دليل اختطاف المساحات الخاص بمجموعة الكتابة: مؤامرة نسوية كويرية
حرّرت هذه المؤامرة نيحاريكا بانديت.
تحرير الترجمة: مايا زبداوي
أوّل ما يخطر في بالنا حين تُذكر فكرة الاختطاف1 هو اختطاف الفلسطينيين للطائرات، بهدف فرض الوجود الجماعي لشعبهم/نا.
لوليتا ليبرون، التي اختطفت طائرات لتحرير بويرتو ريكو، تمثّل قسطًا صغيرًا من العنف، مقابل بحر من حروب الولايات الأميركية الاستعمارية.
أيمكننا إجبار الآخرين على الاطلاع بقضيتنا؟
أيمكنكنّ/م إجبار الآخرين على الاطلاع بقضيتكنّ/كم؟
أيمكننا؟
I. المساحات التي نريد اختطافها وكيف
- أريد اختطاف النقاوة. أريد أن أقول لعمّي الذي يسمّيني عارًا على العرق (rassenschande): نعم، أنا كذلك، وأفتخر. أنا طفيليات تنخر في عنصريتكم. إن جسدي يتحدّى فكرة المساحات والأعراق النظيفة والنقية. على الجميع اعتبار فكرة العرق فكرة مهينة. وعلى الجميع الاستيلاء على كل المساحات التي يمكنهم/ن الاستيلاء عليها. كيف يمكنني القيام بذلك؟ عبر رفض الصمت ورفض الموت والاستيلاء على المساحات في الجامعات والصفوف، وعبر الكتابة والتعبير وعبر بناء تضامن عملي. عبر اقتباس وذكر بعضنا الآخر، وعبر العمل من خلال شبكات تحالف وصداقات، وعبر محاولة التضامن في المسؤولية والمحاسبة، وعبر السماح لأنفسنا ولبعضنا الآخر في أن نكون متسامحين.
- أريد اختطاف المؤسسات الاستعمارية، أي الجامعات والمتاحف واستخدام "سمعتها ومكانتها" للقيام بجهود واضحة لتفكيك الفكر الاستعماري. أريد تحدي ممارساتها وانتهاز "سمعتها ومكانتها" لصالح عمل الأشخاص الملونين من مجتمع الميم عين2.
- أريد اختطاف مساحات السلطة وأنماط مأسستها. أريد إعادة ترتيب تلك المساحات من خلال استخدام مواردها بذكاء لمواجهة هيمنتها. أريد تقليب المؤسسة على نفسها.
- أريد أن أشكك في المؤسسات الأكاديمية الاستعمارية النيوليبرالية، واستخدام تمويلها في الوقت عينه لدعم مؤتمراتنا وتجمّعاتنا الهادفة إلى تفكيك تلك المؤسسات، (هذه المسألة تعني من هم مستضعفين منّا ومنخرطين في المجال الأكاديمي).
- نريد اختطاف المساحات الأكاديمية الاستعمارية، واختطاف المنظمات النسوية التي يقودها مواطنون، والتي تستثني أي شخص آخر في الدول حيث الأكثرية هم من غير المواطنين؛ اختطاف الخطابات النسوية القائمة على المواطنة والقومية والدولة بمعانيها السائدة. نريد اختطاف المساحات التي نجد فيها قيوداً أكاديمية من عالم الشمال، مفروضة على إنتاج المعرفة ونشرها وتبادلها.
- نريد اختطاف المساحات النسوية والكويرية التي تمثل التيار السائد، مثل المجلة النسوية الدولية للسياسات (IFJP)، وجمعية الدراسات الدولية (ISA)، وجمعية دراسات الشرق الأوسط (MESA)، ومساحات أخرى (لا يجب تسميتها) والتي لطالما استفادت منّا بينما كانت تحاصرنا على مدى تاريخها. نريد استعادة تلك المساحات (أو ربما التفكير أبعد منها)، واستخدام مواردها لبناء تجمّعات بقيادتنا ولنا ومنّا.
