"لا مكان بيننا لنسويّات الاستثناء": بناء التحالفات من الانقسامات على وسائل التواصل الاجتماعية في اسطنبول
أرتكز في هذا المقال على أشكال التعبير العام عن ذاتيات الأشخاص العابرين في تركيا المعاصرة لتحديد نقاط الخلاف الأساسيّة بين الأشكال المختلفة للعمل الناشطيّ المتعلقة بالجندر والجنسانيّة، لا سيّما الانقسام بين النسوّية المتوافقة الجندر والنسوّية العابرة الجندر. كما أتفحّص هنا صحّة الادّعاءات بشأن "المسائل المستوردة من الغرب" في الخطابات الكارِهة للعابرات/ين والمستثنية للعابرات/ين في تركيا. أحاجج في ما يلي أنّ مسائل شمل العابرات/ين و/أو رُهاب العابرات/ين في تركيا المعاصرة تعكس في الواقع توترات قائمة بين ناشطات/ي مجتمع الميم+ والنسوّيات/ين المتوافقات/ي الجندر منذ تسعينيات القرن الماضي. وأسعى من خلال ذلك إلى توضيح استمراريّة النقاش القائم وتصحيح الفكرة السائدة بأنّه وليدُ عصرِنا الحالي. الهدف من هذا العمل التحليلي في نهاية المطاف هو الخروج بتوصيات تركّز على بناء التحالفات من خلال الانقسامات الكثيرة القائمة في العمل الناشطي للعابرات/ين، الكويريات/ين، والنسوّيات/ين في اسطنبول، تركيا.
رولا علاء الدين هي مترجمة تعيش في بيروت، وتملك ما يزيد عن 10 سنوات من الخبرة في مجال الترجمة والترجمة الفورية في اللغات العربية والإنكليزية والفرنسية. بالإضافة إلى حصولها على إجازة في علم اللغات والترجمة، تواصل رولا تعليمها الأكاديمي في مجال الوساطة، وتركز على الوساطة في النزاعات التي تشمل المهاجرين/ات واللاجئين/ات، مع اهتمام خاص على دور اللغة في الثقافة والنزاعات. قادها عملها مع اللاجئين/ات والمهاجرين/ات في لبنان للانخراط في الدراسات المرتبطة بالمهاجرين/ات، مع تركيز على الهجرة المتعلقة بالعمل بشكل عام، والعمّال/ العاملات المهاجرين/ات في لبنان تحديدًا. يستكشف بحثها الحالي دور المسارات العالمية والمحلية للهجرة المرتبطة بالعمل في تكوين القصص الفردية والحميمية للأفراد المهاجرين/ات.
theoc1_copy.jpg
فلنفترض أنّي أخذتُ هرمون التستوستيرون، فبدأت ذقني تنبُت وخَشِنَ صوتي وبرَز العضلُ في جسدي، وباتَ يُشارُ إليَّ كرجلٍ متوافق الجندر. أتساءل هل من شأن ذلك أن يغيّر تجربتي كمؤدٍّ لأنوثة قسرية؟ هل تتبخر تلك التجربة وتختفي فجأةً من جسدي وعقلي؟ أنا أفضّل أن أتواجد في مساحات لم أدفع نفسي إليها، مساحات تتيح لي التوسّع. بين الرجال العابرين من يعتبرون أنفسهم مؤيدين للنسويّة. أظنّ أنّه من حق الناس أن يكونوا حيث ما شاؤوا وكيف ما شاؤوا التعبير عن أنفسهم/ن. (أريكان 2011)1
لجأت مجموعة من الأكاديميات/ين الأتراك النسويات/ين المتوافقات/ي الجندر، على مدى السنتين الماضيتين،2 إلى وسائل التواصل الاجتماعية لمناقشة القيود العمريّة للعلاج ببدائل الهرمونات في تركيا، وذلك تزامنًا وتوافقًا مع حوارات مماثلة في المملكة المتحدة.3 وقد زعمَ البعض بأنّ الأطفال والشباب الذين يأخذون مُثبِطات الهرمونات قد يندمون على فعلهم هذا لاحقًا في الحياة ("العدول"4)، ما قد يؤدي إلى حالة إضطراب الهوية الجندرية (أو رُهاب النوع). في تركيا، الدولة هي الجهة الناظِمة للعلاج بالهرمونات الذي يشكّل مرحلةً أساسيّة في عملية العبور لدى الأشخاص المعرّفين ذاتهم كعابرين/ات. كما تطرّق/ت الأكاديميون/ات المذكورون/ات أعلاه إلى مسألة "الامتيازات الذكوريّة للنساء العابرات" على صفحاتهم/ن الخاصّة على موقعيْ فايسبوك وتويتر مشيرين/ات إلى مجموعة من المراجع الصادرة في المملكة المتحدة.5
على أثر هذه المناقشات حول "العدول" و"الامتيازات الذكورية" التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة، ردّت المجموعات والمنظمات التي تُعنى بحقوق المثليات والمثليين ومزدوجي/ات الميل الجنسي والعابرين/ات وحاملي/ات صفات الجنسين وغيرهم، مجتمع الميم+،6 بأنّ "النساء العابرات هنّ نساء" وبأنّ "الناشطات/ين النسويات/ين الكويريات لن يقبلن/وا بأيّ شكلٍ من أشكال رُهاب العابرين/ات".7 كما واجهت مسألة "الامتيازات الذكورية" بتسليط الضوء على "امتيازات متوافقي الجندر"،8 وشدّدت على مسألة قتل الإناث وهي مسألة تعني النساء العابرات في تركيا.9 في خلال هذه المناقشات على وسائل التواصل الاجتماعية، تمّت الإشارة إلى الأكاديميات/ين النسوّيات/ين المتوافقات/ي الجندر ومن يساندهم بعبارة "نسوّيات الاستثناء" (TERF بالإنجليزية) بصفتهنّ نسوّيات راديكاليات مُستثنيات للعابرات،10 بينما اعتبرت هؤلاء أنفسهنّ باحثات بنظريات النسوّية الناقدة للجندر (GCFT). أستخدم عبارة "نسويّات الاستثناء" في هذا النص للدلالة على هؤلاء.
عملت مجموعات مستثنية للعابرين/ات في المملكة المتحدة، مثل مجموعة "غت ذا أل أوت" Get the L Out ومجموعة "ميْ ديْ فور وومان" Mayday4Women، على استغلال أسبوع الفخر لسنة 2018 للتشديد على ما تعتبره طابعًا "تهديديًا" للعبور الجندري (تودور 2019، ص.2)، والادّعاء بأنّ "وجود النساء والمثليات آيلٌ إلى زوال بسبب الأشخاص العابرين". إنّ البعض من نسوّيات الاستثناء في تركيا يستند إلى سياق المملكة المتحدة لدعم زعمه بأنّ مسائل حريّة أو مرونة الجندر والجنس هي "مسائل مستوردة" من الغرب.
لا شكّ في أنّ النقاش حول العبور الجندري له تبعات عابرة للحدود الوطنية، إلا أنّي أرتكز هنا على أشكال التعبير العام عن ذاتيات الأشخاص العابرين في تركيا المعاصرة لتحديد نقاط الخلاف الأساسيّة بين الأشكال المختلفة للعمل الناشطيّ المتعلقة بالجندر والجنسانيّة، لا سيّما الانقسام بين النسوّية المتوافقة الجندر والنسوّية العابرة الجندر. كما أتفحّص هنا صحّة الادّعاءات بشأن "المسائل المستوردة من الغرب" في الخطابات الكارِهة للعابرات/ين والمستثنية للعابرات/ين في تركيا. أحاجج في ما يلي أنّ مسائل شمل العابرات/ين و/أو رُهاب العابرات/ين في تركيا المعاصرة تعكس في الواقع توترات قائمة بين ناشطات/ي مجتمع الميم+ والنسوّيات/ين المتوافقات/ي الجندر منذ تسعينيات القرن الماضي. وأسعى من خلال ذلك إلى توضيح استمراريّة النقاش القائم وتصحيح الفكرة السائدة بأنّه وليدُ عصرِنا الحالي. الهدف من هذا العمل التحليلي في نهاية المطاف هو الخروج بتوصيات تركّز على بناء التحالفات من خلال الانقسامات الكثيرة القائمة في العمل الناشطي للعابرات/ين، الكويريات/ين، والنسوّيات/ين في اسطنبول، تركيا.
ملخّص سياقي للاختلافات والتوافقات بين نسوّية متوافقات الجندر والنسويّة الكويرية والجندر في تركيا المعاصرة
برزت تدريجيًا حركة نسوّية في تركيا بعد الانقلاب العسكري عام 1980، تركّز نشاطها على مسائل الإجهاض، والعنف ضد النساء، والمساواة في المشاركة السياسية والحياة الاجتماعية (تيكيلي 1992؛ سيرمان 1988). اعتمدت هذه الحركة مصطلحات جديدة مثل نظام السلطة الأبويّة والتمييز الجنسي، وشكّلت مجموعات لرفع مستوى الوعي حول القضية، وأطلقت منشوراتها الخاصّة، ونظّمت نفسها كتجمّع موحّد (غير هرميّ ومستقل)، وأنشأت مؤسسات جديدة من ضمنها ملاجئ للنساء، ومكتبات، وأقسام خاصّة بدراسات المرأة في الجامعات.
صحيحٌ أنّ الحركة النسوّية تضمّنت مجموعات مختلفة، إلا أنّ معظم عناصرها كنّ نساءً متوافقات الجندر، غيريّات الميل الجنسي، مدينيّات، من الطبقة الوسطى، وذات مستوى تعليمي عالٍ، تأثرنّ بشكلٍ مباشر بالمعارف النسوّية الغربية، الأمر الذي شكّل نقطة اعتراض أدّت إلى انتقادات كثيرة على مدى السنين (داينر 1992؛ تيكيلي 1992؛ سيرمان 1988). بشكلٍ عام، تأرجحت المواقف السياسية لهذه التجمّعات بين النسوّية الراديكالية والنسوّية الاشتراكية، ما أدّى إلى استثناء مجموعات من النساء وإلى اختلاف كبير في المواقف تجاه من يجب اعتباره إمرأةً (كرستيسيوغلو 2016، ص.4). ومع ذلك، وبالرغم من توترات ضمن الحركة النسوّية، بقيت محصّنةً في مواجهة تدخلات الدولة.
