الطوباوية الكويرية: ما بين انتفاضة ستونوول في نيويورك وصولاً إلى حديقة التلّ

السيرة: 

رائد الرافعي عالم لبناني ومخرج وصحفي. عمل رائد لأكثر من عشر سنوات، كمراسل الشرق الأوسط لصالح منشورات محلية ودولية إلى جانب عمله كباحث ومنتج ومدير تقارير إخبارية تلفزيونية وأفلام وثائقية لقنوات مثل الجزيرة وCNN وARTE. يعمل رائد مخرجًا للأفلام المستقلة منذ عام 2011، حيث عُرضت أفلامه في مهرجانات سينمائية دولية وحصدت العديد من الجوائز. من بين أفلامه: (74 إستعادة لنضال) لعام 2012، (وها أنا ... ها أنت) لعام 2016. حاليًا يقيم رائد في كاليفورنيا حيث يعمل على اتمام شهادة الدكتوراة في السينما ووسائط الإعلام الرقمي في جامعة كاليفورنيا في سانتا كروز.

اقتباس: 
رائد الرافعي. "الطوباوية الكويرية: ما بين انتفاضة ستونوول في نيويورك وصولاً إلى حديقة التلّ ". كحل: مجلّة لأبحاث الجسد والجندر مجلّد 7 عدد 3 (07 ديسمبر 2021): ص. 1-1. (تمّ الاطلاع عليه أخيرا في تاريخ 23 أبريل 2024). متوفّر على: https://kohljournal.press/ar/node/326.
مشاركة: 

انسخ\ي والصق\ي الرابط اللكتروني ادناه:

انسخ\ي والصق\ي شفرة التضمين ادناه:

Copy and paste this code to your website.
ترجمة: 

درست أمل الأدب الروسي ومارست عمل الترجمة لأكثر من 20 عامًا غطت خلالها طيفًا واسعًا من الموضوعات بما في ذلك الرياضة وأفلام الكرتون للأطفال والأفلام الوثائقية التاريخية والمسلسلات الدرامية والبحوث الإجتماعية والانثرويبولوجية وأما أبرز أعمالها فكانت في ترجمة البرامج السياسية التلفزيونية.

 

الطوباوية الكويرية: ما بين انتفاضة ستونوول في نيويورك وصولاً إلى حديقة التلّ

لقطة من فيلم الطوباوية الكويرية: ما بين انتفاضة ستونوول في نيويورك وصولاً إلى حديقة التلّ

رائد الرافعي

 

عندما تُخفق الكلمات في التعبير الواضح عن "الكويرية"، يُمسي الصمت التعبير الوحيد عن استحالة خروج المرء عن مُختبئه.1 يستكشف هذا النص التصويري مكانة الطوباوية الكويرية، في عالم من الاختلاف والامتياز. تجوب عين مخرج كويري لبناني ما بين صخب شعارات حقوق مثليي الجنس عند نُصب ستونوول التذكاري في نيويورك، ودفء الحياة العادية لحديقةٍ عامة في مدينته الأم، طرابلس/ لبنان، حيث تبقى المثلية غير قانونية ومن المحرّمات.

فيلم

الطوباوية الكويرية: ما بين انتفاضة ستونوول في نيويورك وصولاً إلى
حديقة التلّ (2021)
إخراج وتصوير: رائد الرافعي

الطوباوية الكويرية: ما بين انتفاضة ستونوول في نيويورك وصولاً إلى حديقة التلّ

في حزيران/ يونيو 2013، أصدرت المحكمة العُليا للولايات المتحدة الأميركية حكماً ذي أهمية لحقوق مجتمع "الميم عين".2 من خلال تثبيت "قانون الدفاع عن الزواج"، مهّدت المحكمة الطريق أمام الاعتراف الفيدرالي بالزيجات من نفس الجنس لأغراض مثل استحقاقات المستفيدين من الضمان الاجتماعي، ومزايا التأمين والإيداع الضريبي لكن أيضاً والأكثر أهميةً برأيي هو التطرّق لمسألة الهجرة الداخلية.