الشوارع
المجتمع المدني الحدود
مساحات التجمّع العامة
المجال الأكاديمي، دور النشر
الإعلام سفرنا/ مساحات الطبقات العليا
السجون، الشرطة، التشابك بين الشركات والسجون، اعتماد عقلية الشرطي
المساحات العامة، المساحات الحدّية، المساحات التي لا يفترض بالناس البقاء فيها بل المرور عبرها
وأيضًا، المساحات الخاصة/المجالات الحميمية، التي غالبًا ما تكون عنيفة جدًا
نريد استعادة الجامعات الرسمية؛ نريد استعادة المؤسسات العامة؛ نريد استعادة الصفوف، المكتبات، الكتب، المقالات، والمجلات
مساحاتنا الخاصة التي تمّ اختطافها من قبل "خبراء" بيض بدل أصواتنا نحن
المستشار الألماني القادم
مشروع سينترال فيستا للإبادة الجماعية الخاص بمودي وتماثيله المشؤومة
فيلا جبران باسيل وعقاراته
كيف؟
- الكتابة بلغات أخرى؛ رفض وعدم الاكتراث بأن تكون مفهومة/ مستساغة بالنسبة للجمهور المهيمن
- رفض الاختزال الرمزي، ورفض إشراكنا (نحن) ضمن المساحات النخبوية وإن كان ذلك على الورق، وهو فعل يحيد تلك النخب عن ذنوبها
- مقاومة تحويل المسألة إلى مسألة قومية أو إقليمية – نحن نسويات كويريات عابرات للقوميات وضد الاستعمار؛ نبني الجسور ونتبادل المعارف المفهومية ونقتبس بعضنا الآخر
- خلق مساحات للاستماع المتعمّق وللوجود والإصلاح؛ المزيد من الآذان الصاغية/ الآذان النسوية المستعدّة للإصغاء والعمل
- بناء مساحاتنا الخاصة. سحب البساط من تحت الثقافة البيضاء وما تمليه علينا من قيمة لذاتنا. خلق عوالم بديلة خاصة بنا في الحاضر
- المشاركة في كتابة المعرفة وإنتاجها؛ التفكير الجماعي والكتابة الجماعية. مقاومة فكرة "التملّك" النيوليبرالية
- نقل عملنا من الكتب إلى الميدان
- التغريد الفرعي3 (استعادة المساحات ضمن الفضاء الإلكتروني) للأفكار النسوية الليبرالية البيضاء (مؤتمرات كبيرة في أماكن فاخرة ودول تعتمد نظم تأشيرات إقصائية، حيث الكثير من النسويات يعتقدن أنهن توصلن لأفكار جديدة مؤخرًا في حين أن أخريات يتحدثن عنها لفترة طويلة)
- دمقرطة المعارف: إنشاء حلقات دراسية صغرى للمعرفة السياسية والتفكير السياسي، بالإضافة إلى نقل المعرفة خارج الصروح التعليمية الرسمية – فهي مساحات ما زال الكثيرون غير قادرين على تحمّل كلفتها.
- إشراك حلفاء محتملين لنا من بين المقرّبين من السلطة ومن أصحاب المكانة والسمعة والموارد داخل المؤسسات الأكاديمية النخبوية، على أن يكون إشراكهم/هن بعيد عن مقاربات الشعور بالذنب أو مساعي الإستئثار الفردي أو الإسهامات الشكلية المحدودة.
- مقاومة الانقسامات القائمة ما بين الأكاديميا والنشاط السياسي، وما بين المركز والهوامش، وما بين النظريات والدلائل. مقاومة المفاهيم المهيمنة التي تقوّض وضوح النص المعرفي: "لا أريد أن أكون اختزالاً رمزيًا لكم! لا أريد أن أكون دليلاً على سياسات تضمينكم المزعومة! لا أريد تخفيف شعوركم بالذنب! ابتعدوا عن المواقف الوسطية!"