تزايد نشاط الحركة النسوّية الراديكالية والحركة المناصرة لحقوق العابرات/ين مع تراجع أثر الانقلاب العسكري بعد عام 1980. وقد تكلّل نشاطهما هذا في حدثيْن سياسيْن بارزيْن هدفهما لفت الانتباه إلى العنف الذي تمارسه الدولة في تعاملها مع أجساد النساء والنساء العابرات. الحدث الأوّل هو الحملة ضد ضرب النساء سنة 1987،11 والثاني هو الإضراب عن الطعام لعاملات الجنس العابرات في منتزه غيزي لسنة 198712 (سيتين 2015).
برزت حركة الميم+ المعاصرة في تركيا وزاد نشاطها مع نهاية التسعينيات وبداية سنوات الألفيْن، وقد "اتّصفت بخصائص يساريّة وأناركيّة وحصدت دعمًا من النسوّيات/ين، والأناركيات/ين، والبيئيات/ين على حدٍّ سواء" (بيردال 2014، ص.15). تشكّلت حركة الميم+ في تركيا، شأنها شأن الحركة النسوّية، ضمن مساحات مدينيّة وجامعيّة تابعة للطبقة الوسطى. وقد بدأ النشاط السياسي لأشخاص عابرين في منظمات مختلفة، مثل "إي أش بي أل جي بي تي تي"13 أو "لامبداسطنبول"،14 في الحقبة ذاتها. إلا أنّ عنصر المثليين الذكور طغى على ساحة الميم+ بشكلٍ دفعَ الكثير من النساء العابرات والمتوافقات الجندر إلى الشعور بالتهميش. فعمدت النساء الناشطات العابرات، في السنوات الأخيرة، إلى تحديد الأولوية حول مناصرة قضايا العابرات/ين، وأسّست مجموعة "اسطنبول أل جي بي تي (تي)".15 وتمّ أيضًا تأسيس مبادرة "فولترانس ترانسمن" (VolTrans TransMen) من منطلق التنظيم الذاتي نفسه. أمّا مجموعات المثليات ومزدوجات الميل الجنسي فقد اتجهت إلى التنظيم ضمن الجماعات النسوّية، لكنّ ذلك لم يكن كافيًا. فمع الإهمال الذي طغى على قضايا المثليات ومزدوجات الميل الجنسي في كلتيْ الساحتين السياسيتين، تشكّل تجمُّع "ليز باي فيم"16 (الإسم دلالة على المثليات ومزدوجات/ي الميل الجنسي والنسوّيات) لفترة قصيرة ولكن ذات فعالية، بين عاميْ 2015 و 2017. ونذكر من الأمثلة الأخرى على العمل التحالفي بين مجتمع الميم+ والنساء المتوافقات الجندر، مجلة "أمارغي"17 التي صدرت من 2006 إلى 2015، ومجلة "فمينيست بوليتيكا" من التجمُّع النسوّي الاشتراكي18 (باساران 2011، ص.22-23). وقد شكّلت كلٌ منهما منبرًا أتاح مناقشة قضايا الميم+ والنسويّة العابرة.
لكنّ مجتمعيْ النساء المتوافقات الجندر والميم+، وبالرغم من هذه الاختلافات في الهوية، قد التقيا وما زالا يلتقيان على جبهاتٍ عدّة. فغالبًا ما تتفق ناشطات النسوّية والميم+ في ما خصّ مسائل قتل الإناث، وقتل العابرين/ات و/أو انتحار العابرين/ات، والعنف الأُسري، والتحرّش، والدعاوى القضائية المستمرة في حالات العبور. تقول الباحثة زنغين (2016، ص.270) عن "إطار جرائم القتل على أساس الجندر" إنّه "يتيح لنا مساحة أوسع للتفكير بتجاربنا المشتركة كأشخاص قابلين للقتل، نساءً متوافقات الجندر وأشخاصًا عابرين". بالفعل، إنّ العنف الذي تتعرض له عمومًا النساء المتوافقات الجندر والنساء العابرات يقرّب بين الطرفين ولو مؤقتًا. أضف إلى ذلك واقعَ أنّ مجتمع المحافظين ككلّ يرى مبادرات مناصرة كلٍّ من مجتمع النساء والميم+ من المنظار ذاته. فعلى سبيل المثال، في أيلول/ سبتمبر 2019، طالبت منظمة ’مجلس الأسرة‘، (Aile Meclisleri) المناهِضة للمساواة الجندرية، بأنّ يتمّ تصنيف منظمات الميم+ كمنظمات "إرهابية" على أساس أنّها تنشر "الفُحش" و"المثلية" في المجتمع.19
شكّلت مظاهرات منتزه غيزي في 2013، بالإضافة إلى محاولة الانقلاب في 2016، مصدرَ ضغطٍ كبير على المجتمع المدني. وبات/ت الناشطون/ات من مجتمع الميم+ والنساء المتوافقات الجندر هدفًا للدولة التركية التي حظرت مسيرات الفخر في مدن عدّة (من ضمنها اسطنبول) في سنة 2015. وقد تمّ منع عددٍ من الأنشطة التابعة لمجتمع الميم+ أو تمّت مداهمتها من الشرطة بحجة "الإخلال بالآداب العامّة" لا سيّما في أنقرة. في العام 2019، تمّ منع مسيرة الثامن من آذار/مارس بسبب "التخوّف من هجوم إرهابي"، كما تمّ تغريم عدد من المنظمات النسوّية لقيامها بتنظيم مسيرات نسوّية أو المشاركة بها في مرسين20 وإسطنبول.21
تُطلعنا اللمحة العامّة أعلاه على نقاط الاتفاق والاختلاف العامّة بين الناشطات/ين النسوّيات/ين من متوافقات/ي الجندر من جهة الكويريات/ين من جهة أخرى. ولكنّ تركيز هذا البحث هو على خطابات الاستثناء والشمل المعنية بالنساء العابرات. فمسألة "من يُعتبَر إمرأة" تتعارض عليه أهمّ النسويّات المتوافقات الجندر المستثنيات للعابرات والنسوّيات الكويريات الشاملات للعابرات.
النقاش حول النسوّية – حلقة الحوار لعام 2011
ضمن مسيرة الثامن من آذار/ مارس لسنة 2011 التي تُقام بمناسبة يوم المرأة العالمي، طُلِبَ من مشارِكة عابرة أن "ترحل عن المسيرة" لأنّه "لا يُسمَح بتواجد الرجال في هذه المساحة" (زنغين 2016، ص.266). وقد جرت هذه المسيرة في وقتٍ احتدّت فيه التوترات بين النسوّيات العابرات/ الكويريات والنسوّيات المتوافقات الجندر حول مسألة حضور الأشخاص العابرين، الأمر الذي بدا واضحًا من خلال الشعارات التي حملتها الناشطات العابرات/ الكويريات مثل "الأشخاص العابرون موجودون".
في أعقاب هذه الحادثة نظّمت مجلة "أمارغي" حلقتيْ حوار بعنوان ’النقاش حول النسوّية‘ (Feminizm Tartışmaları) (أوزديمير وبايراكتار 2011؛ 2012). وتمحوّرت جلسات النقاش حول مسألة شمل النساء العابرات ضمن الحركة النسوّية الكبرى من خلال البحث في السُبُل لإرساء سياسات نسوّية شاملة.
في حلقة الحوار الأولى، أدانت العابرة سيما/ سميح المضايقات التي حصلت في مسيرة الثامن من آذار/ مارس، قائلةً:
لا كلام في ما بيننا عن التراتبيات، أو المضايقات، أو العنف... عددٌ كبيرٌ من الناشطات النسوّيات يلقين علينا المحاضرة تلو الأخرى عن عدم كوننا نساءً أم نسوّيات بما فيه الكفاية، وعدم تخلّينا عن الامتيازات الذكورية. (أشيكا 2011، ص.312)
غالبًا ما تقع النساء المتوافقات الجندر في فخّ هذه الديمومة المُفترَضة للامتيازات الذكورية لدى المرأة العابرة. وفي هذا الشأن، يشدّد عمل إيمي كوياما (2017)، مانيفستو نسويّة عابرة (Transfeminist Manifesto)، على التنمّر والاستهزاء الذي تعاني منه النساء العابرات قبل عبورهن، و"الاكتئاب" الذي يسببه لهنّ جسدهنّ الذكوري (2017، ص.267). وأنا أوافق تمامًا مع كوياما في هذا الخصوص، فالجسد الذكوري ليس بالضرورة مصدر امتياز. الامتياز الذكوري مفهومٌ غير منتظمٍ ويرتبط غالبًا بأشكال الذكورة المهيمنة التي تُملي سلوكياته على حساب الأشكال الخاضعة. أضف إلى ذلك مخاطر التفكير المتصلّب الأحادي الجانب في ما خصّ الأداء الجندري والميل الجنسي، ويظهر ذلك بوضوح في المقتطف أعلاه في بداية هذه المقالة من نص عليغول (أريكان). يعتبر تودور (2017، ص.4) أنّ الحتميّة في المُدركات المتعلقة بالجندر تفرض قيودًا على مرحلة تعريف الذات لدى المرأة العابرة، وذلك لأنّه "أن تكون رجلًا يوازي أن تكون مفترسًا جنسيًا". وهذه المعادلة بين الذكورة والسلوك الافتراسي تعزّز المعايير الجندرية الثنائية وتعيق أيّ محاولة لمكافحة أشكال التحّيز للتوافق الجندري.
تكلّمت في المقابل الناشطة النسوّية المتوافقة الجندر، فيليز، منتقدةً الناشطات العابرات "لعدم المشاركة في النشاطات على مدى السنة المتعلقة بمكافحة العنف ضد المرأة، والحملات حول دعاوى الاغتصاب" و"الاكتفاء بالحضور ضمن مسيرة الثامن من آذار/ مارس" (كاراكوس وأقايا 2011، ص.82). كما أفصحت الناشطة عن شعورها بالتوتر من "مسائل التحالفات مع العابرات لأنّهنّ [أيّ النسوّيات المتوافقات الجندر] تُتَهمنّ برهاب العبور في إطار سعيهنّ لفهم الذاتيّة العابرة" (المرجع نفسه). وفي حالات كثيرة، تلوم النسوّيات المتوافقات الجندر "الصوابية السياسية" لأنّها تحدّ من نطاق النقاش.
