عندما تتكلّم المزارعات: حديث مع لمى أبو خروب حول المزارعات الفلسطينيات في لبنان

السيرة: 

صباح، محرّرة النسخة العربية من مجلّة "كحل" ومنسّقة الملفات، عملت في الصحافة المكتوبة في لبنان، نسوية مهتمّة بأحوال العمل وقضايا العمّال والعاملات.

اقتباس: 
صباح أيّوب. "عندما تتكلّم المزارعات: حديث مع لمى أبو خروب حول المزارعات الفلسطينيات في لبنان ". كحل: مجلّة لأبحاث الجسد والجندر مجلّد 8 عدد 2 (22 ديسمبر 2022): ص. 8-8. (تمّ الاطلاع عليه أخيرا في تاريخ 26 أبريل 2024). متوفّر على: https://kohljournal.press/ar/node/371.
مشاركة: 

انسخ\ي والصق\ي الرابط اللكتروني ادناه:

انسخ\ي والصق\ي شفرة التضمين ادناه:

Copy and paste this code to your website.

من النادر جداً أن نسمعهنّ أو أن نقرأ قصصهن. عادةً، تمرّ كاميرا التلفزيون سريعاً على وجوههنّ عند وقوع حادثة موسمية ما، وإذا تكلّمن، شَكَين بصوتٍ مُتعَبٍ مشكلةً حلّت بالمحصول الزراعي. لا أحد يتكلّم عن المزارِعات. المزارعات في لبنان، في العالم العربي، في عالم الجنوب، المزارعات اللاجئات، المياومات.. لا أحد يتحدّث معهن، لا نعرف عنهنّ شيئاً. العاملات في أفقر القطاعات الإنتاجية وأكثرها إهمالاً في معظم دول العالم العربي وعالم الجنوب ككلّ، مهمَّشات ومنسيّات. عَمَلُهنّ، أي إطعام أمم بأكملها، لا يلقى الاهتمام والتقدير ولا تجد الفلّاحات والفلّاحون أي رعاية أو استقرار أو أمان من خلال تأدية أعمالهن/م المضنية.

لذلك، كان التحقيق البحثي التوثيقي الذي نشرته "ورشة المعارف" بعنوان "بدنا نعيش: تجارب المزارعات الفلسطينيات" من إعداد لمى أبو خرّوب12، بمثابة فرصة نادرة وثمينة لنسمع عن أوضاع المزارعات الفلسطينيات العاملات في أحد مخيمات اللجوء في لبنان وأن نقرأ قصصهن كما وردت على لسانهن.

التحقيق الذي بُني على أبحاث تاريخية وإحصاءات عينيّة ارتكز أيضاً وبشكل أساسي على شهادات أربعة مزارعات من مخيّم برج الشمالي، قضاء صور في جنوب لبنان. رئيفة، سبتة، حسنة وعائشة تكلّمن مطوّلاً وبصراحة مع لمى، ابنة المخيّم التي نشأت في عائلة مزارعة أيضاً.

أردتُ أن أتحدّث مع لمى عن تجربتها هذه، عمّا سمعته من المزارعات وما اختبرته طوال فترة الشهرين خلال التحضير للتحقيق الصحافي، أردتُ أن أسألها عن التفاصيل وأن نناقش سويّاً ما ورد في مادّتها. إذ إن الكلام الذي قالته المزارعات بتلقائية وواقعية فجّة يختصر سنوات من الدراسات الاقتصادية - الاجتماعية ويترجم النظريات النسوية من دون تعقيدات في الشرح والتعبير.

فكان هذا الحديث مع كاتبة التحقيق لمى أبو خروب، سُجّل في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بعد نشر مادّتها الصحافية.