- مقاومة استحواذ المنظمات4 غير الحكومية على الحراكات السياسية
- السعي وراء جماعية الجهود الموجهة نحو بناء شبكات تضامن ودعم متبادل. الإصرار على التواجد وتوجيه ومقاومة تلك المساحات معًا أثناء عملنا نحو تحويل جذري لتلك المساحات نفسها (وضرورة إلغاء تلك التي يجب إلغاؤها)
- خلق مساحات ضمن أنفسنا من أجل تعزيز وجهات نظرنا ووجهات نظر المشابهين لنا في عالم الجنوب وفي المجتمعات النسوية والكويرية
- التمرّد! إعادة ترتيب شاملة للنظم الموجودة
وفي الختام، نريد اختطاف مساحتنا الخاصة. افرضوا/ن أنفسكم/ن ضمن تلك المساحات بمسؤولية وثبات، بحيث تسمحون/ن للآخرين بولوج المساحة ولكن على أسس مبدئية. وبالتالي، نقدّم أفكارنا بشكل جماعي دون أن نسمح لفكرة بأن تطغى على أُخرى. وهذا ينعكس على أشكال مختلفة وعوالم مختلفة من حياتنا. ويبدأ هذا من المستوى الشخصي ليرتقي نحو المستوى الجماعي. مثال على ذلك استعادة المساحة الأكاديمية التي تدرّس بيئاتنا الخاصة، ما سيتيح المجال لولادة مفكّرين/ات من رحم حركاتنا وأفكارنا السياسية والعكس صحيح. إن دعم أو تأسيس المزيد من المجلّات العاملة بلغتنا الأم لهو عنصر هام آخر لإفساح المجال أمام إنتاج وإعادة إنتاج أرشيفنا ومعرفتنا المحسوسة/ المعاشة، لنمثّل أنفسنا بأنفسنا من خلالها. لنتمكّن من فعل كلّ ذلك لا بدّ وأن نستولي على مناهج الجامعات بحيث أنها أداة أساسية في مسعانا. فإقدام الجامعات على الاستعانة بأعمال من الجنوب في الجنوب، عوضًا عن الاعتماد على مصادر خارجية، يُعدّ بحدّ ذاته بارقة أمل. وبعد القيام بذلك، سيشعر المنتظم الرأسمالي الذي يحرّك العالم الأكاديمي الغربي، بضرورة إعادة التفكير في استراتيجياته تجاه باحثي عالم الجنوب.
II. معلومات إضافية عن المساحات التي نجد أنفسنا محاصرين فيها، وكيفية الاستيلاء عليها/ استعادتها/ اختطافها
المساحات التي ترعاها الجهات المانحة
المساحات الكويرية البيضاء، حيث تخيب كل الظنون
الأقسام في الجامعات التي يسيطر عليها الرجال المعياريون، التحدّث عن فينومينولوجيا الدورة الشهرية في صف فلسفة كلّه من الطلاب الرجال
مساحات "التنوّع والإشراك"
المساحات "الخاصة بالسود والسكان الأصليين والملونين" التي ما زالت مضطرة إلى الاستعانة بمصادر تمويل بيضاء (المتجذرة بعقلية التفوق العرقي) لإنتاج عملنا، وما يستتبع ذلك من رقابة وتقييم من منظور المموّل الأبيض.
بعض مساحات الشتات، التي غالبًا ما تكون قد تدرّبت من خلال طريقة التفكير والتصرّف الخاصة بثقافة اللغة الإنكليزية، تتدرّب على أشكال مشابهة من التفكير الجذري والناقد. ليس صدفة أن معظمنا يقتبس من أعمال باحثين ملونين مدرّبين ومتواجدين في الغرب.
المساحات حيث عادة ما يسيطر الباحثون الملونون المحتفى بهم
المساحات الافتراضية الخاصة بالمؤسسات الاستعمارية
مساحات النشر
الأحلام والصياغات – التي لم يعبّر عنها كاملا وغير المكتملة والمستبعدة والمنكسرة– عن "المساحات الآمنة" المثالية. اختطاف هذه التصوّرات يحصل في إعادة التفكير بها بشكلٍ مستمر، وإلا يتمّ الاستحواذ عليها من من قبل البنى القمعية.
مساحات استعمارية
مساحات دولية يسيطر عليها البيض
المساحات/ الملكيات الخاصة
الجامعات التي تحاصرنا وتحدّد مكاننا "كامرأة، كشخص كويري، كعربية، كشخص غير أبيض..."، لن نكون تجسيدًا لمخيّلتها!