برأيي، يجب ألا يتمّ النظر إلى اتهامات "رهاب العبور" ببساطة على أنّها محاولات "لإسكات الناس أو إغتيال رأيهم"، بل يجب تلقفها كتنبيهٍ مبكر لضرورة الإمعان في التفكير بالحجج العقلية التي يحملها المرء. يمكن مثلًا إعادة صياغة هذه الحجج أو التفكير بشكلٍ ناقد في ما يُعتَبَر رهاب العبور (في حضور أشخاص عابرون/ات). يجب النظر إلى الأمر على أنّه عملية حثيثة للتعلّم ونبذ الأفكار الخاطئة. إنّ تردّد الأشخاص/الناشطات/ون في التفكير بما يحملوه من رهاب العبور، أو تجنبّهم/ن إيّاه، يمكن قراءته كانعكاس لامتيازاتهم/ن، إذ أنّهم ببساطة غير مضطرين/ات للتفكير بهذه الأمور. وما نقلته أعلاه عن لسان الناشطة النسوّية المتوافقة الجندر، فيليز، كان ولا يزال أحد أكثر النقاط صلةً بموضوع نسوّيات الاستثناء، إذ تُتّهم الكثير من الناشطات العابرات "بتعليق مشانق النسوّيات لمجرد طرح الأسئلة".
بالفعل، في إطار المناقشات الحاصلة مؤخرًا، اتّهمت النسوّيات المتوافقات الجندر الناشطات/ين الكويريات "برفض التواصل أو باللجوء إلى التقليل من شأن الآخر لمجرد طرحه الأسئلة". ترى ساره أحمد أنّ هذا السلوك هو نوعٌ من سُبُل البقاء وشبيهٌ بسلوك من يرفض الحوار مع مرتكبي العنف. تقول أحمد: "رفضُ أشكال الحوار وأشكال النقاش هو إذًا فعل تكتيكيّ أساسيّ في السعيّ إلى البقاء" (أحمد 2016، ص.31). لا بدّ أنّ استراتيجية البقاء والحماية هذه تبدو مألوفة للكثير من النساء اللواتي تعرّضنّ لأيّ نوع من التحرّش أو الاعتداء بالعنف.
كان موقفُ الناشطة والأكاديمية النسوّية نوخيت (أشيكا 2011، ص.304) أكثر انتقادًا لهذا النقاش حول شمل العابرات، فهي علّقت قائلةً: "أخشى أن تصبح النسوّية مشلولة الحركة وجامدة إذا ما استمرّ هذا الانغلاق عبر التقيّد بالاختلافات [البيولوجية]". وكذلك تقول أحمد (2016، ص.30) إنّ "البيولوجيا قد تحوّلت سلاحًا في الساحة النسوّية". بالفعل، تصير البيولوجيا شرطًا مسبقًا لخصائص المرأة وذلك يؤدي إلى استثناء العابرات. وقد برزت مسألة البيولوجيا بشكلٍ خاص في خلال حلقة الحوار الثانية في 2012.
النقاش حول النسوّية – حلقة الحوار لعام 2012
شَهِد العام 2012 حلقة الحوار الثانية للنقاش حول النسوّية. وفي هذا الإطار، قام/ت الناشط/ة الكويري/ة، بيرفو، بتذكير الحاضرين بأنّ "استثناء العابرات على أساس ’طاقاتهنّ الذكوريّة‘ أو ’عدم كونهنّ نساءً بما فيه الكفاية‘ يعود إلى تسعينيات القرن الماضي، عندما تمّ استثناء إمرأتين عابرتين كرديّتين يساريّتين، كانتا في طور العبور، على أساس أنّ هويتهما ’لم تكن معروفة تمامًا بعد‘". (غولكان وأليغول 2012، ص.258)
في تصريحٍ نشرته مجلة "أمارغي" عبَّر الرجل العابر أليغول (2012، ص.260) عن معارضته "الأنوثة القسرية" المتوقعة من النساء العابرات، وحاججَ بحدّة بصيرته بأنّ "عدد الهويات العابرة في العالم قد توزاي عدد سكان العالم". وهنا سلّط الضوء على كيفية التعامل مع الأشخاص العابرين الذين لم يباشروا بعملية العبور (غير المنتقلين) وكيف تمّ استجوابهم/ن وإقصاؤهم/ن على أساس جنسهم/ن في خلال مشاركتهم/ن في مظاهرات 25 تشرين الثاني/ نوفمبر22 أو الثامن من آذار/ مارس.
تشير إيمي كوياما (2006، ص.704) مُحّقةً إلى أنّ امتيازات التوافق الجندري "شأنها شأن الامتيازات الأخرى ليست مرئية لمن يمتلكها". والتحليل الذي اتّبعته كوياما يحرّر النساء العابرات من عبء الامتياز الذكوري، فهي تُقارب هذا المفهوم كنوع من أنواع "الأصول" التي يملكها الشخص إذا ما كان "لديه ما يلزم من نزاهة ووعي للاعتراف بهذا الامتياز وغيره من امتيازات حصلَ عليها ومواجهتها" (المرجع نفسه). يتأتّى الامتياز من امتلاك الشخص لرصيدٍ ثقافيّ ما، أو اجتماعيّ، أو اقتصادي، كامتلاكه مثلًا لون بشرة معيّن. تشرح أحمد (2016، ص.32) مسألة الامتياز عبر التشديد على فعل "العبور". يجب هنا الاعتراف أنّ كون الشخص إمرأة وكيفية الدؤوب على هذا الدور أو أدائه ليست تجربة متساوية بين الجميع. ينطبق ذلك بشكلٍ خاص على الأشخاص المتوافقي الجندر إذ لا شيء يجبرهم على التفكير بهذه الحدود الفاصلة، ونادرًا ما يتمّ التشكيك في صدقيّة أدائهم/ن الجندري. يتعرّض الأشخاص العابرون باستمرار للاستجواب والمراقبة في مساحات كثيرة ومن قبل أجهزة مختلفة: من قبل الدولة، وفي المستشفيات أو المحاكم، ومن قبل الحلفاء النسويات أو الكويريات. بالتالي، حين يُعرِّف شخصٌ ذاتَه كإمرأة متوافقة الجندر أو إمرأة عابرة لا يجوز الشكوى من مسألة الامتياز الذكوري، أو ما يُسمّى في المحيط التركي "الطاقة الذكورية"، بما أنّ ذلك ينفي مباشرةً تعريفَ الذات لهؤلاء الأشخاص وأقلّ ما يُقال فيه إنّه نتيجة رهاب العبور.
تصدّى عدد من النسوّيات الكويريات في خلال حلقة الحوار لفكرة أنّ "النسويّة العابرة23 مستوردة من الولايات المتحدة الأميركية وكأنّ هذا المبدأ لا صلة له ببيئة البلد ولا مناصرين/ات له فيه". وشدّدن على أنّ استثناء العابرات ليس أمرًا مستجدًا، وأنّه يتمّ تجاهل تجارب العابرات لأنّها مسائل صادِمة، ما يؤدي إلى إستحالة التطرّق إلى هذه القضايا (غولكان وأليغول 2012، ص.258).
برزت نقطة مهمّة أخرى في خلال حلقة الحوار الثانية تتعلق بمسائل شمل العابرات والحماية. فقد أشارت بعض النسوّيات الكويريات إلى آلية مراقبة الجسد التي تفرضها النساء المتوافقات الجندر. وصرّحت الناشطة العابرة أولاس في هذا الشأن:
تصرّ النسوّيات المتوافقات الجندر على التحقق من جنس الآخرين أو تفحّص الأعضاء التناسلية لأنّهن يخشينّ "المتطفّلين الذكور". أعتقد أنّه لا يمكننا التكلّم عن النسوّية العابرة طالما أننا لم نعالج مسألة رهاب العبور. (غولكان وأليغول 2012، ص.274)
وكذلك شرحت الناشطة العابرة إيلكسن كيف تقوم النسوّيات المتوافقات الجندر بإستثناء العابرات عبر إعادة تعريف "التحيّز للمُغايَرة الجنسية ومبدأ التزمّت"24 (غولكان وأليغول 2012، ص.277). قد يساعد التفكير بتمعّن في هاتين النقطتين الموازيتين على رأب الصدع بين حركة النسوّية وحركة الكويريات/ين.
عبّر عددٌ كبير من الناشطات العابرات/ الكويريات في هذا الاجتماع عن مدى استيائهنّ بعد حادثة الثامن من آذار/مارس 2011، فهنّ أعتبرن أنفسهنّ حليفات الحركة النسوّية لسنوات عدّة. لقد شهدت حلقتا الحوار المذكورة مناقشات لا سابق لها في تركيا المعاصرة من حيث صراحتها. وأدّى هذا الأمر إلى تحسّن العلاقات بين الناشطات/ين الكويريات والنسوّيات المتوافقات الجندر، إلا أنّ ذلك لم يكن كافيًا كما يتّضح من سلسلة أحداث الفترة الأخيرة. يشير باحثون/ات، مثل أحمد (2016) وكوياما (2006)، بصواب، إلى الانعطافات والعوائق الكثيرة في طريق العمل التحالفي. فصحيحٌ أنّ مصالح النسوّيات العابرات/ الكويريات والنسوّيات المتوافقات الجندر تلتقي في عددٍ من التجارب، إلا أنّه، وبالاستناد إلى كلّ ما سبق، يبقى التضامن في الممارسة أمرًا غير مضمون. الواقع مليء بانقسامات وتشرذمات وامتيازات وتراتبيات على الناشطات/ين التيقظ لها والتمعّن فيها باستمرار. تجدر الإشارة إلى أنّ مسيرات الثامن من آذار/ مارس التي جرت منذ انعقاد جلستيْ الحوار كانت شاملة أكثر فأكثر لأفراد الميم+ الكويريات/ين.
في ما خصّ بناء التحالفات، أعتمدُ المثال الأعلى للنسوّية العابرة بحسب كوياما: "تؤمن النسوّية العابرة بأننا نبني هوياتنا الجندرية على أساس ما يبدو حقيقيًا ومريحًا وصادقًا لنا في حياتنا وتفاعلاتنا مع الآخرين ضمن قيودٍ اجتماعية وثقافية معيّنة" (2017، ص.217). النسوّية العابرة هي "استعادة الحق بتعريف ذاتنا" دون الرجوع إلى أيّ شكلٍ من أشكال السلطة (المرجع نفسه). ويُترجَم ذلك على أرض الواقع بفتح جبهات كفاحية متعددة، بدءًا من الدولة وهي السلطة الناظمة لعمليات العبور والإجهاض، وصولًا إلى الديانات الراسخة مؤسساتيًا التي توظّف أجساد الكويريات/ين والنساء المتوافقات الجندر على حدٍّ سواء.