 

المزارعات والأرض: لا شيء رومانسيّ هنا

كان لدينا الانطباع نفسه، أنا ولمى، حول بروز ما أسميناه "الوعي" عند المزارعات من خلال كلامهن. هو وعي حول معظم المشاكل الطبقية، الجندرية، العمّالية الموجودة في مجتمعاتنا وعلاقات العمل في بيئاتنا الأبوية الذكورية، وعي نسوي غير مبني على نظريات مكتوبة بل آتٍ من التجربة والواقع المُعاش. وعي مدموغ بتجربة كلّ واحدة منهن، حول العمل الذي تحوّل استعباداً، حول الفروقات غير العادلة وغير المبرّرة في الحقوق والأجور بين المزارعين والمزارعات، حول الأرض التي نزرعها ولا نعيش منها، حول التكاتف النسوي التلقائي ضد الظلم والتسلّط الذكوري…

ولعلّ أبرز ما عبّرت عنه المزارعات هو كلامهن الصريح عن علاقتهن بالأرض، والذي من شأنه أن يكسر العدسة الرومانسية التي يحاول البعض النظر من خلالها إلى مواضيع النسوية البيئية. رَمْنَسة العلاقة بين المرأة والطبيعة وبين المزارِعة والأرض لا تجد مكاناً لها في كلام المزارعات عن حياتهن وعلاقتهن بعملهن.

"ما عندي علاقة مع الأرض، ما دَخَلني، دخلني أكفّي نهاري عشان آخد قرشي" تقول رئيفة، المزارعة الفلسطينية البالغة من العمر 88 سنة والتي اشتغلت في الزراعة طوال عمرها. زميلاتها أيضاً تَرين في الأرض وفي الزراعة مصدر رزق لتصرفن من خلاله على أنفسهن وعائلاتهن ولتَعِشنَ منه فقط، حتى أنّ إحداهن رأت في هذا العمل "مَذلّة".

تكتب لمى في تحقيقها أن كلّ العوامل المحيطة، من الانسلاخ عن الأرض بسبب طبيعة العمل المياومة، والممارسة الفوقية والظلم الذي تتعرّض له المزارعات تقف حاجزاً أمام محاولة النساء للاندماج مع الأرض خلال عملهن فيها.

تحّدثتُ مع لمى عن كسر الصورة التي تُرَمْنس علاقة المرأة بالأرض، وهي تنقل كلام إحدى المزارعات عن أن الأرض تذكّرها بفلسطين، توضح لمى أنه "حتى عندما ذُكر الموضوع من هذه الناحية كان محدوداً في إطار الحنين فقط. أي العلاقة بطقوس قطاف الزيتون تحديداً. يطبخن سوياً يغنّين ويرقصن… أي أن الارتباط هنا هو ارتباط بعلاقة المزارعة بالنساء الأخريات وبذكريات فلسطين وليس بواقع علاقتها بالأرض التي تعمل فيها". "قد يصلح الربط بين الأرض والنساء بشكل رومانسي لطيف في واقع لا يشبه الواقع الذي تحدّثت عنه المزارعات، في واقعٍ ورديٍّ، لا واقع يضع الأرض كسببٍ لظلم المرأة وقهرها" تقول لمى.

حول الظلم والقهر تمحورت كلّ التفاصيل التي روتها المزارعات. ظلمٌ في العلاقة بينهن وبين صاحب الأرض، وبينهن وبين الوكيل، وبينهن وبين الدولة - المنفى التي وُلدن فيها، ظلمٌ في الأجور المتدنّية وغير المتساوية مع المزارعين الذكور، وفي انعدام أدنى حقوقهن العمّالية والانسانية.

قبل الأزمة الاقتصادية الأخيرة التي يعيشها لبنان منذ 2019، كانت المزارعات تتقاضين بين 6 إلى 10 آلاف ليرة في اليوم (بين 4 و6 دولار وقتها) مقابل 20 ألف ليرة (حوالي 12 دولار وقتها) للمزارعين الذكور.

"المرأة لو قلعت الأرض قلع والزلمة مقابلها ما اشتغل شي بيضلّوا يفرّقوا الزلمة عن المرأة وشو ما عملت بتضلّ أقلّ منه"، "إذا بتقطعي قلبك بالشغل ما ببيّن"، "بيتعامل الرجال معنا بطريقة فوقية بس لإنّك بنت! يصرخون ويأمرون"... تقول المزارعات بقهر، وتضيف الأكبر سنّاً بينهنّ أن "الوكلاء يخافون من المرأة القوية ويحرّضون عليها ليتمّ طردها".