المساحات حيث لا يُحاسَب من هو في مركز السلطة على أقواله وأفعاله
(لسنا متأكّدات فيما إذا كان يتوجّب، أو في الإمكان الاستيلاء على بعض تلك المساحات. لا بدّ من تدميرها، وعلينا خلق مساحاتنا المضادة الخاصة، مثل التي نتواجد بها الآن لمتابعة العمل على التحوّل المضاد للاستعمار)
إسهاب في الكيفية
- يمكن الإجابة عن هذا السؤال بطريقتين. الأولى عبر تسليط الضوء على المساحات الواجب الاستيلاء عليها. الثانية هي في تحديد الأماكن التي يجب أن نتخلّى عنها أو نتركها جماعيًا أو فرديًا. علينا الاستيلاء على مناهج الجامعات (جامعاتنا في الجنوب)، والتخلّي عن تلك المساحات التي لا نشعر فيها بالتقدير إلا نادرًا – هذه المساحات ذاتها حيث الأستاذ الأبيض العنصري الكاره للنساء قادر على إنهاء مسيرتكم/نّ المهنية كلّها لأنكم/ن قابلتم/ن قلّة احترامه برسالة بريدية إلكترونية للدفاع عن أنفسكم/ن. وبالتالي، علينا إنشاء موطن لأفكارنا وتفكيرنا.
- السردية الطاغية5 للتاريخ الأوروبي/ الغربي تذكّرنا بوجوب إعادة كتابة وصياغة المناهج الدراسية!
- جعل الجميع يشعر بعدم الارتياح من خلال تجسيد ما يخافون أن تجسدنه/ تجسدوه، مثلاً:
- رموز تنوّع في مساحات تكون عادةً خاصة بالبيض المعياريين من الطبقات والفئات العليا
- في وسائل الإعلام العالمية النمطية – "خبير" أبيض مقابل "مضطلع" ملوّن – لا يجب أن نقوم بهذا العمل مجانًا. أرفضوا أن تقوموا بأي مجهود (حتى إن كان في صيغة الاستجابة للطلبات)، إلا إذا جاء ذلك مع توضيح بشأن وجهة الاستخدام والأتعاب
- حين نجد أنفسنا في مساحات حيث يُنظر إلينا دائمًا على أننا مرتبطون بالأذن المهيمنة التي لا تنصت، وحين نجد أنفسنا في وضع حيث يتمّ التعامل معنا بطرق لا نوافق عليها، أو يتم وضعنا في موقع الـ"آخر"، أو حين نضطر لتحمّل وزر عمل "الترجمة" (ترجمة العوالم والمعاني والمفاهيم ودائمًا فيما يتواءم وتطلّعات "المركز" ذي الصلة)، علينا تجسيد الرفض في مجالات متعددة: رفض معرفي ورفض سياسي ورفض سلوكي.6 علينا أن نتبنّى هذا الانزعاج ونترك للشعور أن ينتشر.
