"في ذلك الحين جميعهنّ كُنّ مثل الرجال": المرئية المثلية والتخيّلات الثقافية اليونانية
ما الذي يعنيه أن تسكن هويةً يُفترض أنها كامنةٌ في الماضي؟ ما نوع التغييرات الاجتماعية والثقافية والقيمية التي تتمخض عن اختفاء رغبات وتعبيرات جندرية بعينها، والتي تصبح غير قابلة للترجمة في كُلٍّ من الخطاب السائد والنسوي على حدٍ سواء؟ أُناقش في هذه المقالة التغيّرات الهوياتية بين النساء المثليات في اليونان، منذ أواخر الثمانينيات حتى أواسط التسعينيات. إن محاولة بناء هوية مثلية نسوية جديدة تختلف عن النوع القديم من المثلية النسائية "نتاليكا" (حرفياً، سائق الشاحنة أو الجرافة)، والمثليات "العفويات" الحديثات الغربيات، اللواتي لا يُنظر إليهنّ كمثليات جنسيات بل كموضوعات سياسية. أُجادل بأن تشويه سُمعة المثليات "نتاليكا"، اللواتي يُتوقّع منهنّ البقاء في مختبآتهنّ، ويتشاجرنّ في الحانات ويستمعن إلى الموسيقى الشعبية اليونانية والبلقانية، لهنّ جزء من محاولة اليونان في أن تصبح غربيةً وأوروبية. بتلك الطريقة، فإن التعبير عن النوع الجنسي/التعبير الجندري والرغبة وفكرة المرئية مرتبطة بالمُثُل الثقافية والاجتماعية اليونانية.
transgressive_translations_5
ملاحظة الترجمة
تعالج هذه المقالة التغيّرات التي طرأت على الهويّة المثليّة في اليونان عبر قراءة للتبدّلات في البنيتَين الاقتصادية من جهة ومنطق الوعي الاجتماعي من جهة أُخرى داخل الدولة القومية. في هذا السياق تقدّم لنا الكاتبة جملة مصطلحات ثقافية شعبية مستمَدّة من منطق لغويّ طبقيّ التكوين، وتبرزه للقارئ/ة باللغة الانجليزية عبر استخدام مترادفات تنتمي إلى حقول معجمية متماثلة بين السياقين اللغوي والطبقي. إنّ هذه الألفاظ غير موجودة في اللغة العربية لنتمكّن من استخدامها والتماهي الكامل مع النصّ، عليه حاولت المترجمة الإبقاء على هذه المصطلحات كما وردت في النص الأصلي و/أو من خلال ترجمات مباشرة تفكّك المنطق الكامن من وراء اللفظة. إلا أن المترجمة استثنت من هذه المعالجة مصطلحاً واحداً وهو الـ butch وآثرت ترجمته سياقيًا إلى "الجَسور"، فمن شأن هذه الكلمة العربية التعبير عن المعاني المتعددة للكلمة المصدر مُبرزة عنصر"بسالة المواجهة" التي تخوضها المثليات اللواتي يوصفن بالـ butch جهارًا ضد نمطيات المجتمع وثنائياته. لا ندّعي أن النهج الترجميّ المُتّبع هو الأمثل ولكنه يأتي في سياق مقاربة تفكيكية لا بدّ من الاستمرار في بلورتها لتوسيع وإعادة هيكلة حقولنا المعجمية. (مديرة الترجمة)
******
عندما التقيتُ نيكاندرا1 في حانة المثليات "ماجيك يارد" الأثينية ليل يوم الجمعة، عرضت عليّ أوراقاً ألفّ فيها سجائري، وتحدّثنا عن موضوع بحثي. كانت حريصة على إعطائي معلومات عن المثليات اللواتي يترددن على حانة "ماجيك يارد"، وكذلك عن ماضيها الشخصي. قالت لي إنه حينها، كانت كلّ الزبونات تبدين كالرجال، في المقابل، أولئك اللواتي يأتين اليوم "لا يُعطين الانطباع نفسه". تترجم نيكاندرا هذا التغيير بكونه علامة على التقدّم وعلى التغيّر الاجتماعي. في الخامسة والأربعين من عمرها، بقصّة شعر حتى الكتفين، ترتدي بنطال جينز مع قميص قُطني ولا تضع المكياج. عندما أتيت على ذكر ذكورتها الناعمة وأطلقت عليها اسم "موغلي"، أعجبها ذلك.
في خلال بحثي الميداني، لم تكن نيكاندرا الشخصية الوحيدة التي تُمثّل المثليات من الماضي، بكونهنّ أكثر ذكورةً بالمُقارنة مع شبيهاتهنّ من المعاصرات. ماريانا أيضاً تتردد على نفس الحانة وكانت في الخمسين من عمرها وقت المقابلة، قالت لي:
لن أقول بأنني نموذج للأنوثة، ولكنني على الأقل امرأة وهذا يعجبني. هنالك فئة من الناس لا يتقبّلون ما هُم عليه (...) مثل أولئك النساء اللواتي يمتلكن ذاك الأسلوب الموجود حتى يومنا هذا لكن بطريقةٍ مختلفة. بالرغم من أن هذا "الجَسور"2 أكثر نعومةً، لازالت مشاهدة الأمر مخيفة.