النقاشات على وسائل التواصل الاجتماعية في 2018 و2019
شكلّت حلقتا الحوار لعاميْ 2011 و2012 نقطةً محوريّةً بالنسبة لتوجهات استثناء العابرات/ين القائمة. فأصبحت النقاشات على وسائل التواصل الاجتماعية المعاصرة أكاديميةً أكثر، وباتت أيضًا أكثر بروزًا ويسهل الوصول إليها مقارنةً بالنقاشات التي كانت تحصل في اجتماعات الناشطات/ين في عقد الـ2010. إلا أنّ عدم تسوية الخلافات في المسائل العالقة زادَ من تعقيدها وحدّة الانقسامات حولها، وذلك لأنّ الدولة قد منعت المسيرات والتجمّعات في المناسبات منذ 2015.
جاء الردّ على حجج النسوّيات المتوافقات الجندر حول العلاج بالهرمونات والامتيازات الذكورية متنوعًا ومن عدّة جهات: الناشطات/ون العابرات/ون والكويريات/ين، والنسوّيات/ون العابرات/ون، والأكاديميات/ون، والمنظمات غير الحكومية، وغيرها. أمّا على الجهة المقابلة، فعمدت نسوّيات الاستثناء إلى محو معظم ما نشرته وبسرعة عن صفحات وسائل التواصل الاجتماعية بحيث لم يتبقَ سجلّاً به. أستعين هنا بالتصريحات التي تمكّنت من الوصول إليها على هذه الصفحات، وهي بالتالي غير مكتملة وينقصها الترابط. بالرغم من ذلك، ساهم عددٌ كبير من الناشطات/ين الكويريات/ين في جمع الحجج الواردة في ما نُشِر سابقًا وما يُنشَر حاليًا وحفظها وتأطيرها وتلخيصها. وما زالت هذه العملية جارية في وقت تحرير هذه المقالة.
نشرت مدوّنة ’ترجمات من حول العالم‘، في أيلول/ سبتمبر 2018، خطابَ ميشيل مور (2018)25 عن العلاج بالهرمونات في بريطانيا، فنقلته بحرفيتِه وترجمته. تتساءل مور في خطابها عن "وجود عدوى اجتماعية، لا سيّما أنّ الأطفال يعرّفون ذاتهم كعابرين/ات ضمن المجموعات والتكتلات القائمة على الصداقة"، وهذا في إطار تزايد أعداد الأطفال العابرين/ات في مدارس المملكة المتحدة كلّها تقريبًا.26 وتشير مور إلى تزايد أعداد الأطفال المعرّفين ذاتهم كعابرين/ات27 وتزايد اللجوء إلى العلاج بالهرمونات.28 وتَعزي مور سبب هذه التطورات كلّها إلى آلية "تعريف الذات" التي تطبّقها بعض جمعيات ومنظمات الميم+ مثل "مرميدز" (Mermaids) و"جندرد إنتلجنس" (Gendered Intelligence) و"ستونوال" (Stonewall)، كما تنتقد كيفية إقصاء الأهل من عملية صنع القرار بفعل سياسة "مراعاة خصوصية الطفل".29 ونشير إلى أنّ هذا المفهوم كان ذات أهمية ضمن المناقشات في تركيا أيضًا. يمكن القول إنّ مدوّنة الترجمة ذاتها هذه نشرت عمومًا مقالات "ذات نظرة ناقدة للجندر" من سياق بلدان الشمال. فنجد على سبيل المثال مقالة مُترجَمة، من "ليبريشن كولكتيف" (Liberation Collective) 2017 بعنوان "النسوّية العابرة: ما علاقتها بالنسوّية؟" (إشيك 2017)، فحْواها أنّ الأشخاص العابرين لا مكان لهم في الحركة النسوّية. ومع أنّ المدوّنة تزعم أنّها تتيح مساحة للنقاش في المسائل المتعلقة مثلًا بشمل العابرين/ات في الأوساط النسوّية، وتحديد العمر في استخدام العلاج ببدائل الهرمونات، ونظرية الكويريات/ين، إلا أنّ محتوى المدوّنة بمعظمه فيه تحيّز أو تعتبره الناشطات/ون الكويريات/ين متحفظًا.
تمّ طرح مسألة السنّ الأدنى للعلاج ببدائل الهرمونات للمرة الأولى في أيلول/ سبتمبر 2018 من قبل نسويات متوافقات الجندر، ومرتبطات بدوائر أكاديمية، وقد اقترحن تحديد السّن الأدنى عند 18 عامًا وما فوق. لقد اعتبرن أنّ صغار السّن العابرات/ين الذين يباشرون بعملية العبور في سنّ مبكرة قد يندمون على قرارهم/ن لاحقًا. تتساءل أوزنور إذا ما "يجوز للطفل أن يقرر بمفرده هذا العلاج الهرموني الغزوي" بما أن "العلاج يضخ الأرباح على شركات الأدوية"30. عملية "غَزويّة لدرجة أنّه لا ". كما اتهمت من انتقدها بين الناشطات/ين العابرات/ين بـ"فرض الرقابة عبر قولها [..] أن العمل العلميّ والتفكير النقدي، ومناصرة حقوق الإنسان لا يمكن أن يتم بوجود الرقابة على البحث العلمي. / مناصرة حقوق الإنسان".31
وجاء الردّ من نسوّيات كويريات شدّدنّ على التأثيرات الإيجابية للعلاج ببدائل الهرمونات في سنٍّ مبكرة واعتبرن هذا العلاج "حقًّا من حقوق الإنسان".32 أشار البعض أيضًا إلى معيارية الغيرية الجنسية الطاغية على "العلم الوضعيّ" وإجحافه بحقّ الأشخاص العابرين. فلجأت أكاديميات من نسوّيات الاستثناء إلى مراجع "علميّة" للمحاججة بأنّه ما من إجماع واضح33 حول العلاج ببدائل الهرمونات ولذلك توخي الحذر هو الأولوّية في ما خصّ عمليات عبور الأطفال.
بعد سنة على هذه الأحداث أعربت الأكاديمية النسوّية المتوافقة الجنس، زينب ،34 عن اعتراضها على "الامتياز الذكوري للنساء العابرات". لكن، وبعد بضعة أيام من المناقشات الطويلة على شبكة الانترنت، نشرت رسالة على مدوّتنها تلوم فيها نفسها.35 فشدّدت على مساهمتها في العمل الأكاديمي وأشادت بعمل كبار الناشطات/ين العابرات/ين في الماضي، كما صنّفت زينب نفسها باحثة في نظريات النسوّية الناقدة للجندر (GCFT) ورأت أنّ الاتهامات الموّجهة إليها بأنّها من نسوّيات الاستثناء هي "تشهير" بحقها. أقرّت زينب أيضًا بالتحديّات التي تفرضها عقوبات الدولة على الأشخاص العابرين، وأضافت في ما يمكن اعتباره رسالة تضامن أنّ "الذكورة موجودة في داخل كلٍّ منّا، ويمكن أن تظهر في مختلف أنواع العلاقات". قد تكون "الذكورة" بالفعل موجودة في داخل كلٍّ منّا شأنها شأن "الأنوثة". إنّ اعتبار الذكورة أو الأجساد الذكورية ضارية/ مفترسة بحكم طبيعتها هو أمرٌ إشكاليّ، وتعميميّ، وقائم على الحتميّة البيولوجية، بحسب تودور (2017). كما أنّ هذا التصنيفات تتجاهل كلّ ما يتواجد في ما بينها، مثل الأشخاص الذين لا يندرجون تحت خانات الثنائية الجندرية، أو الأشخاص المولودين إناثًا وباتوا ذكورًا من غير القادرين على تحمّل العنف أو من الذين يصبحون مرتكبي أعمال عنفية، أو الصبيان ذات الأنوثة الخاضعين بدورهم لقمع النظام الأبوّي. علّق/ت الناشط/ة على الإنترنت الحرّ/ة الجنس، دنيز، على حجة الامتياز الذكوري للنساء العابرات بما يلي: "الاعتبار أن الشخص المُدرَج ضمن الجندر الذكَري هو سبب الظلم، بدلَ النظر إلى امتياز التوافق الجنسي كجزء من النظام الأبوّي، أمرٌ في غاية القساوة".
أوزنور هي شخصية أخرى من النسوّيات الراديكاليات ذات النظرة الناقدة للجندر. وبعد أن تمّ انتقاد خطابها المستثني للعابرات/ين، صرّحت على وسائل التواصل الاجتماعية وفي صحيفة "دوڤار" بأنّ اغتيال الرأي الآخر36 يُضرّ بكلتيْ الحركتيْن وبالتحالفات المحتملة. كما زعمت أنها كانت تعبر فقط عن قلق الأبحاث الطبية الحديثة في هولندا، والذي نوقش أيضًا على BBC، بهدف طرح هواجس "الأهالي والأطباء القلقين." وأنها لم تكن تعلم أن "ناشطية العابرين/ات" تحرّم النقاشات، وأنها ستواصل "الدفاع عن حقوق العابرين/ات"37. فالمناهج النقدية للجندر تطرح مسألة تفكيك الجنس البيولوجي وثنائيته من قبل سياسة العابرين/ات والكوير. تزعم أوزنور"" لماذا ينبغي إنكار الجنس البيولوجي، إنكار التطور، محو "الأنثى" لحماية الحقوق؟ هذا هو السؤال الفعلي. الناشطية التي أدت إلى هذا تتحمل المسؤولية. هذا سيطارد العابرات والنساء في المقام الأول38. وقد ردت دنيز عبر منشور آخر: "نفهم أهمية التأكيد على أجساد النساء لأنها تعاني من التشييء والتحقير، لكن ما لا يُفهم هو حصر الأنوثة والنسوّية بأجساد النساء"39. وقد سعى الكثير من الناشطين/ات الكويريات/ين إلى التشديد على أنّ النسوّية يجب ألا تكون حصرًا على النساء المتوافقات الجندر. يبدو أنّ بعض "النسوّيات ذات النظرة الناقدة للجندر" غافلات عن استخدامهنّ المراجع والخطابات ذاتها القائمة على نظام ثنائية الجندر الذي هو أصلًا الدافع لانبثاق الحركة النسوّية.