III. ما هي المساحات التي نريد خلقها؟
نعم! لا أريد أن أحتلّ المساحات "البيضاء". أريد أن أجد حقلاً جميلاً لي، وأن أحفر حفرة في الأرض، وأجلس فيها، وأعدّل فيها تدريجيًا إلى أن تصبح مكانًا مثاليًا لي. ومن بعد ذلك، سأخرج منها وأنتقل إلى حفرة أخرى
المساحات العابرة للحدود خارج المركز/ الهامش
صحافة الجنوب العالمي
مدرسة صيفية حيث يدفع الأغنياء البيض (ليحصلوا على دروس منفصلة خاصة لنسيان ما تعلّموه في السابق)
تداول المعرفة ضمن الشبكات التي نخلقها والتي تقاوم بنى السلطة العالمية و"الوطنية"
جامعة؛ جامعة متعددة؟
مساحات غير معيارية آمنة تُشرك الجميع، ويمكن للجميع الوصول إليها. مساحات للنمو وليس مساحات للنضال والدفاع عن أنفسنا بشكلٍ مستمر. مساحات تحوّلية، مساحات جماعية، مساحات للمشاركة، للازدهار والتعلّم ودعم بعضنا البعض وتشارك وزر الحياة
مساحات حيث المعرفة لا تُنسى بل تُشارك وتزدهر عوضًا عن أن تنتج، مساحات أكثر إبداعية وتواردًا
مساحة حيث نُنمي: طعامنا وأطفالنا وعلاقاتنا وتضامننا ونشاطنا – حيث عمل اليد والفم والعقل لا يُعمل على فصلهم عن بعضهم الآخر (فهم لم يكونوا يومًا منفصلين)
مساحة أستذكر فيها ما لم يتسنّى لي معرفته بعد - مساحة للشفاء. أقتبس فريد موتين: "لا تقبل يومًا أن تكون إنسانًا منعزلاً"
هذه مساحة افتراضية في داخل الجسد
دوائر وتجمّعات ومساحات عابرة للحدود. فالقومية إرث سامّ من القرن التاسع عشر، علينا التخلّص منه من خلال العمل التعاوني بين المنظمات العابرة للحدود. كيف يمكننا أن نرى خلف الحدود، وخارج نطاق الدراسات؛ كيف نصغي للغات مختلفة للقضاء على الاستعمار ضمن هيمنة ابستيمولوجيات الاستعمار التي تواصل مطاردة أحلامنا (أو بالأحرى كوابيسنا)؟
كيف يمكننا خلق مساحات تركّز على ممارسات القضاء على الاستعمار؟
دوائر تولّد دوائر أخرى
مساحات لخلق المعرفة لا تنحصر بالشكل الأكاديمي، وبالتالي لا تستثني الثقافات والأصوات المتعددة التي لا تتناسب مع ذاك القالب. مساحات جماعية لمشاركة المعرفة والتجارب على شكل سرديات وقصص وفنون، حيث تعتبر هذه "المنهجية" منهجية جدّية. مساحة لا تشرك الجميع فحسب بل تقوم أيضًا بجهود التفكيك: نسيان ما تمّ تعلّمه وإعادة التعلّم، هذه خطوات ضرورية للترحيب بكل الناس. ومساحة تأخذ بعين الاعتبار القدرات والإعاقات المختلفة وتتيح للجميع إمكانية المشاركة.
مساحة حيث نفكّر ونكتب ونشعر ونتخيّل، خارج نطاق قيود السلطات المفروضة علينا. مساحة حيث نجمع بعضنا الآخر وفقًا لأنماط مختلفة من التجلّيات. نجتمع من خلال الطقوس وسرد القصص والفنون والشعر والتصوير والأشياء والنباتات... التي تتحدث مع بعضها الآخر عبر وسائط مختلفة. مساحة للشعور "بالاحتضان" الجماعي وزعزعة التوزيع غير المتساوي للعمل/ الشعور/ الوجود.
مساحة حيث يكون الجميع مرئيًا: البعض ربما للمرة الأولى، والبعض الآخر لعدّة مرّات ولكن لم يُعترف بهم بما فيه الكفاية بعد. والبعض مرئي ولكن بعيد عن دوائر المحادثات، والى ما هنالك من علاقات وتفاعلات. وعلى المستوى العملي، هذا يعني بناء مساحة تُنتج الظروف التي تؤدي للتحدّث والإصغاء بشكلٍ مختلف، مع كل فترات الصمت وعدم الارتياح والتنهدات والسكوت الغريب. مساحة لكل ذلك. مساحة تنشأ فيها وسيلة مضادة للتصرّف "بالطريقة السليمة"، حتى في المجال الأكاديمي، أو بالأحرى ولا سيما في المجال الأكاديمي.