إيوجينيا، تتردد على حانة "مكسيكو"3 في أواخر الثمانينيات أوائل التسعينيات، أخبرتني عن العدد القليل جدًا من النساء اللواتي يتمتّعن بالأنوثة هناك، وتشبّث المثليات ذوات الطابع "الجَسور" لمظهرهن. تقول ماغدا، "في ذلك الحين كُلهنّ كُنّ سائقات شاحنات" واعتبرت سونيا أنّ "أوديسيا"، وهي حانةٌ أُخرى شهيرة للمثليات في التسعينيات في أثينا، كانت بمثابة الحصن المنيع للمثليات الأثينيات. وفقاً لبعض المحاورات من نفس العمر تقريباً، فإن هيئة ماريانا التي نصفها بـ"الجَسور"، وهي صفة تدُلّ على المرأة المثلية صاحبة السمات شديدة الذكورة والتي لا ترضى بجنسها، فيُشار إليها في اليونانية بكلمة انتاليكا، وهو وصف ظهر في التسعينيات. إنها تُمثّل الظاهرية الأقدم للمثليات: "اليافعات، اللواتي يرتدين الملابس بنحو عرضي أو بأسلوب رياضي والأكثر تحرراً" يصفن أنفسهنّ بكونهنّ ينتمين إلى جيل أصغر سنّاً.
حتى بيرسا، من اللواتي كُنّ يترددن على "ماجيك يارد" في خمسينياتها، والتي بعكس ماريانا ونكاندرا تعترف بنفسها كونها مثلية "جَسورة"، اعتبرت أن الراحلة مؤخراً أيوغيليا فلامي، الناشطة المثلية اليونانية البارزة منذ تسعينيات القرن العشرين، كانت نموذجاً سيّئًا لعملية تمثيل المثليات. كان شعر فلامي رمادياً قصيراً، وسمات ذكورتها "غير مُهندَمة"، وصفتها بيرسا بأنها مثلية بشكل نمطي – شخص لا يأخذه الناس على محمل الجدّ. كانت بيرسا نوعاً ما محافظة سياسياً، يسعني القول حتى أنها وفي مناحي أُخرى لديها آراء متطرّفة يمينياً. لذا فإنه من المُثير للاهتمام على نحو كبير بأنها وسونيا، المثلية اليسارية النسوية من نفس العمر تقريباً، قد تتقاطعان بطريقةٍ ما. قالت لي سونيا إنّ المجتمع الذي لا زال مبنيّاً على الأبوية البيضاء يشعر بالانزعاج الشديد عندما لا تهتمّ امرأة رائعة وجميلة وذكية بالرجال، على عكس النموذج "الجَسور" الذي لا يكترث به الرجال. بعبارة أخرى، فإن المرأة الأنثوية، بيريبيميني، أو ذات المظهر الأنيق،4 لها تأثير أكبر كمثلية من تلك التي تُعتبَر مثلية عادية.
سائقات الشاحنات وطبيبات النساء5 كتذكير بالماضي
انطلاقاً من دراسات التاريخ ومن السياسة النسوية لليسار والسياسة الكويرية وكطالبة دراسات عُليا عام 2008، كنتُ مقتنعة بأن الأسباب التي قادتني إلى هذا الخيار كانت أوّلاً وقبل كلّ شيء سياسية. كانت سياسية، ففي هذه الكلمة دلالة على الحياة وسياسة الحياة، وما تتخللّه من رغبات ومن ذاتيةٍ ومن قصص تلك الذوات وموقعها في هذا العالم. كنتيجة لهذه العلاقة، دخلت دراسات الجندر إلى حياتي. لاحقاً عثرت على أجزاء من نفسي في كلمات آنا شيفتكوفيتس (2003، ص.2) عندما قرأت أنّ حياتها الفكرية كانت عبارة عن أداة للبقاء – أداة لإدراك وشمول اليومي نحو تفسير سياقي اجتماعي وتاريخي، دون الحرمان أو الذُلّ الذي تعجّ به الحياة اليومية. إضافة لذلك وبصفتي أُنثى وأتمتّع بصفات أنثوية وأشعر بالانجذاب بشكل رئيسي نحو الإناث ولكن اللواتي يتمتّعن بصفات الذكورة، شعرتُ باللامرئية في مجتمعاتي السياسية، بينما في الوقت الذي كان فيه الاختلاف الجنسي كشكل من أشكال الرغبة طاغياً. أُضيف إلى ذلك الواقع بروز النقد النسوي المثلي تجاه الأزواج المكوّنين من الشخصية المثلية "الجَسورة" يقابلها الشخصية المثلية الأنثوية، والذي كان ينبع من شُحٍّ معرفيّ (فاديرمان 1991، ص.160)، ومُحاكاة للغيرية الجنسية (وولف 1979، ص.40) وانعدام قبول المرأة كنوع اجتماعي في هذه السياقات. وجّه ذاك الواقع انتباهي نحو الكيفية والسببية وراء موجة الانتقادات تلك.
لذا بدأت بحثي باختيار محاورات أعرف أنهنّ مثليات يتمتّعن بالذكورة أو يتّصفن بأنهنّ "جَسورات"، لأنهنّ موضوع بحثي. لهذا السبب كان من المثير للاهتمام أن نلاحظ أن طيف المفهوم اللغوي المتمثّل بلفظة "بولداغر"6 يطارد العديد من خطاب محاورتي: عندما سألتهنّ عما إذا كُنّ يصفن أنفسهنّ بالـ "جَسورات"، كانت إجابتهنّ، "نعم، ولكن ليس مثل أولئك اللواتي يرتدين قميص رقعة الشطرنج". أصبح المعنى الكامن وراء قميص رُقعة الشطرنج واضحًا بالنسبة لي عندما قرأت في عدد 2016 من المجلة النسوية اليونانية للمثليات الأحدث، نتاليكا، أنها كانت مؤشرًا على وصم "الجَسارة" الذي شاع في الثمانينيات. حتى إذا كانت الإثنوغرافيا السابقة حول الرغبة الجنسية لدى النساء قد أشارت إلى الذكورة المثلية (كانتسا 2000، ص.167-247؛ كيرتسوغلو 2001، ص.145-147). أجادل أن الجانب الجندري للرغبة الجنسية ومعانيها في السياقات التاريخية والثقافية المختلفة، لم يجرِ العمل على فحصه بدقّة.