في الوقت ذاته، تعرف أوزنور الأجساد "كحب المصير"40. وقد كتبت حوارًا متخيلًأ بينها وبين طقلتها، زعمت فيه
"الجسد هو الأساس والحقيقة ومصيرك، مثله مثل مكان ولادتك، مثلك. حب المصير. عليك أن تحبيه. قضيبًا أم لحية لا يجعلانك رجلًا؛ فلا ينقصك شيئ في النهاية. أما إذا قررت غير ذلك، بالطبع، سنرى عندما تبلغين 16-17، لكن لا تفعلي ذلك فقط لتكوني "رجل". "ماهيتك" ليست بنيتك التشريحية.41
هذا الخطاب البيولوجي يعيد تعزيز النظم الجندرية الثنائية، كما أنه يشير إلى فكرة أن مهما حاول المرء تغيير جسده، فهو/ي لن يستطيع. تتجاهل أوزنور السرديات العابرة حول الجسد برمتها، وتتناسى أن الضوابط والقوانين التي تستعين بحجة "البنية التشريحية" تشكل جزءًا صغيرًأ من صراع العابرين/ات. هذا الخطاب قائم على التقييد البيولوجي كقول: أن يصبح الشخص "إمرأةً مكتملة الجسد" أو رجلًا مكتمل الجسد هو من ضروب الخيال، وهمٌ يصرّ الكويريات/ين على الإيمان به.
على نحو مشابه لزينب، صرحت أوزنور:
مؤخرًا، ازدادت بشكل كبير "ملاحقة عبارات الرهاب"، التي تستهدف، وتقوم بالهجوم السيبرياني على الأكاديميات النسويات، خاصة اللواتي لهن ظهور على وسائل التواصل الاجتماعي، الحليفات، و"المعتدلات"، وفقًا لتعريفهن عن ذواتهن، إنما يتم إعتبارهن وحيدات وساذجات. بالطبع، هذه الهجمات تهدف إلى النيل من النسويات الراديكاليات. 42
كما أنها، توجهت إلى تلك المنشورات الغاضبة من قبل ناشطين/ات كويريين/ات، بينما نصحت الجميع بتبني "لغة سياسية تحويلية وتوكيدية ومقاربة تتيح تعزيز بناء التحالفات"43 وشددت على أن "جميعنا مسؤولون/ات بكل إمكانياتنا لتجنب السلوكيات العدائية والتي تتناقض مع روحية التضامن، وثقافة الاغتيال من التواجد في سياساتنا".44
عّلق/ت في هذا السياق المحامي/ة والناشط/ة الكويري/ة، إيرين، أنّ نداءَ نسوّيات الاستثناء بالتعاطف والحوار هو من باب "هشاشة الأشخاص البيض المتوافقي الجندر":
في إطار صراعنا مع أشكال رُهاب العابرين/ات، ومع نسوّيات الاستثناء، يؤسفني أن أقول لطاقم البيض المتوافقي الجندر وبعض النسوّيات: تثابرون على محو ما كتبه ناشطون/ات كويريون/ات بالخطوط العريضة وتزعمون أنّ "الناشطين/ات الكويريين/ات يغتالون رأي الآخرين". هذه هي هشاشة البيض.
أشار الكثير من الأكاديميين/ات والناشطين/ات الكويريين/ات إلى غضب العابرين/ات وصوابه في إطار الكفاح ضد التوجّهات المستثنية للعابرات/ين. كتب/ت الناشط/ة الكويري/ة، جوين، على وسائل التواصل الاجتماعية، رسالةً تشدّد على امتياز الأشخاص البيض المتوافقي الجندر:
علَت أصوات العابرات/ين اعتراضًا على بعض الحجج التي لا معنى لها مثل: "مُثبِطات الهرمونات قد تكون مضرّة"، أو "يجب أن يحبّ الأطفال العابرون/ات أجسادهم/ن"، أو "النساء العابرات قد يتصرّفن بذكورية بما أنهنّ قد اختبرنها". فوجّه حزبُ النسوّيات المتوافقات الجندر الاتهام للكويريين/ات لاعتمادهم/ن خطاب الغضب، وقد انطلت هذه الحيلة على البعض من الكويريين/ات. يجب أن تدَعوا النساء العابرات تعبرنّ عن غضبهنّ، شئتم أم أبيتم. القرار في هذا الشأن ليس لكم. إنّ اقتراحات النسوّيات المتوافقات الجندر لمقاربة المسألة بشكل فلسفيّ، أو دعوة الناس إلى احتساء كوب من القهوة لمناقشة المسألة، أو اقتراح الكفّ عن إثارة الموضوع على وسائل التواصل الاجتماعية، ووقف الاتهامات برهاب العبور، وما شاكل، كلّها دلالات على امتياز الأشخاص البيض المتوافقي الجندر، وما هي إلا نوع آخر من ممارسات الشرح الرجوليّ.45
في الفترة ذاتها، زعمت أوزنور أن النقاشات حول النسويات المستثنيات هو "نقاش خاص بسياق أوروبا وأميركا الشمالية ولا يعكس الوضع في بلدنا"46. ردًا على ذلك، صرّح/ت الناشط/ة الصحفي/ة الكويري/ة، هازيران، على تويتر بما يلي:
في الملخّص، وبعكس ما كتبته هايل47، النقاشات حول شملِ العابرات/ين ليست مستوردة من الغرب. جاء هذا نتيجةً لتصاعد تأثير السياسات اليمينية في الغرب. نرى آثار سياسات اليمين هذه في تركيا عند اليسار المصاب برُهاب الأجانب، كما عند النسوّية الراديكالية المُستثنية للعابرات/ين.48
إنّ جوهر كلام هازيران هو تذكيرنا بضرورة أن تتنظّم النسوّيات الشاملات للعابرات/ين، إلى جانب الليبراليين واليساريين، لمكافحة المدّ المتصاعد لسياسات اليمين. وهذا الأمر ما زال غائبًا عن الساحة التركية بالنسبة لمسألة نسوّيات الاستثناء. قام/ت الناشط/ة الفنان/ة الكويري/ة، إيريس، وهو/ي أيضًا ذات شهرة على وسائل التواصل الاجتماعية، بنشر نصٍ طويل عن امتيازات متوافقات/ي الجندر، وما يلي أمثلة عنها:49
ألّا يضطر الإنسان إلى مواجهة نظرة الرُهاب في بحثه عن وظيفة، أن يسهل وصوله إلى الخدمات الصحيّة والتربوية، ويتقاضى معدّل الأجور كالآخرين، ألّا يُدفَع إلى الصدمة النفسية لأنّه وُلِد في ٍجسدٍ لا يناسبه، ألّا يضطرّ إلى إثبات كونِه إمرأةً في المستشفيات، أن يتمكّن من الحصول على منصب في المؤسسات الأكاديمية.
وعلى إثر هذا المنشور، قام الكثير من الناشطات/ين العابرات/ين والكويريين/ات بتسليط الضوء على غياب الأكاديميات/ين العابرين/ين عن المؤسسات الأكاديمية في مجاليْ دراسات النسوّية ودراسات الجندر لدواعٍ اجتماعية واقتصادية، ما يُجبر كثيرون على اللجوء إلى أنواع العمل غير المستقر (مثل العمل في مجال الجنس أو في قطاع الخدمات، أو العمل الحرّ). إنّ "القدرة على الظهور بالمظهر المعتاد" (أيّ المظهر المتوافق الجندر أو المؤاتي للجمال المعياري) هي ما يحدّد كيف سيتمّ التعامل مع الشخص المعني في المواقف الاجتماعية. لو كان للأشخاص العابرين امتيازَ مصارحة عائلاتهم والشعور بالتقبّل والدعم من قبلها، لكان وضعهم أفضل من الأشخاص العابرين الذين يضطرّون إلى الهروب من عائلاتهم وإلى إعالة أنفسهم/ن، لا سيّما أنّ عملية العبور كلّها مشروطة بالدعم المادّي (من الجراحة إلى العلاج بالهرمونات).50 كما أنّ هذا الأمر يحدّد قدرة العابر/ة على دفع تكاليف التحصيل العملي، فمن يضطرّ إلى إعالة نفسه قد لا يتمكّن من الوصول إلى مرحلة التعليم الجامعي. يمكن القول إذًا إنّ الكثير من الناشطات/ين الكويريين/ات ممن تصدّوا لنسوّيات الاستثناء كنّ/كانوا أصلًا في مواقع إمتيازية، إذ أنهنّ/م من الواصلين إلى الإطار المؤسساتي، والقادرين على قراءة النصوص بالإنجليزية، ومن المطّلعين على الكتابات حول النظرية الكويرية.
إنّ التمكّن من الحصول على التعليم الأكاديمي أو من الاطلاع على مراجعه هو ما يحدّد موقع الشخص ومدى بروزه في هذا النقاش خصوصًا، كما من شأنه تحديد مدى الانخراط في العمل الناشطي بشكلٍ عامّ. نجد في إطار هذه المناقشات على وسائل التواصل الاجتماعية، أعدادًا كبيرة من الناس التي لم تعبّر عن رأيها الصريح علنًا، ما أدّى إلى غياب كليّ لموقفها، وذلك ينطبق تمامًا على الرجال العابرين. فمع أنّ هذا النقاش يعنيهم كما الباقين، عبّر كثيرون منهم عن شعورهم بأنه تمّ استثناءهم بسبب التركيز الدائم على النسوّية، وخصائص المرأة، والنساء العابرات. وعليه، يجدر بنا أن نكون متيقظين دومًا لمعالم الامتياز المتغيّرة ولسياقاته المتنوعة.
قام/ت الناشط/ة الكويري/ة، بيرين، الذي/التي نشط/ت بشكلٍ كبير منذ بداية تصاعد الأحداث، بالتشديد على القواعد الأكاديمية وأهمية أخذها بالاعتبار بدلًا من التكوين الأكاديمي ككلّ:
إن تصرَّفَ/ت لغويون/ات أتراك بشكلٍ غير صائب سياسيًا في عملهم على اللغويات الكردية، إن تصرَّفَ/ت خبراء/خبيرات بيض مختصّين/ات بالهندسة الوراثية بشكلٍ غير صائب سياسيًا في عملهم مع أشخاص سود، إن قام أشخاصٌ متوافقو الجندر بطرح حجج غير مقبولة عن الهويات العابرة، فيكون حينئذٍ قد تمّ خرق القواعد الأكاديمية: تحيّز الباحث يشكّل تلاعباً بالدراسة. لذا، لعلّه يجدر ربط الإنتاج المعرفيّ الممكن إثباته بالقواعد الأكاديمية بدلًا من الحرّية الأكاديمية...