عندما جرى الإعلان عن الحُكم صباح 26 حزيران/ يونيو، بشكل عفوي أمسكتُ كاميرتي الفيديو في المدينة التي أسكن فيها في بيد ستوي/ بروكلين، وركبتُ قطار الأنفاق إلى ويست فيليدج، باتجاه نصب ستونوول تحديداً، حيث ابتهجت الحشود احتفالاً بهذه اللحظة التاريخية في هذا المكان المميّز لحركة حقوق المثليين. علمتُ بأن هذا الحدث سيوثَّق على نحو حثيث من قبل وسائل الإعلام والمشاركين والسيّاح الذين صادف وجودهم هناك. بيد أن لالتقاط مشاهد فرح الكويريين تلك أهمية عاطفية بالنسبة لي على مستويات عدّة. شعرتُ بالسعادة لصديقي الذي سيتمكّن أخيراً من الحصول على الإقامة الدائمة/ غرين كارد. كان قد هاجر مع عائلته كمراهق من باكستان، هارباً من الاضطهاد السياسي، غير أنه حينها كان مهدّداً بالترحيل بالرغم من زواجه القانوني في نيويورك من مواطن أميركي، رجلٌ مثله. كان ما حرّك شعوري بالفخر والاعتزاز الكويري العالمي، وعي سياسي وعاطفي مكتسَب بعد عامين من الاطلاع المعمّق في مدينة نيويورك، على كلٍّ من مشهد نوادي المثليين وعلى المجالات الفكرية الكويرية. حدث ذلك قبل بضعة أيام من موعد عودتي المُزمع بشكل دائم كما اعتقدت حينها إلى لبنان. انتابني هناك شعورٌ مضطرب بسبب اعتبارات الحدود والأمم والجغرافيا السياسية. كلّما فكّرت في الأجواء الصاخبة لتلك اللحظة، كلما انجذبت أكثر نحو انعكاس أعمق ذو أبعاد متعددة لكلّ ما التقطَته عدستي من أشخاص ومشاهد، وكذلك للمسارات والأحداث اللانهائية ذات الأهمية الشخصية والتاريخية، والأحداث التي أدّت إلى إنتاج هذه المواد المصوَّرة، بدءاً من أعمال الشغب في ستونوول في عام 1969 وصولاً إلى تأشيرة الطالب (التي كانت على وشك الانتهاء)، والزمالة التي أعطتني امتياز الوصول إلى ذاك المكان كشخص شرق أوسطي.

مثّلت لحظة الاحتفال تلك بالنسبة لي، كُلّاً من المسيرة التاريخية الكبرى التي كانت على ما يبدو تقدّميةً نحو الحقوق المتساوية والاعتراف بمجتمعات "الميم عين" في جميع أنحاء العالم، إضافةً إلى رحلتي الشخصية المضطربة للتصالح مع جنسانيتي، المجبولة بمعرفةٍ غربية لسياسات الهوية المثلية. بينما حملت هذا المشهد في ذاكرتي وعلى القرص الصلب، خلال السنوات التي أمضيتها في لبنان بعد ذلك، غالباً ما تساءلت عن كيفية تلاقي وتباعد كلٍّ من المسارات الشخصية والتاريخية بطرق معقّدة وغير متوقّعة. أقلقتني صورة معيّنة على وجه الخصوص، صورة لرجل أبيض مفتول العضلات كُتب على قميصه "نحن القلّة السعداء"، وهو يرقص بسعادةٍ مع أصدقائه. اكتشفت لاحقاً بأن تلك كانت إشارة إلى العبارة الشهيرة لشكسبير: "نحن قلّة، نحن القلّة السعداء"، عندما ألهم الملك هنري جنوده بإخبارهم أنهم قليلو العدد لكنهم عظيمون بروحهم.3 تدريجياً أخذت هذه الكلمات بُعداً رمزياً عند التقاطعات الكائنة ما بين الجنسانية والجندرية والعرقية والقومية والرأسمالية والتاريخ. من هُم "القلّة السعداء" في عالم الكويرية اليوم؟ هل هم رجال مثليون يتمتعون بلياقة بدنية جيدة، ويستطيعون العيش في القرية الغربية المحصّنة؟ هل هم مثليون يعيشون حياة منفتحة وحرّة في الغرب؟ هل هم أشخاص عابرون للجنس وللانقسامات القومية، ولديهم ما يكفي من الوسائل للسفر والتنقل ضمن المساحات الكويرية التي تتغنّى بالمواطنية العالمية؟4