تباعاً أسأل كيف تُرفض هذه العلاقة بين المثليات والذُكورة باعتبارها عتيقة ومضرّة للمثلية الجنسية الأنثوية اليونانية. أقتبس من جاك هالبرستام (2007، ص.190)، ما الذي يعنيه أن تُمارس نوعك الاجتماعي عندما يكون وقته قد ولّى؟ ماذا يترتب على انعدام قابلية ترجمة رغبات وهويات جندرية بعينها ضمن المعايير النسوية الحديثة والتمثيل السائد؟
هنالك بالطبع رابطٌ تاريخيّ غربي ما بين المثلية الأُنثوية والذكورة. يتميّز نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بالرابط ما بين الممارسات المثلية وصعود هويةٍ مثليةٍ محدّدة، كما أشار فوكو وغيره في وقت لاحق. في هذا السياق، تشكّلت المثلية النسائية7 وفقاً لعلماء الجنس الأوروبيين (كرافت-إبينغ، هافوك إليس)، بكونها مختلفة ومتمايزة عن بقية النساء. بالنسبة لعلماء الجنس هؤلاء، كانت الذكورة الأثنوية والمثلية الجنسية في الأساس مجالاً يقتصر على نساء الطبقة العاملة ونساء المستعمرات.
حتى يومنا هذا هنالك أمثلة تشدّد على أن المثليات "الحقيقيات" هُنّ اللواتي يحملن صفات الذكورة. زعم عالم الجنس اليوناني الحديث ثانوس أسكيتيس، أنّ المرأة المثلية الحقيقية هي التي تتمتّع بالذكورة والتي تُلقي بشباكها العنكبوتية تجاه المرأة الأنثوية أو الجميلة. الأخيرة تقع في شباك المرأة المثلية بسبب انعدام أي شريك جنسي آخر، أو بسبب علاقة صادمة مع والدتها. لكن سرعان ما تعثر على الشريك الغيري المناسب، فإنّ المرأة الأُنثوية ستتخلى عنها. حتى أن بعض المثليات اليونانيات في حقبة التسعينيات وفقاً لنينا رابي (1998)، اعتبرت أن المرأة المثلية "الحقيقية" كانت تلك الأكثر نشاطاً في السرير، التي تأخذ دور الذكر جنسياً، إضافة إلى مظهرها الجسدي المائل للذكورة.
نشرت إستر نيوتن في عام 1984 ورقة بحثية بعنوان "المثليات الأسطوريات اللواتي يتمتّعن بالذكورة" لمناقشة الرابط ما بين المثلية لدى النساء والذكورة. وفقاً لها، فإنه وفي خلال العصر الفيكتوري اعتُبرت جنسانية المرأة سلبية وبحاجة إلى عاملٍ خارجي لتظهر. كان هذا العامل الخارجي هو الذكورة القضيبية النشطة (نيوتن 1984، ص.575).
في خلال السنين الأولى من الحركات النسوية في اليونان، بعد سقوط النظام الديكتاتوري (1976-1974)، تأثّرت لافيرس وهي أوّل مجلة نسوية مثلية في الثمانينيات، بالتيارات النسوية8 الأكثر تحفظاً في الولايات المتحدة، حاولت الابتعاد عن الصورة النمطية للمثليات اللواتي يُمارسن الذكورة. اتهمت المجلة جزءاً من مجموع المثليات بإعادة إنتاج الأدوار بين الجنسين في الشراكة بين الذكور والإناث، وتفاهة تمثيل ثنائي الرجل/ المرأة. وفقًا لـ فينتيا كانتسا (2000)، قد تُشكل مجلة "لافيرس" أهمّ محاولة لقولبة خطاب مثلي نسائي. في عددها الأول، كتبت هيئة التحرير:
مُنذ سبع سنوات وحتى الآن، مازالت النسويات المثليات عالقات في الصورة المبتذلة للحانات سيئة السمعة والنساء اللواتي يُحاكين أدوار الرجال، والتشبّث بسلوكيات الذكورة في سياق العلاقات الحميمية. (لافيرس 1982)
"سبع سنوات" هي الفترة التي فصلت حينها بين حاضرهم ونهاية الديكتاتورية التي شهدت بروز أولى الحركات النسوية و"مجتمع الميم عين" المطالبة بالحقوق المدنية في اليونان. حينها ووفقاً لـ كانسا، عاد الشباب من دراستهم في الخارج، بشكل رئيسي من أوروبا الغربية أو الولايات المُتحدة، جالبين معهم أفكاراً سياسيةً جديدة للبلاد (كانتسا 2000).