شكّل هذا النقاش، بالنسبة للكثير من نسويّات/ي التقاطعيّة الكويريات، مساحةً أخرى للتضامن مع النساء العابرات ودعم حقوقهنّ في الأوساط التي تطغى عليها المغايرة الجنسية، الأمر الذي تشير إليه هازيران في ما يلي:
بصفتنا نسوّيات/ون في مواجهة النسوّيات الراديكاليات المُستثنيات للعابرات/ين والنسوّيات الراديكاليات المُستثنيات للعاملات/ين في مجال الجنس،51 رسالتنا المشتركة الأهمّ هي التالية: يحقّ للعاملات/ين في مجال الجنس الحقوق ذاتها والأمن ذاته كباقي العمّال، وللنساء العابرات الحقوق ذاتها والأمن ذاته كالنساء المتوافقات الجندر. بهذه الطريقة يمكننا حماية هؤلاء الأشخاص الذين يُدفعون إلى عالم الجريمة. يفيض التاريخ بآلاف الأمثلة عن نتيجة تجاهل الاختلافات والحاجات المختلفة بين الناس، وقد برزت نساء الطبقة العليا، البيض، المتوافقات الجندر، المغايرات جنسيًا، ذوات الامتيازات، وسجّلن إنجازات أكبر فأكبر في كلٍّ منها. هذه هي الليبرالية.52
ألّا يضطرّ الشخص إلى التفكير بموقعيّته أمرٌ يعني أنّه في موقع امتيازي ويأتي تماشيًا مع الأوساط الاجتماعية النيوليبرالية حيث يخدم كلّ شخص مصالحه الخاصّة. يعتبر الكثير من الناشطات/ين الكويريات/ين، اللواتي/اللذين وقفوا في مواجهة نسوّيات الاستثناء، أنّ هذا الصراع يساعد في تشكيل كتلة مناهضة للنيوليبرالية.
صدرت تصريحات، بعد حلقة الحوار الثانية، عن عدد كبير من جمعيات الميم+ ونوادي الميم+ الجامعية، تدعم النساء العابرات والكويريات ("إيركتوليا" Erktolia، و"أودتو أل جي بي تي" ODTÜ LGBT، و"كاووس جي أل" Kaos GL، و"سبود" Spod53، و"لامبداسطنبول" Lambdaistanbul). أمّا التصريح الصادر مؤخرًا عن نقابة المحامين في أنقرة فهو لم يكن متوقعًا،54 إذ لم يكن أحدٌ من الناشطات والناشطين يظن أنّ نقابة المحامين مهتمة بقضايا مجتمع الميم.
الخاتمة
تركَّز العمل الناشطيّ في تركيا في القدرة على التناقش حول مسائل معيّنة على وسائل التواصل الاجتماعية، وذلك بعد أنّ تمّ حظر التجمّعات في المناسبات، لا سيّما في السنوات الخمس الماضية. إنّ الكثير من الناشطات/ين الشاهدات/ين على تراكم التعقيدات حول المسألة، وأنا من ضمنهم، فضّلنّ/وا الاجتماعات وجهًا لوجه لأنّ مناقشة مسائل مهمّة كهذه على وسائل التواصل الاجتماعية فيها قيود معيّنة. ومع أنّ ذلك لم يحصل في تلك الأيام، اجتمعت منظمات نسوّية ومنظمات كويرية، حينما كانت هذه المقالة قيد التحرير، لتشكيل شبكات تضامن قائمة على النسوّية الشاملة للعابرات بالإضافة إلى مكافحة القمع الذي تمارسه الدولة.55 يمكن القول إذًا إنّ تبعات المناقشات على وسائل التواصل الاجتماعية لم تكن كلّها سيئة.
سعت الكثيرات من النسوّيات المتوافقات الجندر إلى الدفاع عن أنفسهنّ بالقول إنّ مبدأ النسوّية الراديكالية المُستثنية للعابرات ليس محليًا ولا يتناسب مع "ثقافتنا"، والنقاش حوله مستورد من الخارج. أذكّر هنا، كما فعلت سابقًا في إطار النقاش حول "من يُعتبَر نسوّيةً/ًا"، أنّ هذه المسألة ليست جديدة في مجتمع النسوّية والكويرية والعابرات/ين، لا بل لها تاريخ طويل الأمد لا يزال ينتظر حلًا. تمّ انتقاد الأكاديميات النسوّيات المتوافقات الجندر في اسطنبول، كما في السياقات الإنجليزية الأميركية، بفعل تقاعسهنّ عن التطرّق إلى التراتبيات، وبعض الامتيازات المُجسَّدة، والطبقة الاجتماعية، في خلال النقاش الدائر حول النسوّية الراديكالية المستثنية للعابرات/ين.
لقد تمّ تجاهل الأشخاص العابرين من قبل الجهات التنظيمية القادرة على الحؤول دون المواجهات العنيفة، ومن قبل نظرائهم/ن من النسوّيات المتوافقات الجندر ومن المثليين والمثليات ومزدوجي/ات الميل الجنسي. وهذا ما أدّى سنة 2007 إلى نشوء مجموعات ناشطة ذاتية التنظيم للعابرات/ين. يمكن القول إذًا إنّه ما من جديد في هذه الحجج ولا في موقف النسوّيات المتوافقات الجندر المناهض للعابرات. يصعب عليّ أن أفهم كيف يعجز البعض عن رؤية القواسم المشتركة بين قضايا النساء وقضايا الكويريات/ين والعابرات/ين، فهي قضايا تنتج عن عالمٍ تطغى عليه السلطة الأبويّة ومعيارية المغايرة الجنسية. بما أنّ النساء العابرات تُعامَل كما تُعامَل النساء، فمن المفترض بالنساء المتوافقات الجندر أن تعين تمامًا ما قد تتعرّض له العابرات من كراهية للنساء، وعنف، وتحرّش، وضغوطات.
تجدر الإشارة هنا إلى غياب الرجال العابرين عن هذا النقاش، وأظنّ أنّ ذلك يشكّل مادة أخرى مثيرة للاهتمام ومحفوفة بالتحديات للدراسة مستقبليًا. صارحني الكثير من الرجال العابرين، في إطار محادثات شخصية، بإحباطهم الناتج عن التركيز الدائم على ذاتية النساء العابرات. فبما أنّ النقاش تمحور حول "الامتياز الذكوري للنساء العابرات" و"احتمال قيامهن بالاعتداءات في الأوساط النسوّية"، بدا وكأنّه يتمّ تجاهل الرجال العابرين على أساس "خصائصهم البيولوجية".
يقوم المسعى المعاصر الأساسي للحركة النسائية على المطالبة بحقوق النفقة وحقوق الإجهاض، وفي المقابل يتصارع الناشطين/ات الكويريين/ات مع تنظيمات الدولة المشدَّدة لعمليات العبور والجراحات الإجبارية. من المهمّ جدًا إذًا الاستناد إلى تقاطعيّة أشكال التمييز في إطار السعي الجدّي نحو شمولية أكثر في العمل الناشطي النسوّي. طالما أنّ النضال النسوّي ونضال الميم+ موجَّهان ضد الضغط الاجتماعي والتصنيف المتعنّت للجندر، فلا بدّ أن يجد الطرفان سبلًا لبناء التضامن من خلال القواسم المشتركة. في عالمٍ يعجز عن كسر التطبيع القائم حول التحيّز للتوافق الجنسي ورُهاب العابرين/ات، لا أحد من كليْ الطرفيْن محميّ من القرارات القهرية لسلطات الدولة التي تتجاهل مجتمع النساء ومجتمع الميم+. يجدر بالناشطات/ين من الطرفيْن أن يتمكّن/وا من التمعّن في الموقعيّات والإيجابيّات والسلبيّات على أصعدة مختلفة، بشكلٍ أكثر مما هو معتاد حاليًا، لأنّ هذه النقاط ليس لها مواقع جامدة. فإن اعتبرنا أنّ الجندر طيفيّ، يكون لكلّ شخص في هذا الطيف إيجابيات وسلبيات معيّنة إعتمادًا على موقعيّة الشخص. دعونا لا ننسى في هذا السياق أنّ القدرة على تجنّب التفكير في الامتياز، أو تجنّب التكلّم عنه، هي في حدّ ذاتها امتيازية وتعكس موقعًا إمتيازيًا.
في الختام أقول إنّي أرى النسوّية الكويرية كرقصة تناغم يتقارب فيها الراقصون/ات حينًا ويتباعدون حينًا آخر. وهي تعني أن يتيح كلُّ طرفٍ للآخر المساحةَ اللازمة للتشارك، وخوض التجارب، والفشل، وهزّ مُسلَّمات النسوّية عبر التجلّيات الدائمة التغيّر والمتضاربة للكويريين/ات. النسوّية الكويرية هي أيضًا سعيٌ مستمر لتشكيل التحالفات وبناء أشكال مختلفة من التضامن. بعد إطلاعي على التحالفات بين الحركة النسوّية وحركة الكويريين/ات صرت أعي مشقّة العمل على تحقيق إنجازات كهذه، فهي تتطلّب الوقت، والتفكير الذاتي المتمعّن، والانفتاح للحوار، والقدرة على رؤية القواسم المشتركة.
- 1. علي غول أريكان، كان ناشطًا نسوّيًا عابرًا توفيّ نتيجة سرطان المبيض عام 2013. شارك في الانتاجات الوثائقية وكتب مقالات في مجلة "أمارغي"، ساعيًا لتسليط الضوء على الأشخاص العابرين.
- 2. أنهيت تحرير هذه الدراسة في نيسان/أبريل 2020. ولذلك لم أتطرق هنا إلى النزاعات والسجالات التي جرت إلكترونيًا من 22 إلى 28 حزيران/يونيو 2020 ضمن أسبوع فخر مجتمع الميم في أسطنبول.في خلال فترة انتخاب الفائز بجائزة "البندورة المعدّلة وراثيًا" (Genetically Mutated Tomato Awards)، تمّ ترشيح عدد من الأكاديميين النسوّيين المتوافقي الجندر في 24 حزيران/يونيو نتيجة تعليقاتهم المترسّخة في رُهاب العابرين ضمن المناقشات على تويتر من أيلول/سبتمبر 2018 إلى آب/أغسطس 2019، وأقوم هنا بالتطرّق لبعضٍ من هذه التعليقات. إلا أنّ الفوز لم يكن من نصيب أيٍّ منهم بما أنّ ج. ك. رولينغ تغلّبت على الجميع بتصريحاتها مؤخرًا عن الأجساد العابرة.