بدا أنّ شعار"القلّة السعيدة" قد قلّل فجأة من هالة ستونوول العالمية، مُضفياً طابعاً إقليمياً على أهميتها بالنسبة لتاريخ الجنسانية العالمي الواسع. عندما طُلب من المؤرّخة أنجالي أرونديكار الكتابة عن إرث ستونوول من منظور عالمي، كان ردّ فعلها الأول التحفّظ. كتبَت: "إنّ طيّ تاريخ النشاط الجنساني في جنوب آسيا وإدراجه باختزال ضمن انتفاضة ستونوول، يُشكّل بالتأكيد إعادة إنتاج لانعدام التماثل المبني على مفاهيم الجغرافيا السياسية للغرب من جهة وباقي العالم من جهةٍ أُخرى".5 لكن دعوتها إلى التفكير في ستونوول عالمياً بالتزامن مع مشاركتها في مؤتمر كويري في لاهور/ باكستان، دفعها إلى طرح سلسلة من الأسئلة المعقّدة حول ترجمة ونقل تاريخ ومفاهيم الجنسانية. في نهاية المطاف، كان ردّها بدلًا من "شجب السيرورة الأوروبية/ الأميركية"، التشكيك في "الافتراضات التحليلية التي تصوغ قواعد مثل تلك الدعوات"، والتشكيك "بنظرية المعرفة الجغرافية بحد ذاتها التي أسست لتلك الصياغة".

عند عودتي إلى لبنان ذاك الصيف، كُنت مسكوناً بمطلب العصر الحديث المُلزم بالظهور كرجل كويري. لكن إعادة اكتشافي لمدينتي الأُمّ طرابلس، كزائر مألوف ومُخرج أفلام، كانت تجربةً بعثت فيّ التواضع. بينما جُبت المدينة مُسلّحاً بكاميرتي خلال الأشهر والسنوات التي تلت، تساءلت حول الجدوى الفعلية لأزمة هويتي المثلية الغربية هنا. لقد غمرني اتساع المدينة بجدرانها وهياكلها القديمة، وأبعاد تاريخها المتعددة الممتدة من مساجدها المملوكية وحماماتها، وقلعتها الصليبية وبرج الساعة العثماني إلى مبانيها الاستعمارية الفرنسية وأرض المعارض الحديثة غير المكتملة فيها. بدت الكويرية جوهرية ومنتشرةً وغامضة وتستحيل عملية الإحاطة بها. في الشوارع المتعرجة لمدينة طرابلس القديمة أو البلدة القديمة، أذهلتني لمحة متخيّلة عن الدوار الذي يعاني منه الدراويش الصوفيون المُتلاشون في المدينة. في الحديقة العامة المركزية، اكتشفت الكويرية في الإيماءات الخفيّة والتحديقات التهكميّة والابتسامات النَزَويّة. عُدت إلى منزلي مُغرّباً ومنبوذاً بجنسانيةٍ تُثقل كاهل عائلتي ومُجتمعي. بيد أن فعل التفرّس في المدينة هزَّ ملامح بُنية نظرتي الذاتية. بإخفاقات متتالية عبر التاريخ، من حيث الطريقة التي تعزّزت فيها الحياة على أُسس متشابكة وضمن مسارات جدلية، بمرونة الزمن وانعدام إنتاجيته، كشفت لي طرابلس عن كويرية خاصة بها.6 أصبح تصويرها نوعاً من آلية للبقاء على قيد الحياة، وطريقة للحفاظ على روحيتها الكويرية.