في عام 1984، ناقشت الناشطة المثلية اليونانية في مقابلة مع مجلة "أمفي"9 "سيزيتيسي-سينيندفكسي مي ميا لسفيا فو .A.K.O.E" (لقاء حواري مع إمرأة مثلية، عضو في أكوي)، عدّة مواضيع من بينها موضوع الذكورة عند المثليات من النساء. ادّعت الناشطة أن الوحيدات اللواتي أبقين على تلك الأدوار كُنّ من الجيل القديم وتلك اللواتي من خارج الحركات النسوية. بشكل أدقّ قالت:
بالنسبة لي فإن هذا الوضع جنوني: أن تُحبّي النساء، وأنت تفضّلين النساء من الناحية الجمالية، وأن لا تأخذي بعين الاعتبار بأن "السلوك الأنثوي" والشخصية غير مناسبين لك. كيف يمكن لامرأة أن تكون مثلية وأن لا تحبّ السلوك الأنثوي على نفسها؟ ("أمفي" 1984)
بعد مرور عقد وخلال التسعينيات في اليونان، هدأت الحركات النسوية و"مجتمع الميم عين"، وسيطرت على الساحة وجهات نظر أكثر نيوليبرالية ومطالبات سياسية مؤسسية. قدّمت مجلة أسلوب الحياة السائد "كليك"، نموذجًا جديدًا للمثلية الجنسية للإناث. نادراً ما تحدّث الإعلام السائد في الثمانينيات عن المثلية، وتلك الاستثناءات القليلة، كما في مقالة "أمفي"، تمحورت المقالات حول المرض أو الصدمة أو السرّية. توقفت "كليك" وغيرها من المنصّات عن تقديم المثليات كحقيرات وربط المثلية بالدوافع القاتلة، ولم تأتِ محاولتهم بالابتعاد عن هذا التقليد دون ثمن. في آذار عام 1994، قدّمت مجلة كليك إصداراً مكتوباً بالكامل من مجموعةٍ من الذكور، هذا النوع الجديد من المثليات:
وفجأة تدلي امرأة تقول إنها مثلية ببيان حول الأزياء [...] أحبَّ مصوّرو الأزياء العبارة المبتذلة لما يُسمّى بالإيحاءات المثلية للإناث، لكن التقدّم كان هائلاً عندما ظهرت المرأة المثالية في صورة مع المرأة المثلية الشهيرة، عندما التقت سيندي كروفورد مع كي دي لانغ في صورةٍ شهوانية على الصفحة الرئيسية من مجلة "فانيتي فير" [...] (ولا تنسَ أن لديها ريتشارد جير في المنزل في المحمية). ("كليك" 1994)
مع نهاية الثمانينيات، غيّرت الصحافة شخصيتها. قدّمت مجلات أسلوب الحياة، مثل "كليك"، طريقة حياة "الحلم الأميركي". بدأت "كليك" النشر في عام 1987، وكتب مديرها بيتروس كوستوبولوس في عددها الثالث:
هنالك عالمٌ يحتضر وآخر يولد، حتى دون لغة أو وجه. إنها باكورة إطلالة كلّ ما هو جديد وخلّاق ومثير، وأولئك الذين يمتلكون ما يكفي من شجاعة قادرون على اكتشاف هذا الجديد.
وكما قالت لي كونستانتينا، إحدى محاوراتي:
في عام 1981، حدثت تغييرات عديدة. فازت حركة "باسوك"10 في الانتخابات، حتى وإن كُنّا نُدينها الآن، إلّا أنها كانت جيدة حينها. وخلال التسعينيات اتخذت الأمور منعطفاً مختلفاً.
في عام 1997، نشرت مجلة "ديون" التابعة لحركة "الميم عين"، والتي تحوّلت بالتدريج إلى دليل المدينة الليلي للمثليين، رسالةً لقارئ/ة ادعى أنه الآن وبعد اكتساب الحقوق الاجتماعية، فإن المسؤولية تقع على الناس في الخروج من مُختبآتهم/هنّ. يتشارك مؤلفو المقال الخاص بالمثليات الذي ظهر في "كليك" عام 1994 الرأي ذاته: أنّ عدم عنونة أصحاب/ صاحبات حانات المثليات أعمالهم/ن بكونها مثلية، كان سببه معاناتهم/ن من رُهاب المثلية. كما وثّقت كانتسا، فإن حانات النساء الرئيسية خلال العقد، وبالتحديد "أوديسيا"، "المكسيك"، وبعد ذلك "بورتا"، كانت تسمّى إليناديكو11 وليس، كما يفضّل محاورو كانتسا (النسويات) تسميتها بحانات المثليات. يصف هذا الإسم مكان الترفيه الذي تسوده الموسيقى الشعبية اليونانية، وتُكسّر الصحون وبعد ذلك تُرمى المناديل أثناء رقص التسيفتيتي وزيبيكيكو. كانت شعبية جداً بين الشباب (كانتسا 2010، ص.205). ليس صُدفةً أن تلك الحانات مُستهدفةً بكونها مُعادية للمثليين. خلال تلك الحقبة، في نهاية الثمانينيات وخلال التسعينيات في اليونان، تصاعد النقد لأي سمة ثقافية تذكّر بالبلقان أو بالشرق في المجال العام. يرتبط هذا النقد بأفكار الطبقة الوسطى والعُليا ومفاهيمها الجمالية التي كانت سائدة في ذلك الوقت، واعدةً بالقدرة على العبور بين شرائح المُجتمع والثروة المادية الشخصية. تلك الأفكار والجماليات مرتبطةٌ بقوة بوهم التقدّم – تقدّم يترادف في معانيه مع الغرب.12 كلّ المُحاورات المذكورات سابقاً – ماريانا ونيكاندرا وإيوجينيا وماغدا وبيرسا وسونيا وكونستانتينا – كُنّ في شبابهن خلال بداية التسعينيات. كُنّ فتيات مُتحررات يرتدين الملابس البسيطة ويميّزن أنفسهنّ عن "الجَسورات" و"البولداغرز" اللواتي افتُرض أنهنّ أسلافهنّ. عندما خرجن إلى الحانات والتقين من سبقوهنّ بجيل، كان