- 3. وثيقة الاعتراف بالجندر في المملكة المتحدة أيلول 2018: https://time.com/5891598/gender-recognition-act-reform-uk/
- 4. لقد تطرّق النسويون المتوافقو الجندر المذكورون إلى هذا الموضوع مرارًا وتكرارًا بالإشارة إلى "الكتابات عن العدول"، والعدول يشير إلى "الندم على عملية العبور" أو "العبور العكسي".
- 5. قام البعض من هؤلاء الأكاديميين المتوافقي الجندر بترجمة مراجع من المملكة المتحدة ونشرها على مدوّنة "ترجمات من حول العالم" Translations from the World [دنيادان سيفيري] [Dünyadan Çeviri]
- 6. أفضّل استخدام مصطلح الميم+ (LGBTI+) لأنّه يشمل العابرات/ين، وغير الثنائيين، الكويريات/ين والجندر، واللاجنسيين، وذلك بالتوافق مع منظمة "سبود" SPoD وهي منظمة غير حكومية في إسطنبول تُعنى بشؤون مجتمع الميم+. أستخدم عبارة "الناشطين/ات الكويريين/ات" للدلالة على الجماعات التي تشمل هويات مجتمع الميم+ وحلفائه، ومن ضمنهم النسوّيات المتوافقي الجندر الشاملات لمجتمع الميم+.
- 7. https://www.gazetepatika11.com/kaos-gl-trans-kadinlarin-cinsiyetlerini-sorgulamak-kadin- dusmanligidir-nefrettir-44011.html (تّم الاطلاع في 29 آذار/مارس 2019).
- 8. https://twitter.com/irismozalar/status/1159367291869499392?fbclid=IwAR3H1u12Li-Ck-srfMs1rw_n5cnMDqa_qsPe1EZghgyLGPQrAWDG0hwwl1M (تمّ الإطلاع في 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2020).
- 9. لا تحظى هويات مجتمع الميم+ في تركيا بتشريعات خاصّة بقضاياها، مثل قوانين تُعنى بجرائم الكراهية، وبالمساواة في الزواج وفي العمل، ومناهضة التمييز، أو قوانين حول العلاج ببدائل الهرمونات والعمليات الجراحية للعبور الجنسي. ولذلك، المناقشات المذكورة أعلاه حول العلاج بالهرمونات لا تعكس ضرورات النشاط المعني بحقوق مجتمع الميم+ في تركيا.
- 10. النسوّيات الراديكاليات المستثنيات للعابرات/ين هم مجموعة نسوّيات راديكاليات يرفضن شمل الهويات العابرة ضمن النشاط النسوّي لاعتبارهن أنّ الأشخاص العابرين لم يختبروا النظام الأبوّي كما اختبرته النسوّيات المتوافقات الجندر.
- 11. https://www.catlakzemin.com/17-mayis-1987-dayaga-karsi-dayanisma-yuruyusu/ (تمّ الاطلاع في 7 تشرين الثاني/نوفمبر2020).
- 12. في تسعينيات القرن الماضي، واجه الأشخاص العابرون، لا سيّما عمّال وعاملات الجنس العابرين والعابرات، وحشية وعنف في تعامل شرطة منطقة بيوغلو معهم. تمّ تنظيم هذا الإضراب عن الطعام للإضاءة على العنف ضد المحتجزين لدى الشرطة والتعرّض لهم بالضرب، وغيره. يُعتبَر هذا الحدث بداية صراع مجتمع الميم+ في تركيا، وذلك وفقًا لبعض المراجع وكما يقترح "سيتين" (2015).
- 13. EHP LGBTT هي منظمة فرعية ضمن مجموعة يساريّة.
- 14. Lambdaistanbul هي منظمة غير حكومية لمجتمع الميم+ ناشطة منذ سنة 2006.
- 15. (T)Istanbul LGBT أسستها ناشطات عابرات سنة 2007.
- 16. Lez-Bi-Fem ركّز هذا التجمُّع على قضايا الإفصاح عن الميول الجنسية وقضايا الجنسانية الخاصة بالمثليات ومزدوجات الميل الجنسي، وهدفه تعزيز حضور المثليات ومزدوجات الميل الجنسي في ساحات العمل الناشطي وتسليط الضوء على قضاياهم. https://www.facebook.com/lbfem
- 17. Amargi صدرت هذه المجلة النسوّية من 2006 إلى 2015 وأتاحت مناقشة قضايا مجتمع الميم والنسوّية العابرة بفضل حلفاء ناشطات/ين عابرات/ين أفصحنّ/وا عن هويتهنّ/م الجندرية في سنوات عقد 2010. باتت هذه المجلة المساحة المرجعيّة لشمل ذاتيّات العابرات/ين ضمن الحركة النسوّية.
- 18. التجمُّع النسوّي الاشتراكي (SFK) Sosyalist Feminist Kolektif أصدر مجلة فصليّة Feminist Politika من 2008 إلى 2015.
- 19. https://ilkha.com/guncel/aile-meclisinden-bakan-soyluya-escinsel-orgutler-hakkinda-talep-104584 (تمّ الاطلاع في 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2020).
- 20. http://bianet.org/bianet/print/215449-kadin-cinayetlerini-onle-cagrisi-yapan-kadinlara-para-cezasi(تمّ الاطلاع في 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2020).
- 21. https://tr.sputniknews.com/turkiye/202003081041555982-istanbulda-8-mart-valilik-yasagina-ragmen-kadinlar-feminist-gece-yuruyusu-icin-toplaniyor/ (تمّ الاطلاع في 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2020).
- 22. اليوم الدولي للقضاء على العنف ضدّ المرأة
- 23. إنّ النسوّية العابرة التي يُشار إليها مرارًا في حلقات الحوار هذه هي النسوّية التي تشمل الأشخاص العابرين والمجموعات الناشطة النسويّة (من الكويرين/ات ومتوافقات/ي الجندر) الحليفة التي تعمل على سياسات تحالفية بين النسوّية وحركة العابرات الناشئة.
- 24. يشير كذلك عدد من النسوّيات الكويريات إلى مسألة الطبقة الاجتماعية في إطار النشاط النسوّي، وهنّ تعتبرن أنّ هذا الإطار يتضمن "إمتيازات الطبقة الوسطى والجميع مشارك فيها ولا أحد مستعدّ للغوص في مناقشتها" (غولكان وأليغول 2012، ص.287). الأمر الذي تمّت أيضًا الإشارة إليه في دراسة سيرمان (1988) ودراسة تيكيلي (1992).
- 25. https://dunyadanceviri.wordpress.com/2018/10/13/britanyali-kadinlar-cinsiyetin-taninmasi-kanununda-yapilmasi-ongorulen-degisikligi-tartisiyor-michele-moore/
- 26. "أظنّ أنّ معظم من لديهم أولاد مراهقون في يومنا هذا قد سمعوا عن طفل/ة عابر/ة... يوجد طفل/ة عابر/ة في كلّ مدرسة وكلّ صفّ. تدفعني هذه الأعداد المتزايدة إلى طرح أسئلة جدّية، فهل في تعريف الذات كعابر/ة أيّ مصداقية أم أنّها حالة عدوى اجتماعية، لا سيّما أنّ الأطفال يعرّفون ذاتهم كعابرين/ات ضمن المجموعات والتكتلات القائمة على الصداقة. لهذا أنا أفكر في إحتمال وجود عامل العدوى الاجتماعية..." (مور 2018).
- 27. "بعد بضع سنوات من صدور ذاك الكتاب ["الأطفال والصغار العابرين/ات"Transgender Children and Young People: Born in Your Own Body] حصل ارتفاع بنسبة 4500 في المئة لدى البنات المعرّفات ذاتهنّ كعابرات/ين في عقدنا الحالي" (مور 2018).
- 28. "عندما يعلن الطفل عن تعريف ذاته كعابر/ة، سرعان ما يجد نفسه على درب العلاج الطبّي حيث يتضاءل احتمال الرجوع أو تغيير الرأي. وذلك لأنّ الاقتناع بفكرة تعريف الذات قد جعل أيّ نوع من أنواع الدعم الممكن تقديمه موازيًا لعلاج العبور" (مور 2018).
- 29. "يصلني خبرٌ بعد الآخر عن مدارس تبدأ عبور الطفل من دون موافقة الأهل، وذلك على ما يبدو يأتي بالتوافق مع إرشادات المنظمات مثل "ستونوال" و"مرميدز" و"جندرد إنتلجنس" التي تؤثّر على المدارس، وهي الإرشادات التي تزعم أنّ خصوصية الطفل تأتي في المقام الأوّل ولذا يجب ألا يتمّ إعلام الأهل بأن طفلهم يعرّف ذاته كعابر/ة" (مور 2018).
- 30. الاقتباس منقول عن منشور على الفايسبوك، لكن لن ننشره للحفاظ على مجهولية الكاتبات الأسايات وفقًا لطلبهن.
- 31. المرجع ذاته
- 32. غياب العلاج الهرموني هو الغزوي لا بل قد يكون مميتًا للبنات والصبيان (العابرات/ين). فتحديد السّن الأدنى بـ 18+ يؤدي إلى سوء استخدام الهرمونات من قبل الأطفال. العلاج الذاتي بالهرمونات، نظرًا لتوفّر مصادره، هو الخطر الغزوي. العلاج (بالهرمونات) حقّ.
- 33. https://twitter.com/oznurkarakas/status/1051932940257677317 (تمّ الإطلاع في 16 شباط/فبراير 2020).
- 34. أكاديمية نسوّية متوافقة الجندر عبّرت عن مواقف مستثنية للعابرات/ين ضمن المناقشات على وسائل التواصل الاجتماعية.
- 35. https://zeynepdirek.wordpress.com/2019/08/08/472/?fbclid=IwAR30Hp3VBIrV0fXm1xKBPo_j6N8-dhVmcMVfAN5xf3uJlOLo5GZV-Xpl8ns (تمّ الإطلاع في 15 تشرينالثاني/نوفمبر 2019).
- 36. https://www.gazeteduvar.com.tr/forum/2019/08/12/hinc-ve-linc-siyaseti?fbclid=IwAR1T0NrVcWX-ARp4G7qIoi59uGqsFZMMT_k9VMjA0GkR7TWix2MaTeqt5U (تمّ الإطلاع في 16 شباط/فبراير 2020).
- 37. هذه الاقتباسات منقولة عن منشورات على الفايسبوك وتويتر، لن نضيف الرابط هنا للحفاظ على مجهولية الكاتبات وفقًا لطلبهن.