فكّرت الدارسة النسوية سارة أحمد بالكويرية من منطلق الفضاءات مُتغيرة الاتجاهات.7 تُجادل بأن الأشخاص الكويريين هُم حتماً في وضعيةٍ مُتباينةٍ مع واقعهم حيث أنهم يواجهون العالم بنحو مختلف، لكن عملية تآلفهم مع هذا الواقع تتحوّل بحد ذاتها إلى عملية "صناعة عوالم"8 مُتجددة.9 كان العثور على موطني مجدداً في طرابلس يتمحور حول المحاولة عند كلّ عودة، في أن أصبح جزءاً من المكان، ليس ككيان ثابت بل كروح هائمة. كما يتمحور حول الابتعاد عن المسارات الاعتيادية والمتوقّعة، والبحث باستمرار عن مسارات بديلة وداهمة.10 عوضاً عن التضاريس المحدّدة، اعتقد خوسيه إستبان مونيوز أيضاً أنّ الكويرية هي بمثابة بوصلة توجّه طموحاتنا ورغباتنا نحو مستقبلٍ طوباوي. واشتهر بكتابته: "الكويرية ليست هنا بعد. الكويرية هي المثالية. وبتعبير آخر، فإننا لسنا كويريين بعد. قد لا نتمكّن أبداً من مُلامسة الكويرية لكن بإمكاننا أن نشعر بها كخيوط نور دافئةٍ مُشبعةٍ بالاحتمالات".11 لكن أين يبدأ المرء بتلمّس نور المدينة الفاضلة الخاصة بمونيوز؟ وكيف يُمكن للمرء أن يؤمن بـ "الاحتمالية الملموسة لعالم آخر" عندما تؤدّي هشاشة الوجود المنفي إلى إبقاء المرء عالقاً في عالمٍ رأسماليٍّ قاسٍ، متداعي تُهلكه الأزمات والصراعات والكوارث المتكرّرة؟12

ربما ولسخرية القدر، تظهر المدينة الفاضلة من حين لآخر وبلا هوادة، في حديقة مدينة منسيّة ومُضناة. في العديد من الثقافات تُعَدُّ الحدائق مرايا للجنّة المفقودة.13 في اللهجة العربية اللبنانية كلمة حديقة هي جنينة، وتعني جنّة صغيرة. عندما أفكّر بحديقة طرابلس العامّة، تنتابني مشاعر متضاربة تجتمع كلّها في صوت أسمهان وهي تغنّي: "دخلت مرّة فـ جنينة..."14