رد فعلهنّ مُشابهاً لرد فعل مُعاصرات كاث ويستون، وكأنهنّ يرون آثار عصر آخر: نساء كهلات وغير متحرّرات كـ"سائقات الشاحنات ونسائهنّ الصغيرات" – هكذا وصفتهنّ إحدى المحاورات. هُنّ من جيل "الفتيات" اللواتي عشن الحقبة التي كانت اليونان قد ولجت فيها حديثاً في الاتحاد الأوروبي. إنها الفترة التي بدأ فيها رجال اليونان يحلقون شواربهم، وفقاً لعالم الأنثروبولوجيا جيمس فوبيان 1993، ومجلة "كليك" مجدداً، الذين قاموا بوصف الرجل الغيري جنسياً الجديد بأنه شخص يبدو متأنقًا وشديد الاهتمام بمظهرة ومثليًا. اهتمّت سمات الذكورة الجديدة، بالمظهر والملابس وإطلالة الوجه والمُقتنيات المادية. لقد بدوا أقرب إلى الطبقة الوسطى العُليا منهم إلى الطبقة العاملة. كانت مجلة "كليك" أكثر تحديداً في قيمها الثقافية والقومية ونادت بالتخلّي عن الـ بوزوكيّا، "الطريقة البلقانية في الترفيه" لأنه يُنظر إلى منطقة البلقان في تخيّلات الأُمّة اليونانية في التسعينيات بكونها طبقة عاملة. علينا أن نلاحظ هنا أنه وخلال التسعينيات، دخل مهاجرون كُثُر من ألبانيا وغيرها من دول البلقان إلى اليونان. وصنّفتهم الأيديولوجيات العنصرية اليونانية المتجددة بكونهم خطيرين وغير متحضّرين وأدنى مرتبةً من الرجل اليوناني الذي تخطّى تلك المرحلة. وفقًا لـ كوستاس يانيكوبولوس (2010، ص.182)، فإنّ توقّعات الحداثة الاجتماعية والثقافية، التي تشاركَها المجتمع اليوناني في ذلك العصر، تجعل من سلوكيات الطبقة العاملة ومظهرها مُعادِلةً للعوز والفقر.
ليس صُدفةً أن مُصطلح نتاليكا، المُستخدَم في وصف ذكورة المرأة المثلية اليونانية، التي ظهرت في هذه الحقبة. نتاليكا تعني الشاحنة الكبيرة التي تحمل البضائع على الطُرُق السريعة. عادة ما يُقدَّم سائقو الشاحنات على أنهم رجال همجيون بلا أخلاق، وذلك إلى جانب الجزّارين/ "بوتشرمان" وسائقي التكسي، ولاكساناغوريتيس (بائعي الخضروات) والمثليات السكّيرات المُحبطات اللواتي حددتهنّ في بعض من قابلتهنّ في الحانات، بالتالي فإن صورة مجتمع المثليات القديم ليست بالمحايدة حُكماً. بالطبع فإن "سائقة الشاحنة" لا تأتي بشكل مُنفرد، إنها بالعادة مصحوبة بالمرأة الصغيرة، النظير الأُنثوي جداً للزوجين "ينيكاكي" (الكتكوتة). كثيرة هي النقاشات المُسهبة والحيوية حول الجنسانيات ذات طابع الذكورة والأنوثة في البحوث التاريخية. ومن بين هذه البحوث "أحذية من جلد وشباشب من ذهب" (كينيدي وديفيز 2014) أو "الرغبة المُلحّة" (نستله 1992)، ولكن لم تتمّ ترجمتها أو مناقشتها داخل الحركة النسوية اليونانية. يعني هذا النقص في الترجمة أن النسويات اليونانيات لم تناقشن مطلقًا الصور النمطية الداخلية، والتسلسلات الهرمية المُرفدة من مفاهيم النسوية الغربية والطبقة الوسطى. كما ادعى محامي (2000 ص.124)، فإن الفصل الحاد ما بين الذكورة والأنوثة عادة ما يرتبط بالطبقة العاملة، المتهمة بنقص المعرفة حول التصورات المعاصرة عن الجندر. من ناحية أُخرى، فإن الطبقة الوسطى تصف سلوكها بكونه إما غير مُجندر، أو جندري بطريقة أكثر ملاءمة وتحررًا.
الماضي والحاضر
نُقاّد ذكورة الماضي غير المتحضّرة يلتقون مع الحاضر في الحانات. لا يقتصر دور حانات المثليات الأساسية بكونه المكان الذي يلتقي فيه المجتمع ليُشكّل نفسه وحسب، بل وبالنسبة لبعض مُحاوراتي، يُعدُّ موقعاً للعنف الجسدي والعاطفي. خلال عملي الميداني، كُنت دي جي في "ماجيك يارد". الموسيقى التي استمع لها الزبائن كانت الموسيقى اليونانية الرائجة، المسجَّلة أوالمعزوفة بشكل حيّ. ميّز الزبائن بين ما يُسمّى سكيلاديكا، وهي طريقة أُخرى لقول إليناديكا، وما يُراد منه الموسيقى اليونانية "المميّزة" – وهو تمييز ثقافي لا علاقة له تقريبًا فيما يسمّى بجودة الموسيقى. في إحدى الليالي، عندما كُنت أُدير الدي جي، إحدى من أجريتُ معهنّ الحوار، مسؤولة حكومية لا تُحب الموسيقى اليونانية الرائجة وناقدة شرسة للحانات التي تُعزف بها تلك الموسيقى، جاءت مع شريكتها. في لحظة معيّنة جاءت لتهنّئني وتقول لي إنها تُحبّ سماع هذا النوع من الموسيقى الرائجة. تساءلتُ عن سبب قُدرتها على سماع هذا النوع من الموسيقى، أهو لأنني أنا عالمة الأنثروبولوجيا الاجتماعية من عزفها، وليس أية امرأة أُخرى تعمل هناك. في هذه الحالة، جرى تمييز هويتي الثقافية والطبقية عن أولئك الذين اتصلت بهم هي خلال محادثتنا في كيراتسيني، وهو حيّ أثيني يُفترض أن يكون لأبناء الطبقة العاملة من أصحاب المكانة الثقافية والتعليمية المتدنّية.