القلق دائم عند المزارعات المدركات لهشاشة وضعهن وسهولة الاستغناء عنهن، والحجج لذلك موجودة دائماً من توفّر العمالة الرخيصة التي زادت مع مجيء اللاجئين السوريين، إلى اتهام النساء بأن عملهنّ أقلّ من الرجال كمّا ونوعاً…

"نعمل لنعيش، بمعنى ما عنّاش خيارات، المياومين خصوصاً يعملون لكي يعيشوا. من هنا يأتي الانسلاخ، من الاضطرار إلى العمل. هذا الاضطرار يكسر التضامن الكلّي بين المزارعين، لتبقى الأولوية للحفاظ على مصدر الرزق، خصوصاً مع توفّر العمالة الرخيصة الأجر"، تشرح لمى.

وعن محاولات المزارعات تنظيم إضرابات احتجاجاً على سوء معاملة صاحب العمل كما ورد في تحقيقها تقول لمى "إن شكل العمل غير المنظّم يؤدي إلى صعوبة تمرّد العمّال على ظروف العمل. وقد أشارت المزارعات إلى شكل العلاقة التي تربطهن برب العمل، وهي علاقة فردية مباشرة بصاحب الأرض أو بالوكيل. فا إذا الوكيل منيح بيكونوا مرتاحين شوي رغم غياب الحقوق. ما يبحثن عنه هو فقط أن يكون صاحب العمل "منيح"، ما زلنَ في هذه المرحلة، مرحلة التخفيف من الاستعباد".

"بيعاملونا هيك لإنه مش لإلنا الأرض، نحنا بالنهاية منشتغل عند العالم، ورهن مزاجهم"، تشير إحدى المزارعات في التحقيق.

رغم ذلك، تتكتّل العاملات مع بعضهن ويدعمن بعضهن الآخر وينفّذن الإضرابات أحياناً.

"إنتِ مريضة اليوم؟ تعي بحملِك على كتفي وبترك الشغل وبرجّعك عالبيت"، تقول إحدى المزارعات رغم علمها أن ذلك سيتسبب بعدم حصولها على أجرها لليوم. "إذا صار مشكل مع امرأة منوقف كلّنا جنبها وما بنسمح إنه حدا يتحطط عليها، خصوصي اذا كانت كبيرة بالعمر"، تقول اخرى. "مرّة بنت تعرّضت للتتحرش من الوكيل، فضربته بالصرماي، ومعش حكي معها، وكّلنا النسوان يومها وقفنا بوجهه وقرّرنا نوقّف شغل معه".

اذن، لا إجازات مدفوعة للمزارعات ولا حتى لأسباب مرَضية أو في فترة الدورة الشهرية، وبعضهن يتعرّضن للتحرش بشكل مستمر فتضطرّين إلى ترك العمل والانتقال إلى أرض اخرى مع مجموعة عمّال أخرى ووكيل جديد. أشكال الاستعباد الإقطاعي لم تتغيّر في هذا القطاع، وأدوات شلّ أي مبادرة للمقاومة أو التغيير موجودة وكثيرة.

 

نكبة لا تنتهي

"من الأشياء الملفتة أن العمل الزراعي الذي كان أصلاً عمل اللاجئين واللاجئات الأوائل إلى مخيم برج الشمالي استمرّ، لكن ظروف العامل بقيت كما هي "شغّيل فاعل" (مياوم) وعمله مصنّف من أسوأ أنواع الشغل وأدناه أجراً. لا تطوير في القوانين لا ضمانات للعمّال، قد تُسجَّل فروقات بسيطة في الأجر مع تغيّر سعر صرف العملة فقط. رئيفة مثلاً التي وُلدت في فلسطين ثم هُجّرت إلى لبنان بسبب الاحتلال الاسرائيلي عملت طوال حياتها، أي لأكثر من 70 سنة، في نفس الظروف!"، تشرح لمى في حديثنا.