  • 1. اعتمدت هذه الترجمة بالعودة الى الترجمة المستخدمة في مقال الداخل و/أو/مضافًا إلى الخارج: تحرير المختبأ للكاتب أحمد ابراهيم، ترجمة مايا زبداوي لمجلة "كحل" لعام 2021 (المترجمة).
  • 2. Nina Totenberg, “Supreme Court Extends Gay-Marriage Rights With Two Rulings,” npr, September 26, 2013, https://www.npr.org/2013/06/26/195956196/supreme-court-extends-gay-marri....
  • 3. John, “‘We Happy Few’, Meaning & Context,” No Sweat Shakespeare, September 22, 2020, https://www.nosweatshakespeare.com/quotes/famous/we-happy-few/.
  • 4. هذه ترجمة تحريرية ارتأيت الاستعاضة بها عن الترجمة التعريبية المُباشرة للفظة كوزموبوليتيزم المُستخدمة في النص الأصلي (مديرة الترجمة).
  • 5. Anjali Arondekar, “The Sex of History, or Object/Matters,” History Workshop Journal 89, no. 1 (2020): 207–13.
  • 6. أُفكر هنا بكتابات جاك هالبيرستام حول الكويرية. نظّر هالبرستام لمفاهيم "زمن الكويرية" و "فضاء الكويرية"، مُحاججاً بأن الأفراد الكويريين يختبرون المكان والزمان بشكل يتعارض مع مؤسسات مثل الأسرة والأمة التي ترتكز على الإنجاب والتكامل الإنتاجي كوظيفة غائية. يقترح هالبرستام فصل الشذوذ عن الهوية الجنسية من خلال التفكير في الأمر "كزمنية شاذّة، وجداول حياتية مُتخيلة، وممارسات اقتصادية شاذّة". Jack Halberstam, In a Queer Time and Place: Transgender Bodies, Subcultural Lives, Sexual Cultures (New York, NY: New York University Press, 2005), 1.
  • 7. Sara Ahmed, Queer Phenomenology: Orientations, Objects, Others (Durham, NC: Duke University Press, 2006).
  • 8. أحمد، 20.
  • 9. في هذه الجملة ترجمة تحريرية للفظتين: disoriented and deoriented (المترجمة).
  • 10. ترجمةٌ تحريرية للفظة (deviating paths) المُستخدمة في النص الأصلي والتي تتكرر في الكثير من الأدبيات التي تتناول الهوية الكويرية لاسيما في بُعدها المُسيس (مديرة الترجمة).
  • 11. José Esteban Muñoz, Cruising Utopia: The Then and There of Queer Futurity, Sexual Cultures (New York, NY: New York University Press, 2009), 1.
  • 12. مونيوز، 1.
  • 13. وتعليقًا على الميول اليوتوبية في الأدب والفن العربيين، كتب جوزيف دونيكا: "من بين الرؤى إن لم تكن الأولى للمدينة الفاضلة، التي تتبلور في الفن البشري انبثقت من الشرق الأوسط. كانت جنة عدن مصدر إلهام للفنانين منذ آلاف السنين. الحديقة نفسها هي استعارة في فن المنطقة كمكان مُلائم للاسترخاء والراحة. على المرء فقط النظر إلى تقاليد الحديقة المركزية في العمارة المنزلية الإسلامية ليرى الدليل على الرغبة اليومية في المدينة الفاضلة. بالإضافة إلى أنه وفيما وراء مفهوم الحديقة كتجسيد للطوباوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن المدينة نفسها ككيان سابق للحداثة في المنطقة لم يُنظر إليها على أنها مكان جيد فحسب، بل كمكان مُريح ومثالي ومُمتع للحواس".
  • 14. أسمهان، "دخلت مرّة فـ جنينة"، (1940). في هذه الأغنية تتخيل المُغنية العربية أسمهان حواراً عاطفياً ما بين طائرين ينتهي بفعل خيانة عندما يُقرر أحدهما ترك حبيبه مكسور القلب لأجل آخر.
ملحوظات: 
المراجع: 

Ahmed, Sara. Queer Phenomenology: Orientations, Objects, Others. Durham, NC: Duke University Press, 2006.

Arondekar, Anjali. “The Sex of History, or Object/Matters.” History Workshop Journal 89, no. 1 (2020): 207–13.

Donica, Joseph. “Arab Utopian Futures: Documentary and Sf Film in the MENA after the Arab Revolutions.” Science Fiction Film and Television 13, no. 3 (2020): 387–404.

Halberstam, Jack. In a Queer Time and Place: Transgender Bodies, Subcultural Lives. Sexual Cultures. New York, NY: New York University Press, 2005.

John. “‘We Happy Few’, Meaning & Context.” No Sweat Shakespeare, September 22, 2020. https://www.nosweatshakespeare.com/quotes/famous/we-happy-few/.

Muñoz, José Esteban. Cruising Utopia: The Then and There of Queer Futurity. Sexual Cultures. New York, NY: New York University Press, 2009.

Rafei, Raed. “Fragments of Shame and Pride.” The Common, September 15, 2020. https://www.thecommononline.org/fragments-of-shame-and-pride/.

Totenberg, Nina. “Supreme Court Extends Gay-Marriage Rights With Two Rulings.” npr, September 26, 2013. https://www.npr.org/2013/06/26/195956196/supreme-court-extends-gay-marri....