النساء اللواتي قابلتهنّ وكُنّ ناقداتٍ للحانات، كُنّ جميعاً أقرب للسياسات النسوية وينتمين إلى الطبقة العُليا. في المقابل، كانت الزبونات المُنتظمات في الحانة أكثر ميلاً في انتمائهن إلى الطبقة العاملة. وفقاً لـ كوك، فإن هنالك علائقية ما بين الطبقة والذوق المحفورين بعمق في تصوّر النقّاد عن الذوق (كوك 2000) ووفقاً لـ آن سفيتكوفيتش (2003 ص.18)، النساء من خلفيات طبقةٍ وسطى يُفترض أنهنّ يُظهرن نبلًا مهذبًا بينما النساء من الطبقة العاملة لا تفعلن. وفقاً لـ بيفيرلي سكيغز (2000) توصف النساء من الطبقة العاملة بميلهنّ نحو الافتقار إلى الانضباط وإظهار الابتذال مع مرور الوقت. يدّعي كوستاس ياناكوبولوس، أنه ومُنذ نهاية السبعينيات بدأت تدريجياً ذكورة الطبقة العاملة لدى الرجال تفقد بُعدها الجنسي، الأمر الذي نُسب إلى الرجال المثليين عوضاً عن ذلك. ترافق التغيّر في الانتقال الطبقي/ الإجتماعي ضمن صفوف الرجال مع ظهور ذكورة جديدة ومع التغيّرات في العلاقات الجنسية المثلية. شكل العلاقات الجنسية الـ بوستيس/ أديلفي-أنتراس، بما يعنيه أن الرجال المُنتمين إلى الطبقة الوسطى الأنثوية وأولئك المُنتمين إلى الطبقة العاملة المُتصفة بالذكورة، جرى استبداله بأحد أشكال العلاقات الجنسية المثلية: الانجذاب نحو التماثلية، كذلك ما يُعتبر بالمُساوي (ياناكوبولوس 2016). هذه الرؤية للمثلية بكونها علاقة مع الشبيه المُساوي، ترتبط بقيم الطبقة الوسطى (سيدغويك 1990؛ نستله 1992؛ هولباوغ 2000؛ سفيتوكفيتش 2003). أفترض أن عملية وسم المجتمع اليوناني ككُل بسمات الطبقة الوسطى كمفهومٍ مُجتمعي وكظرفٍ مادّي، تؤثر في الهوياتية والأدائية لدى المثليات من النساء. في ضمن التمييز الطبقي، فإن ذكورة نتاليكا يُفترض أن تنتمي للطبقة العاملة، بكونها عنيفة وانتهاكية جنسياً وغير صائبة سياسياً وغير منطقية.
الخاتمة
طاردت أطياف الـ نتاليكا المثليات اليونانيات طوال سنوات. حتى بالنسبة لأكثر المجلّات المثلية النسوية الحديثة باسم "نتاليكا" وهي تسمية في محاولة لاحتواء الإهانة، استقرّت ذكورة النساء المثليات بشكل رئيسي في الماضي. وصمة العار التي لاحقت الـ"بوتش" العائدة للثمانينيات، جرى "حلّها" في التسعينيات من خلال شخصية المرأة الخارقة المُثيرة والمثلية التي روّجت لها مجلة كليك. ما كان بإمكان المثليات الجديدات أن يظهرن أو يكنَّ مثل عمّال أحواض الموانيء أو عمّال المتاجر أو سائقي التاكسيات أو سائقي الشاحنات. تُرجم اختفاء مفهوم الـ نتاليكافي بلورة هوية النساء المثليات باستخدام سمات الطبقة الوسطى، ما ترتّب عليه إقران الذات المثلية بكونها غربية ومتواضعة وذات قيمة سياسية واجتماعية جديرةٌ بالاعتراف. كتبت إستر نيوتن (1979) بأن شخصية "ملكات الدراغ" في العقد الأخير من الستينيات في الولايات المُتحدة، تحمل في طياتها رموزاً تُعبّر عن أكثر ما يخشاه الرجال المثليون في أنفسهم، في إشارة لإدانتهم. بالنسبة إلى كوستاس ياناكوبولوس (2019)، في اليونان الحديثة، العديد من الرجال المثليين هُم في قطيعة مع شخصية أدلفي الشاذ. يتطلّب تسامح المجتمع المعياري المعاصر تجاه المثلية الجنسية من الرجال المثليين، التماهي مع الذكورة. وبالتالي، فإن شبح نتاليكا – النساء المثليات المتّسمات بالذكورة، أو المثليات من الطبقة العاملة – يُخيّم بشكل خطير على النساء اليونانيات المثليات جنسياً – مسألةٌ تؤرق عبر الأجيال ليس فقط في زعزعتها للغيرية الجنسية وإنما للوجود اليوناني أيضًا. إنها تعيد الهاجس الإتهامي التاريخي المتمثّل بـ "يونانِ" الطبقة العاملة و"اليونان" الفقيرة – هاجس تلك "اليونان" غير الأوروبية والبلقانية الشرقية التي يجب أن تُدفن في غياهب الماضي دون أثر.