نكبة مستمرّة تلاحق اللاجئات الفلسطينيات، "النكبة" مستمرّة على الصعيد السياسي لا كتهجير فقط لكن كواقع كارثي أبقى على كافة أشكال النكبة في الأرض الجديدة التي انتقلوا إليها وعملوا فيها. العلاقات الطبقية اللي حافظت على الفروقات نفسها وعلى الإقطاعية الزراعية في الشكل والتطبيق، ترعاها القوانين وتكرّسها، هذا ما جسّدته المزارعات الفلسطينيات من خلال كلامهن المباشر وقصصهن.

هو الواقع الظالم نفسه الذي تسعى الأنظمة السلطوية الرأسمالية إلى تثبيته في البلدان الأكثر تهميشاً لعمّالها، بحيث يكاد عنوان "بدنا نعيش" يكون صرخة مشتركة بين الفلّاحين والفلّاحات في مختلف دول عالم الجنوب. كلّ ذلك يؤدي إلى تشويه علاقة المزارعين والمزارعات بالأرض والانسلاخ عنها بدل أن تكون علاقة متماسكة تنعكس إيجاباً على البيئة ككلّ، البيئة الطبيعية المحيطة وبيئة العمل والمجتمع المرتبط بها.

لذا، تلاحظ لمى أن المزارعات لا تسعين إلى تشغيل بناتهن في الزراعة. "هذا العمل لا يتوارث لأن الكل يعمل جاهداً كي لا يستمرّ فيه ولكي لا ينقله إلى أبنائه، هذا العمل يصل إلى الأقلّ حظاً في إيجاد فرص عمل اخرى" تقول الكاتبة.

خلال حديثنا، خيّم البؤس على انطباعاتنا وشعور بالقهر يتعاظم كلّما انتقلنا إلى زاوية جديدة من الموضوع أو كلّما استشهدنا بمقولة لإحدى المزارعات الأربع. لكن لمى أصرّت على الإشارة إلى فسحة أمل صغيرة في كلّ السواد المحيط.

"هو واقع يطغى عليه الظلم صحيح، لكن الجانب المشرق يكمن ربما بمدى إدراك المزارعات لأوضاعهن واضطهادهن وسوء وضعهن. هنّ يعلمن جيداً إلى أي مدى وضعهن سيء لكنهن يقاومن. محاولات الإضراب مثلاً قد تعطي أملاً ولو بسيطاً بأن هناك عاملات يتضامنّ مع بعضهنّ ويتّخذن خطوة جماعية حتى لو رمزية. هذا "الوعي النسوي" الذي لا يسمّينه هكذا حرفياً لكنهنّ يمارسنه يومياً، يؤكد أنه طالما هناك ظلم رح يضل فيه مقاومة، مقاومات غير منظّمة بمختلف الأشكال".

يعني ممكن نحلم بتغيير ما؟ وكيف ممكن نوصل لتلك الفئات العمّالية وغيرها بطريقة جدّية؟ أسأل لمى، فتجيب بوضوح "لازم يكون فيه حركة عمّالية شاملة، وهذا صعب في لبنان لأن هذه الطبقة مقسّمة والنظام وبنيته يساعد على تعميق التباعد بين العمّال بمختلف قطاعاتهم وأماكن عملهم. نضال عمّالي، نسوي ممكن على المدى الطويل والشغل المستمر ممكن أن يؤدي إلى نتيجة". ماذا عن دور بعض الجمعيات "غير الحكومية" في القطاع؟ تقول الكاتبة إن "التمكين الإنجي أوزي" قد يساعد على تحسين أوضاع فئة معيّنة في فترة محدّدة لكنه لن يحقّق التغيير الكلّي الشامل المرجوّ".

 

عن الكاتبة وحلم التوثيق الصعب

وُلدَت لمى ونشأت في مخيم برج الشمالي الذي يطغى عليه طابع العمل الزراعي. والدها وشقيقها عملا بالزراعة ومعظم الناس المحيطين بها في المخيم يؤدّون أعمال مياومة. تَشكَّلَ وعيها السياسي - الاجتماعي بداية في الجامعة، من خلال القراءات والنظرية الماركسية والنظرية النسوية. تقول إنها بدأت حينها تربط ما تقرأه بالمكان الذي جاءت منه وبدت الأمور واضحة جداً ومترابطة بشكل كبير. "أول مرّة قرأت البيان الشيوعي أو تعرّفت على النظرية الماركسية كان بالنسبة إلي هيدا الشي كتير واضح، أنا بعرفه من دون ما أعرف إسمه".