- 38. هذه الاقتباسات منقولة عن منشورات على الفايسبوك وتويتر، لن نضيف الرابط هنا للحفاظ على مجهولية الكاتبات وفقًا لطلبهن.
- 39. Dişi beden dediğiniz şeyi içine sokulduğu abject yerden çıkarmak için olumlamak başka; kadınlığı, hatta feminist hareketi o bedene kilitlemek başka şey. ikincisini Trans ve queer dışlayıcı çeteler yapıyor.
- 40. حب المصير، تقبل القدر.
- 41. هذه الاقتباسات منقولة عن منشورات على الفايسبوك وتويتر، لن نضيف الرابط هنا للحفاظ على مجهولية الكاتبات وفقًا لطلبهن
- 42. https://www.gazeteduvar.com.tr/forum/2019/08/12/hinc-ve-linc-siyaseti
- 43. https://www.gazeteduvar.com.tr/forum/2019/08/12/hinc-ve-linc-siyaseti
- 44. https://www.gazeteduvar.com.tr/forum/2019/08/12/hinc-ve-linc-siyaseti
- 45. https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10157515985412498&set=a.87614047... (تمّ الإطلاع في 16 شباط/فبراير 2020).
- 46. هذه الاقتباسات منقولة عن منشورات على الفايسبوك وتويتر، لن نضيف الرابط هنا للحفاظ على مجهولية الكاتبات وفقًا لطلبهن
- 47. نسوية تتنج المعرفة في مجالات الجندر وحقوق الإنسان، وتترجم من الإنكليزية إلى التركية.
- 48. https://twitter.com/haziranduzkan/status/1164144418800246785 [Accessed 16 February 2020] kısaca özetlemem gerekirse, hale'nin yazdığının aksine bu terf kavgasında feminist siyasete batı'dan gelen "Trans kapsayıcılık tartışmaları" değil, batıda gelişen yeni sağcılıktır. bu sağcılığın izlerini solda mülteci düşmanlarında, feminizmde ise terflerde görüyoruz.
- 49. https://twitter.com/irismozalar/status/1159367291869499392?fbclid=IwAR3H1u12Li-Ck-srfMs1rw_n5cnMDqa_qsPe1EZghgyLGPQrAWDG0hwwl1M (تمّ الإطلاع في 16 شباط/فبراير 2020).
- 50. "كاووس جي أل" Kaos GL هي منظمة غير حكومية للميم+ في أنقرة، وقد نشرت مؤخرًا بحثًا متكاملًا عن أفراد مجتمع الميم+ لإي إطار الوظائف في تركيا. http://www.kaosgldernegi.org/publication_detail.php?id=292 (تمّ الإطلاع في 16 شباط/فبراير 2020).
- 51. كانت المجموعة النسوّية ذاتها، عند بداية تحرير هذه المقالة، تحاجج بأنّ "العمل في مجال الجنس يحوّل أجساد النساء إلى سلعة"، الأمر الذي اعتبره الكثير من الناشطات/ين الكويريات/ين مناهضًا للبورنوغرافيا ومناهضًا للممارسات الجنسية غير المألوفة. فعليًا، شكّل ذلك المرحلة الثانية المتوقّعة لالتقاء آراء المستثنيات للعابرات/ين (TERFs) والمستثنيات للعاملات/ين في مجال الجنس (SWERFs). لن أتمكّن من التوسّع حول هذه المسائل في إطار هذه المقالة. لكنّه من المهمّ هنا الإشارة إلى سهولة إلتقاء هذين الموقفيْن وكيف يتمّمان بعضهما البعض.
- 52. https://twitter.com/haziranduzkan/status/1178658923575943169(تمّ الإطلاع في 16 شباط/فبراير 2020).
- 53. http://spod.org.tr/TR/Detay/84/4/terf-tartismalarina-iliskin-aciklama?fbclid=IwAR1kSa60ipL8KCjtzMdPogREiNgLauaaeKpI3T2_LG-ofbpygYxuE_OqaPc (تمّ الإطلاع في 16 شباط/فبراير 2020).
- 54. https://www.kaosgl.org/haber/ankara-barosu-insan-haklari-korumasi-altinda-olan-cinsiyet-kimliklerine-hak-tartisma-konusu-edilemez (تمّ الإطلاع في 16 شباط/فبراير 2020).
- 55. https://www.kaosgl.org/haber/dayanisma-yasatir-yol-haritasini-belirledi?fbclid=IwAR2b40RlQyQVFhOY9ogKZhHJGewD6lB4-AFpoHkWZHc8itgHuT13tBixiNo (تمّ الإطلاع في 16 شباط/فبراير 2020).
تمّ تحرير ومراجعة هذه الورقة كاستجابة على مخاوف شخصين ذُكرا/تا في المقالة، إزاء استخدام منشورات من صفحتهن الشخصية على الفايسبوك، تويتر، ومدونات أخرى ذكرن فيها. تمحورت هذه المخاوف حول دقة الترجمة، الاختلافات اللغوية والسياقية، والنقاشات السياسية.
بعد أن تلقّينا هذه الهواجس، باشرنا بحذف الأجزاء حيث وردت تلك المنشورات والتغريدات والمقالات. ترجمت هذه الأجزاء نازين جزيري إلى الإنكليزية. بعد ذلك، تمّت مراجعتها وتحريرها من قبل مدققين/تين ذات خبرة في الترجمة الأكاديمية، من اللغة التركية إلى اللغة الإنكليزية، بيد أنهما لا يرغبان بالإفصاح عن هويتهما. وعليه، قمنا بتعديل النص عبر اقتباس مباشر للأجزاء المدققة.
نود أن نعلم قرّاءنا بأن قرارنا كان متمحورًا فقط حول التأكد من صحة الترجمة والحفاظ على الخصوصية، حتى لا نشوّه آراء وتحليلات الكاتب/ة. بالإضافة إلى ذلك، وبهدف ضمان الشفافية، قمنا بتجميع لائحة من التغريدات الأصلية، ومقتطفات من منشورات ومقالات باللغة التركية وترجمتها ووضعها في ملحق، ليتمكن القرّاء/ القارئات من الاطلاع عليها.
Ahıska, M., Sirman, N., & Savran, G. (2011). Feminizmin Öznesi Kimdir? In: Özdemir E., Bayraktar S. (eds.), İstanbul Amargi Feminizm Tartışmaları. [Online] İstanbul: Amargi Yayınevi, pp. 295-316. Available at: https://tr.boell.org/tr/2014/06/26/amargi-istanbul-feminizm-tartismalari-2011 [Accessed 7 November 2020]. Translation mine.
Arıkan, A. (2011). Amargi’deki Erkek. [Blog] Voltrans. Available at: http://vol-trans.blogspot.com/2011/04/amargideki-erkek.html [Accessed 10 November 2019]. Translation mine.
Ahmed, S., (2016) Affinity of Hammers. TSQ: Transgender Studies Quarterly, 3(1-2): pp. 22-34.
Başaran, Y. (2011). LGBT aktivizmi ve feminist mücadele. Feminist Politika, (10): pp. 22-23. Translation mine.
Birdal, M. S. (2014). Between the Universal and the Particular: The Politics of Recognition of LGBT Rights in Turkey. [Online] Available at: http://web.isanet.org/Web/Conferences/FLACSO-ISA%20BuenosAires%202014/Archive/8dac0474-e354-4970-ab17-e49d63c6c8bb.pdf [Accessed 7 November 2020]
Coşar, S. & Özkan-Kerestecioğlu, İ. (2016): Feminist Politics in Contemporary Turkey: Neoliberal Attacks, Feminist Claims to the Public. Journal of Women, Politics & Policy, 38(2): pp. 151-174.
Diner, Ç., Toktaş, Ş., (2010) Waves of feminism in Turkey: Kemalist, Islamist and Kurdish women's movements in an era of globalization. Journal of Balkan and Near Eastern Studies, 12(1): pp. 41-57.
Çetin, Z. (2015). Türkiye’de Queer Hareketinin Dinamiği. Heinrich Böll Stiftung Derneği Türkiye Temsilciliği. [Online] Available at: https://tr.boell.org/tr/2015/11/04/tuerkiyede-queer-hareketinin-dinamigi [Accessed 7 November 2020]. Translation mine.
Gülkan & Aligül. (2012). Transfeminizm. In: Özdemir E., Bayraktar S. (eds.), İstanbul Amargi Feminizm Tartışmaları. [Online] İstanbul: Amargi Yayınevi, pp. 253-294. Available at: https://tr.boell.org/tr/2014/06/26/amargi-feminizm-tartismalari-2012 [Accessed 7 November 2020]. Translation mine.
Işık, S. (2017). Transfeminizmin feminizmle ne ilgisi var? – Liberation Collective [Blog] Translation from the World [Dünyadan Çeviri]. Available at: https://dunyadanceviri.wordpress.com/2017/03/23/transfeminizmin-feminizmle-ne-ilgisi-var-liberation-collective/ [Accessed 7 November 2020]. Translation mine.
Karakuş, F., and Akkaya, G. (2011). 8 Mart. In: Özdemir E., Bayraktar S. (eds.), İstanbul Amargi Feminizm Tartışmaları. [Online] İstanbul: Amargi Yayınevi, pp. 55-84. Available at: https://tr.boell.org/tr/2014/06/26/amargi-istanbul-feminizm-tartismalari-2011 [Accessed 7 November 2020]. Translation mine.
Koyama, E., (2001) Transfeminist Manifesto. In: McCann, C., & Kim, S. K. (2017) (eds.), Feminist Theory Reader. NY: Routledge, pp. 263-280.
Koyama, E., (2006) Whose Feminism Is It Anyway? The unspoken racism of the trans inclusion debate. In: Stryker, S., & Whittle, S. (eds.), The Transgender Studies Reader. New York: Routledge.
Moore, M. (2018). A Woman's Place takes nerves of steel. YouTube. Available at: https://www.youtube.com/watch?v=ATNRbJW_JI8 [Accessed 8 November 2020].
Sirman, N. (1989). Feminism in Turkey: A Short History. New Perspectives on Turkey, (3): pp. 1-34.
Tekeli, Ş. (1992). Europe, European Feminism, and Women in Turkey. Women’s Studies International Forum, 15(1): pp. 139-143.
Tudor, A. (2019). Im/possibilities of refusing and choosing gender. Feminist Theory, 20(4): pp. 361-380.
Zengin, A. (2016). Mortal Life of Trans/Feminism Notes on “Gender Killings” in Turkey. TSQ: Transgender Studies Quarterly, 3(1-2): pp. 266-271.