يميل هذا النوع من السياسة إلى عدم الاعتراف بالرغبات وتعبيرات النوع الجنسي التي لا تُترجم ضمن سياق غربي أي مرئية "مجتمع الميم عين". يميلون إلى عدم الاعتراف بتاريخ الكويرية المحلية لحياة الناس اليومية الذين يعيشون خارج ما يوصف بالصوابية السياسية. مع ذلك، وخلال السنوات القليلة الماضية، كان هنالك منعطفٌ كويري في الموسيقى الشعبية اليونانية وبعض الاعتراف بهويات "الجزارة"/نتاليكا والأنثى/ينيكاكي التي قد تُنصف الأفراد والسُلالة الجمعية التي جرى تهميشها. بإمكانهم وبعبارة أُخرى خلق أرشيف من المشاعر والعثور على كلمات جديدة و/أو قديمة لما هو حتى الآن، أجساد ورغبات غير مُترجمة، كجزء من المقاومة للذاكرة الضائعة والنسيان لتاريخ الكويريين المحلّي.
- 1. جرى تغيير جميع أسماء المُحاورين بسبب المسؤولية الأخلاقية والأنثروبولوجية. الأسماء المُعاصرة لحانات المثليات أيضاً جرى تغييرها لنفس السبب.
- 2. انتقيت هذه اللفظة للتعبير عن مُصطلح Butcherman لأنها تحمل دلالة على الصلابة الظاهرية المُترافقة مع عزة النفس المُرتبطة بتبني سمات الذكورة لدى النساء المثليات.
- 3. حانة مكسيكو، دليل مدينة مثلي الجنس اليونانية عام 1997، توصف بوضوح كونها "حانة للمثليات مع موسيقى يونانية، وأجواء مكسيكية ومُتعة لاذعة". إنها إحدى حانات التسعينيات المُسمّاة إليناديكو (أُنظر بالأسفل).
- 4. الكلمة تعني بأن المرأة تهتم بمظهرها فحسب، بيد أنها أصبحت تعني ارتداء ملابس أنيقة ونظيفة حتى وإن لم تكن باهظة الثمن، وأن يكون الشعر مُصففاً دوماً باحتراف، وتضع المكياج المناسب باستمرار. في الواقع، كونك بيريبيميني، عبارة عن بيان سفلي لنظام معقد شهرياً وأسبوعياً ويومياً للحفاظ على التقريب إلى نموذج مثالي مصقول للأنوثة لا يختلف كثيراً عن مثيله في المدن الأوروبية العالمية الأخرى (هاليكياس 2004، ص.32).
- 5. الترجمة من اليونانية.
- 6. وهي كلمة عامية تحقيرية، تُستخدم لتوصيف النساء المثليات جنسياً واللواتي يتصفن بالذكورة الواضحة لاسيما فيما يتعلق بالقوة البدنية والجسمانية والممارسة الجنسية والتحفظ في إظهار العاطفة. تجدر الإشارة إلى أن للمصطلح جذورٌ في المجتمعات الأمريكية الإفريقية تعود إلى أوائل القرن العشرين، خاصة في منطقة هارلم ذات الغالبية السوداء (مديرة الترجمة).
- 7. اخترت ترجمة مثلية نسائية للتفريق ما بين اللفظتين lesbian and gay، فالمقال يركّز على المثلية كمَيل جنسي يصف جنسانية من يعتبرن أنفسهنّ ويُنظر إليهنّ من قِبل المجتمع كنساء (المُترجمة).
- 8. على سبيل المثال، هنالك مقالة في "لافيرس" في عددها الثالث تُساوي ما بين المواد الإباحية والعنف وتُدينها.في خلال نفس الحقبة (الثمانينيات) وداخل التيارات النسوية في الولايات المُتحدة دارت رحى ما سُمي بـ"حروب الجنس". دارت حينها النقاشات والصراعات الجلية والغنية والغاضبة في كثير من الأحيان بين النسويات الراديكاليات والليبراليات حول النشاط الجنسي للمرأة، والتخيلات، والممارسات الجنسية، والجنس الأنثوي، وأكثر من ذلك، الأمر الذي لم يُقدّم للنسويات اليونانيات في ذلك الوقت. لمزيد من المعلومات، راجع مقالة جايل روبن: https://sites.middlebury.edu/sexandsociety/files/2015/01/Rubin-Thinking-...
- 9. "أكوي" هي أول منظمة مثلية تظهر في اليونان. "أكوي"، هي اختصار حركة تحرير المثليين الهيلينيين – تأسست في أثينا عام 1977 واستمرت في العمل حتى عام 1989. بعيداً عن الحفاظ على خط SOS وتنظيم المؤتمرات والتفاعل مع الصحافة، بدأت "أكوي" بنشر مجلة "آمفي" في عام 1978 (تُترجم إلى ثنائية أو ثنائية) والتي كان من المقرر أن تصبح واحدة من أفضل المجلات المثلية وأكثرها تأثيرًا في اليونان. (كانتسا 2000، ص.95)
- 10. باسوك اختصار لـ(الحركة الاشتراكية الهيلينية) وكان الحزب الذي حكم اليونان قُرابة العقد بعد سقوط الديكتاتورية. قام الحزب بالعديد من التغييرات الاجتماعية وفقًا للسياسة الأوروبية المعاصرة، مُتبعاً ومستوعباً مطالب الحركات الاجتماعية من أجل المساواة بين الجنسين وحقوق الإنسان.
- 11. ومعناها باليونانية "محكمة يونانية" (المُترجمة).
- 12. في عام 1981 دخلت اليونان إلى المجلس الإقتصادي الأوروبي (المعروف اليوم بالإتحاد الأوروبي). على مستوى الخيال الدولي، إذا أمكننا التحدث عن هذا، يبدو أن اليونان تحتل موقعًا متميزًا كرمز للعاطفة والحرية، وفي السياقات الاستهلاكية للعولمة، للمرح والمتعة، [...] بالإضافة إلى ذلك، يُنظر إلى اليونان على أنها "مهد الديمقراطية"، وهي العبارة التي تستخدمها العديد من وسائل الإعلام الغربية للإشارة إلى البلاد (خالكياس 2004، ص.2).
