحدود. الهجرة بجميع أشكالها ليست مجرد مطالبة بحقّ أو ممارسة للحريّة، بل هي أبعد من ذلك، هي شكل من أشكال المعارضة الراديكالية والبقاء على قيد الحياة.