إنشاء منظمة سرية لا اسم لها تستولي على المساحات (المؤتمرات والفعاليات)، في المؤسسات من دون إعلان مسبق للتحرّك. على طريقة بانكسي!7
إنشاء مساحات مجتمعية، حيث يتولّى الناس الذين لطالما كانوا تقليديًا وتاريخيًا مهمشين عن زمام القيادة، تضمن هذه المساحات أمان أعضائها ويُحاسَب أعضاؤها في حال قيامهم بتجاوزات. لا بدّ من أن يشعر أعضاء هذه المساحات بالراحة والأمان وأن تعطى لهم محفّزات فكرية و/أو إبداعية، وأن يسود الشعور بالنشاط والحب والتضامن فيما بينهم. أعتقد أن هذه المساحات، يجب أن تكون في وضعية مقاومة مباشرة للرأسمالية والفردانية والعنصرية/ الفوقية البيضاء والنظام الأبوي المعياري.
مساحات آمنة/ مساحات للشفاء والدعم المتبادل. مساحات حيث إنسانيتنا الجماعية معترف ومحتفى بها.
مساحات حيث السرديات الشخصية تؤخذ على محمل الجدّ، وتُعامل على أنها مداخلات "خبراء".
مساحة يعتبر فيها شعر الجسد مظهرًا طبيعيًا!
مساحة حيث يكون فيها الشخص موضوع البحث الشخص والمجهول المُقتبس موجودين في المكان عينه ليتفاعلوا مع بعضهم الآخر مباشرة عوضًا عن الإكتفاء بمواقعهم كأناس مكتوب عنهم/ن أو من/ما يسعى للوصول إليهم/ن أو حتى أن يقبلوا بالتحوّل الى مجرد أفكار قديمة منسية.
مساحة آمنة ومُحبّة حيث نتمتّع بالاحترام والتقدير ونشفى معًا
إلى الأمام وإلى الأمام...
ونحن نعلّم ونحرّض وننظّم (شكرًا باباساهيب أمبيدكار لحكمتك)!8
- 1. إن لفظة hijack المستخدمة في النص الانجليزي ستجدونها معربة سياقيا إلى الألفاظ الثلاث : إختطاف – إستيلاء – إستعادة (مديرة الترجمة).
- 2. اختصار لـ الكويريات/ين والعابرات/ العابرين من ذوي البشرة الملونة (مديرة الترجمة).
- 3. وهو نمط تغريد يعتمد لنقد النص المعاد توجيهه (مديرة الترجمة).
- 4. ترجمة للمصطلح NGOization (مديرة الترجمة).
- 5. استخدمت "الطاغية" لعرض أدق واكثر تفسيرية للمعنى الكامن في نقد السردية التاريخية الاستعمارية، ولكن نبقى مكبّلين في ذمة النص الأصلي الذي حدد أو اكتفى باللفظة المجازية والعمومية The silencing Narrative of … (مديرة الترجمة).
- 6. الترجمة المباشرة هي "رفض متجسد"، ولكن المعنى المنوط بالسياق ينوّه الى الرفض الذي يجد لنفسه ترجمات في السلوك التواصلي والتعبيري المباشر الذي ينبع عن حركة الجسد وكل ما يبذر عنه من أفعال منوطة باتخاذ القرار (مديرة الترجمة).
- 7. بانكسي هو اسم فنان جرافيتي إنجليزي مجهول الهوية، تتمحور جل رسوماته تقريبا حول مواضيع سياسية مستجدة. ظهرت رسومات بانكسي في العديد من المواقع ضمن بريطانيا وعلى وجه الخصوص في مدينة بريستول ولندن، بالاضافة الى مناطقة اخرى حول العالم ومنها في فلسطين وبالأخص في الضفة الغربية المحتلة على جدار الفصل العنصري الذي بنته دولة إسرائيل الصهيونية الاستعمارية عام 2002 (مديرة الترجمة).
- 8. هذا الشعار له أصول متعددة المصادر والصياغات والترجمات والسياقات (الأكاديمية والمؤسسية والشعبية) التي تنضوي كلها ضمن مدارس وحراكات ومحولات تنظيمية يسارية مختلفة. باباساهيب أمبيدكار هو مصلح اجتماعي وأول وزير عدل في الهند، استخدم هذا الشعار في خطاب له عام 1942 في مؤتمر على مستوى عموم الهند، وذلك في سياق تأكيده على أن هناك حاجة إلى حركة جماهيرية للتغلب على الاضطهاد الطبقي (مديرة الترجمة).