Cook, Jon. (2000) “Culture, class and taste.” In: Sally Munt (ed.) Cultural Studies and the Working Class: Subject to Change. London: Bloomsbury Academic, pp. 97-112.
Cvetkovich, Ann. (2003) An Archive of Feelings: Trauma, Sexuality and Lesbian Public. Durham and London: Duke University Press.
Dinshaw, Carolyn, Edelman, Lee, Ferguson, Roderick A., Freccero, Carla, Freeman, Elizabeth, Halberstam, Jack, Jagose Annamarie, Nealon, Christopher S., and Nguyen, Tan H. (2007) “Theorizing Queer Temporalities: A Roundtable Discussion.” GLQ: A Journal of Lesbian and Gay Studies 13(2-3): pp. 177-195.
Faderman, Lillian. (1991) Odd Girls and Twilight Lovers: A History of Lesbian Life in Twentieth Century America. London: Penguin Books.
Faubion, James D. (1993) Modern Greek Lessons: A Primer in Historical Constructivism. New Jersey: Princeton University Press.
Halkias, Alexandra. (2004) The Empty Cradle of Democracy: Sex, Abortion, and Nationalism in Modern Greece. Durham and London: Duke University Press.
Havelock, Ellis. (1901) Studies in the Psychology of Sex: Sexual Inversion. Philadelphia: F. A. Davis Company Publishers.
Hollibaugh, Amber L. (2000) My Dangerous Desires: A Queer Girl Dreaming Her Way Home. Durham and London: Duke University Press.
Kantsa, Venetia. (2000) Daughters Who Do Not Speak, Mothers Who Do Not Listen: Erotic Relationships among Women in Contemporary Greece. PhD dissertation. London: London School of Economics and Political Science, University of London
Kennedy, Elizabeth L., and Davis, Madeline D. (2014)[1993] Boots of Leather, Slippers of Gold: The History of a Lesbian Community. London and New York: Routeldge.
Kirtsoglou, Elisabeth. (2004) For the Love of Women: Gender, Identity and Same-Sex Relations in a Greek Provincial Town. London and New York: Routledge.
Kostas and Eleni. (1984) “Sizitisi-Sinendefksi me mia Lesvia tou A.K.O.E.” Amfi B(16/17): pp. 68-72.
Krafft-Ebing, Richard von. (1894) Psychopathia Sexualis. London: F. J. Rebman.
ΚΛΙΚ. (1994) Λεσβίες! Γυναίκες με γυναίκες. Πώς το τρίβουν το πιπέρι; Πανόπουλος Γιώργος.
Lawler, Steph (2000) “Escape and Escapism: Representing Working-Class Women.” In: Sally Munt (ed.) Cultural Studies and the Working Class: Subject to Change. London: Bloomsbury Academic, pp. 113-128.
Lavrys. (1982) Τα Εφτά Χρόνια και τα Εφτά Θανάσιμα Αμαρτήματα. Μια αισιόδοξη κριτική σε πείσμα των αρνητικών διαπιστώσεων. Λάβρυς 1:20
Lavrys. (1983) Όχι πια άλλη βία, τέρμα στην πορνογραφία. Λάβρυς 3:56-57
Newton, Esther. (1979) Mother Camp: Female Impersonators in America. Chicago: University of Chicago Press.
Newton, Esther. (1984) “The Mythic Mannish Lesbian: Radclyfe Hall and the New Woman.” Signs 9(4): pp. 557-575.
Nestle, Joan (ed.). (1992) The Persistent Desire: A Femme-Butch Reader. New York: Alyson Books
Rapi, Nina. (1998) “‘Real’ Compared to What? Butch and Femme Contradictions in Greek Culture.” In: Sally Munt (ed) Butch/Femme. Inside Lesbian Gender. London: Cassel.
Sedgwick, Eve K. (1990) Epistemology of the Closet. Berkeley: University of California Press.
Weston, Kath. (2002) Gender in Real Time: Power and Transience in a Visual Age. London and New York: Routledge.
Skeggs, Beverley. (2000) “The Appearance of Class: Challenges in Gay Space.” In: Sally Munt (ed.) Cultural Studies and the Working Class: Subject to Change. London: Bloomsbury Academic, pp. 129-151.
Todorova, Maria N. (1997) Imagining the Balkans. Oxford: Oxford University Press
Yannakopoulos, Kostas. (2010) “‘Suspicious bodies’. Erotic desire and self beyond ‘language’.” In: Κostas Canakis, Venetia Kantsa, and Kostas Yiannakopoulos (eds) Language and Sexuality (through and) beyond Gender. Newcastle upon Tyne: Cambridge Scholars Publishing, pp. 171-188.
Yannakopoulos, Kostas. (2016) “‘Naked Piazza’: Male Homosexualities, Masculinities and Consumer Cultures in Greece since the 1960s.” In: Kostis Kornetis, Eirini Kotsovili, and Nikolaos Papadogiannis (eds) Consumption and Gender in Southern Europe Since the Long 1960s. London and New York: Bloomsbury Academic, pp. 173-192.
Yannakopoulos, Kostas. (2019) “Ghosts from the past to the present: Male homoerotic desires and politics in the after war Greece.” In: Dimitra Vasileiadou, Yiannis Yannitsiotis, Androniki Dialeti, and George Placotos (eds) Masculinities: Representations, Subjects and Practices from Medieval to Contemporary Era. Athens: Gutenberg, pp. 152-169.
Wolf, Deborah G. (1979) The Lesbian Community. Berkeley: University of California Press.