 

من أين جاءت فكرة التحقيق الصحافي عن المزارعات؟ وكيف جرت الأمور معهن؟ هل كانت هناك صعوبات في التواصل والبوح؟

فكّرت دايماً إنو لازم إحكي عن المكان اللي جاي منه، عن الناس اللي هلقد تاريخي مرتبط بتاريخهن وبحياتهن. التفكير بالموضوع جاء من خلال تعرّفي على النظرية النسوية وتبيان مدى تحكّم النظام الأبوي بتفاصيل حياتنا. حرّكني الفضول لأتحدّث مع النساء المزارعات، مع جاراتي اللواتي كنت أسمعهن يتحدثن عن مشاكلهن في البيت وأردت دائماً أن أطرح عليهن أسئلة معيّنة. سهّل موضوع معرفتهن السابقة لي الحديث فكنّا مرتاحات في الحوار، وبعد النشر سُررن جداً بأن أسماءهن "نزلت بكتب التاريخ" على حدّ تعبير إحداهنّ، وبأنهن كتبن تاريخهن!

 

بالضبط، هذا ينقلنا إلى أهمية هذا العمل لناحية توثيق تجارب العاملات. هناك حاجة ماسّة لذلك ونقص كبير فيه، صحيح؟

الهدف كان تأريخ وضع المزارعات في المخيم والعمل التوثيقي صعب في هذا المجال والاهتمام فيه ضئيل. إحدى المزارعات توفّيت بعد انتهاء التحقيق وكنّا متأثرات بالأمر وفكّرت إنو كيف لحّقت أروي قصتها. نحن بحاجة إلى توثيق قصص كتيرة غير الزراعة، تتعلق بتوثيق النكبة الفلسطينية مثلاً، الحرب الأهلية اللبنانية، كلّ تجاربهن كنساء فلسطينيات… الجيل اللي طلع من فلسطين أصبح الآن في آخر مرحلة من عمره وعندما سيموتون ستموت قصصهم معهم وهذا أمر سيء للتاريخ المحكي. توثيق تجاربهن هو العمل الوحيد ربما الذي يحسسني أني عم أعمل شي مفيد. لمّا بتقولي قصة الناس اللي إنت منهم وتحملي همّهم.

 

هناك بعض التجارب التوثيقية الجامعية ربما، هل كانت مفيدة خلال عملك؟

المشكلة كمان فيها تكون إنو مين عم بيوثّق؟ التوثيق الذي ينبع من داخل المكان بيفرق كتير عن إذا كان الباحث من بّرا بعيد عن المكان والناس الذين يستجوبهم. بخصوص المراجع، توجد الكثير من الدراسات لكنها ليست دراسات تفصيلية عن مواضيع معينة، هناك بعض الاحصاءات لكنها غير محدّثة، ولا يوجد توثيق ينقل روايات المعنيين مباشرة بالموضوع. الأبحاث والكتب غير كافية خصوصاً في موضوع المزارعين اللاجئين.

 

من أي يجب أن نبدأ إذاً وكيف برأيك؟

لا توجد وسائل كثيرة لتحقيق هذا الأمر، والأهمّ هو إتاحة الفرص. مثل الفرصة التي وفّرتها "ورشة المعارف" مثلاً لكن بالمجمل لا أحد يهتمّ بهذا الموضوع ولا حتى المؤسسات الصحافية المعنية مباشرة بالشأن الفلسطيني. لا أحد يهتمّ بتوثيق تجارب الفئات المهمّشة التي عادةً لا أحد ينقل صوتها ويسمع قصصها.

 

هل ستسمرّين بهذا العمل/ المشروع التوثيقي ككلّ؟

أفتّش باستمرار عن مكان يقدّم فرصة لهكذا عمل ويستطيع تحمّل هذا النوع من الأعمال.

  • 1.
    التحقيق نُشر ضمن كتاب بعنوان "ما تبقّى - تصوّرات نسوية بيئية"، صادر عن ورشة المعارف، 2022.
  • 2. صحافية فلسطينية في لبنان
ملحوظات: