“الغسيل الورديّ”: إستراتيجيّة إسرائيل الدوليّة وأجندتها الداخليّة
onedayillhaveahouseandaswing.jpg
خلال العقد الماضي، زاد النّشاط المثليّ النّسويّ الفلسطينيّ من رفع الوعي العامّ بشأن استخدام إسرائيل مفهوم "الغسيل الورديّ" (Pinkwashing) ومحاولاتها البائسة لمحاربة النّجاحات المتزايدة لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوباتBDS) ). ويُعتبر "الغسيل الورديّ" إستراتيجيّة متعمّدة تلجأ إليها الحكومة الإسرائيليّة، من خلال وزاراتها، سفاراتها، مؤسّساتها، وبترويج ودعم من المجتمع المثليّ الإسرائيليّ، لهدف استغلال موقف إسرائيل المتقدّم نسبيًّا في ما يتعلّق بحقوق المثليّين/ات وصرف الأنظار العالميّة عن الانتهاكات الفظّة التي ترتكبها إسرائيل في مجالي حقوق الإنسان والقوانين الدّوليّة بحقّ الفلسطينيين. أمّا الاستخدام السّاخر لحقوق المثليّين من قبل حكومة إسرائيل فغايته التّعتيم على حقيقة وجود الاحتلال وممارسات الفصل والتّمييز العنصريّ. لذا، يحثّ نشطاء حركة المقاطعة المثليّة الجماعات المثليّة العالميّة على المشاركة في التّضامن الفعّال مع الفلسطينيّين كلّهم وعدم حصر تضامنهم هذا بدعم الفلسطينيّين المثليّين فقط. بعبارة أخرى، ينظر النّشاط المثليّ النّسويّ الفلسطينيّ إلى حقوق الإنسان نظرةً شموليّة، ولذلك فهو يدعو إلى، ويحشد التّضامن العالميّ الفعّال في كلّ أنحاء فلسطين بصورة عامّة من خلال عدسة النّشاط المثليّ في السّياق الإسرائيليّ/الفلسطينيّ.
وبخصوص مفهوم "الغسيل الورديّ"، فإنّ النّشاط المثليّ الفلسطينيّ يستثمر جهوده في كشف النّقاب عن دعاية "الغسيل الورديّ" التي تهدف إلى رسم صورة زائفة لإسرائيل كدولة ديمقراطيّة، متحرّرة وداعمة نسبيًّا لحقوق المثليّين/ات. فالاستخدام الإسرائيليّ لإستراتيجيّة "الغسيل الورديّ"، شأنه شأن استخدامها إستراتيجيّات أخرى من التّبييض (Whitewashing)، يسعى إلى صرف الأنظار العالميّة عن أنظمة الاحتلال والاستعمار والتّمييز العنصريّ المُوجّه ضدّ الفلسطينيّين. وقد تكمن خطورة هذه الإستراتيجيّة في أنّها تعمل على ترسيخ صورة عنصريّة وخاطئة عن الفلسطينيّين والعرب، من خلال وصفهم بالرّجعيّة والتّخلّف وكمَنْ يعانون من رهاب المثليّة.
في محاولة منها لتبييض صورتها وتشويه صورة العربيّ الفلسطينيّ، تلجأ إسرائيل إلى تلفيق الأكاذيب وابتداع الأساطير عن كيفيّة "إنقاذ" الفلسطينيّين من عائلاتهم ومجتمعاتهم الظّالمة التي يتفشّى فيها رهاب المثليّة الجنسيّة. أحدُ الأساليب التي تستخدمها إسرائيل منذ سنين في حملة "الغسيل الورديّ" يتجلّى في إنقاذ الفلسطينيّين من عائلاتهم ومجتمعاتهم وتوفير الحماية لهم في تل أبيب، واحة الحريّات لمثليّي الجنس. قد تكون تل أبيب جنّة بالنسبة إلى المواطنين الإسرائيليّين، أو حتّى بالنسبة إلى مئات الزّوّار الذين ينجذبون إلى السّياحة المثليّة فيها، لكنّ الحال ليست كذلك بالنّسبة إلى المثليّين الفلسطينيّين.
حين كنتُ في سنّ المراهقة أتساءل حول هُويّتي الجنسيّة، شعرتُ بالبُعْد والوَحْدة. كان الحديث عن الهُويّة الجنسيّة معدومًا حتّى بين الأخصّائيّين والمهنيّين في المدارس والمراكز الجماهيريّة. وفي حين تناول المستشارون وأخصّائيّو النّفس، في المدارس، مواضيع حسّاسة متعلّقة بالزّواج المبكّر والعنف الأسريّ والعنف في الشّوارع، إضافة إلى تعاطي المراهقين المخدّرات وغير ذلك، إلا أنّهم تجنّبوا تناول المواضيع المتعلّقة بالهُويّة والميول الجنسيّة والهُويّة الجندريّة. أمّا الأدب المثليّ فكان نادرًا في اللغة العربيّة، ولذا كنتُ في معظم الأوقات أقرأه بالعبريّة، والقراءة عن الميول الجنسيّة والهُويّة الجندريّة بلغة أجنبيّة هو، بحدّ ذاته، أمرٌ مثيرٌ للعزل.
حينها، كانت وسيلة التّواصل الوحيدة المتاحة أمامي عبارة عن خطّ دعمٍ تديره منظّمة إسرائيليّة. وبعد فترة من التّردّد، أجريتُ اتصالاً بخطّ الدّعم وقد حثّني الصّوت من الطّرف الآخر على الانتقال إلى تل أبيب. هناك، كما أكّد لي الصّوت، سأعيش حياتي حرّة كـ"مثليّة". وكانت تلك هي المرّة الأولى التي يصفني بها أحدٌ على هذا النّحو، حتّى قبل أن أتمكّن أنا من تحديد هُويّتي الجنسيّة.
هذه العقبة المقلقة، فكرة انتقالي إلى تل أبيب، ظلّتْ تراودني خلال سنتي الأخيرة في المدرسة، وبعد فترة وجيزة من تخرّجي التحقتُ بجامعة تل أبيب.
كان انتقالي إلى تل أبيب مفعمًا بالمشاعر والإثارة. هناك، كما خُيّل لي الأمر، سأستكشف هُويّتي الجنسيّة وسأعيش بحرّيّة من دون حاجة إلى الاختباء. انكشفتُ على الحياة المثليّة في تل أبيب في بداية التّسعينات من خلال المشهد المثليّ الإسرائيليّ، وتعرّفت على العديد من المثليّين الإسرائيليّين. لم يستغرق الأمر الكثير من الوقت لأدرك أنّهم كانوا يتقبّلون كوني مثليّة، في حين لم يكفّوا عن محاولة إخفاء، أو حتّى قمع، هُويّتي الفلسطينيّة. أكّدوا لي أنّني لا أشبه العرب في مظهري وحديثي، ولذا لا ضرورة لذكر جنسيّتي الفلسطينيّة في تل أبيب، حتمًا كي لا أسبّب "الإحراج" لهم. لكنّني خالفتهم الرّأي مؤكّدةً أنّ اسمي يدلّ بوضوح على هويّتي العربيّة، وهنا اقترح أصدقائي الإسرائيليّين تغيير اسمي لاسم إسرائيليّ.
عدتُ إلى المنزل وكان يتملّكني شعورٌ من الاشمئزاز بشأن فكرة "إعادة تسميتي" من قبل المستعمرين لأناسب تعريفهم لفئة المثليّة، وكي لا أهين حساسيّتهم العرقيّة! لطالما كنتُ فلسطينيّة عربيّة وقد بدأتُ للتوّ أتساءل عن هُويّتي الجنسيّة. أتيتُ إلى تل أبيب لأكون من أنا، ولكنّ الأمر واضح: مرحّبٌ بي في تل أبيب لكوني "مثليّة"، وليس لكوني فلسطينيّة. ففي عالمهم الذي يدّعي "الحرّيّات" و"الحقوق" لا مكان لهويّتي الفلسطينيّة. ووقع الاختيار بين كوني "مثليّة" وكوني فلسطينيّة، لكنّ التّخلي عن جزء منّي، أي عن هويّتي العضويّة، أمرٌ من المستحيل تحمّله. لم ألقَ يومًا رفضًا من هذا القبيل، ولم أواجه قطّ محاولة من هذا النّوع تنفي قطعًا جزءًا أساسيًّا من هويّتي. وقد جعلتني فكرة إقصائي أشعر بالاشمئزاز من المجتمع المثليّ الإسرائيليّ.
في نهاية العامّ الدّراسيّ الأوّل في الجامعة، وضّبْتُ أمتعتي وغادرتُ تل أبيب من دون وداعِ أيّ من أصدقائي ومعارفي، مصمّمة على عدم العودة أو حتى النّظر إلى الوراء.
تمامًا كما ذلك الصّوت المجهول على خطّ الدّعم، أجبرني الإسرائيليّون، الذين حاولوا "إنقاذي" و"حثّي"، على الانخراط في معاييرهم. لم أشعرْ قطّ بالانتماء إلى تلك الهُويّة أو إلى نمط العيش ذاك، وأهمّ ما في الأمر أنّني لم أرغب في الانتماء لفئة ترفض نضالي السّياسيّ.
بعد مغادرتي تل أبيب، بدأتُ أربطُ بين المثليّة و"اليهوديّة" وحتّى بين "الصّهيونيّة" في وجه كوني فلسطينيّة. استغرق الأمر سنوات عديدة لإعادة التّوافق بين ميولي المثليّة وبين جنسيّتي الفلسطينيّة. في ذلك الوقت، لم يكن مصطلح "الغسيل الورديّ" معرّفًا بعد في السّياق الفلسطينيّ، ولكنّ الممارسة كانت واسعة النّطاق. فالخروج من "الخزانة" كان قد اعتُبر أوج الحضاريّة بالنسبة إلى الفلسطينيّين المثليّين. وتضمّن إعلان ميولهم الجنسيّة تخلّيهم عن هويّتهم العربيّة الفلسطينيّة.
أتيتُ إلى "أصوات - نساء فلسطينيّات مثليّات" عام 2008. كنتُ حينها ناشطةً نسويّة في حملة المقاطعة، وقدّمت "أصوات" لي الفرصة التي كنتُ أبحثُ عنها طوال تلك السّنوات. ففي "أصوات" وجدتُ مجموعة نسويّة ملتزمة بربط النِّضالات من أجل الحرّيّات الجنسيّة والنّسويّة والوطنيّة وتطوير آليّات لمناهضة جميع أشكال الاضطهاد من أجل تحقيق الحرّيّة، المساواة والعدالة.
لقد تعلّمتُ على مرّ السنين، ومن خلال عملي ونشاطي في "أصوات"، أنّ "الغسيل الورديّ" كإستراتيجيّة هو جزءٌ لا يتجزّأ من الأيديولوجيّة الإسرائيليّة العنصريّة وإنكار وجود الفلسطينيّين. فهي ليست إستراتيجيّة استغلاليّة فقط لمسألة حقوق المثليّين من قبل إسرائيل وحلفائها لصرف الأنظار العالميّة عن انتهاكات إسرائيل الدّائمة والفاضحة لحقوق الإنسان والقوانين الدّوليّة، بل إنّ مفهوم "الغسيل الورديّ" هو أيضًا إستراتيجيّة سياسيّة داخليّة لقمع المعارضة الرّاديكاليّة الفلسطينيّة وإبقاء الفلسطينيّين في موقع ضعف. وهكذا، حين نتكلّم عن مفهوم "الغسيل الورديّ"، ينبغي علينا أن نتذكّر تجاربنا الفرديّة: أن نتمكّن من الإشارة للسّياق والديناميكيّات التي أثّرت في حياتنا كمؤشّر يساعدنا على فهم معنى الممارسات الاستعماريّة وسياسات الفصل العنصريّ الإسرائيليّ. إنّ لتجربة استثناء الفلسطينيّين من "ملاذ المثليّين" في تل أبيب، كتجربة مرّ بها العديد، دلالة رمزيّة. فلسياسات إسرائيل المتعلّقة بمفهوم "الغسيل الورديّ" أبعادٌ أعمق بكثير، تترك أثرها على المستوى البنيويّ لإبعاد الفلسطينيّين المثليّين عن مجتمعهم وتبطل سياساتهم التي قد تكون جذريّة لصالح هُويّة "مثليّة" برجوازيّة ومتمدّنة، وبالتّالي تحدّ من إمكانيّة وقوع تغيّرات جذريّة وحراك في المجتمع الفلسطينيّ. هذه الإستراتيجيّة الدّاخليّة تنفّذ سلسلة من القواعد والإجراءات المبنيّة على التّمييز، أبرزها التّوزيع غير العادل للموارد لصالح المدارس الإسرائيليّة ولصالح مؤسّسات وجمعيّات مثليّة إسرائيليّة وذلك على حساب المدارس والجمعيّات الفلسطينيّة، وخاصّةً في المشاريع التي تتعلّق بمواطني إسرائيل الفلسطينيّين.
لقد حصلتْ إستراتيجيّة "الغسيل الورديّ" على دعمٍ كبير عام 2009 في أعقاب الاعتداء على مركز للشّبيبة المثليّة في تل أبيب، والذي تبعته موجة من المبادرات والنّشاطات الدّاعمة لحقوق وحرّيّات المثليّين، خاصّةً بين شريحة الشّبيبة في المدارس. وقد خصّصتْ وزارة التّربية والتّعليم موارد هائلة لتمويل الجمعيّات المثليّة الإسرائيليّة وحثّها على إنشاء مناهج تعليميّة وتقديم ورشات عمل في المدارس الإسرائيليّة والتي فتحت أبوابها للمئات من المتطوّعين/ات المثليّين للمشاركة في قصصهم/ن الشّخصيّة وخلق مناخ تربَويّ وتوعَويّ لطرح موضوع الميول الجنسيّة والهُويّة الجندريّة مع الطّلاب وطواقم العمل. كذلك، أقرّت الوزارة إحياء ذكرى اليوم العالميّ لمناهضة رهاب المثليّة في السابع عشر من كلّ أيّار، في كافة المدارس، إضافةً إلى أنّها ألزمت المهنيّين والأخصّائيّين الذين يعملون مع الشّبيبة على الانخراط في دورات توعويّة وتدريبيّة تؤهّلهم للعمل مع المثليّين. وقد استثنتِ الوزارةُ المدارسَ الفلسطينيّة من هذه الجهود، عِلمًا أنّ المدارس الفلسطينيّة تقع تحت سلطة وزارة التّربية والتّعليم ذاتها، إلا أنّ الوزارة قرّرت أنّه لا مكان للمؤسّسات الفلسطينيّة في معادلة توزيع الموارد.
لَم تكْتفِ الوزارة في إقصاء المدارس والجمعيّات الفلسطينيّة، بل لا تزال وزارة التّربية والتّعليم تعرقل جهود "أصوات" السّاعية إلى تفعيل دورات تدريبيّة وأيّام دراسيّة حول الميول الجنسيّة والهُويّة الجندريّة للأخصّائيّين ومقدّمي الخدمات العاملين في المؤسّسات التّربويّة. في الواقع، وعلى مدى السّنوات الخمس الماضية، تصرّ وزارة التّربية والتّعليم على استثناء جهود "أصوات" من أيّ مشروع يهدف إلى تعزيز التّسامح واحترام الاختلاف والتّعدّديّة في موضوع الميول الجنسيّة والهُويّة الجندريّة في المدارس العربيّة.
في المقابل، تُخصّص الحكومة الإسرائيليّة، والعديد من السّفارات الأجنبيّة في تل أبيب، ومن ضمنها السّفارة الأمريكيّة، الموارد السّخيّة للجمعيّات المثليّة الإسرائيليّة للعمل داخل المجتمعات الفلسطينيّة. فمن جهة، تصوّر الأموال والمساعدات الأجنبيّة واليهوديّة الحقوق الجنسيّة على أنّها مسألة "صهيونيّة" وبالتّالي، يؤدّي ذلك إلى إعاقة تقدّم مفهوم الحرّيّات الجنسيّة أكثر فأكثر في المجتمع الفلسطينيّ. ومن جهة أخرى، تضمن رغبة الإسرائيليّين في "تعليم" الفلسطينيّين عن حقوق المثليّين، متجاهلين الخصوصيّة الثّقافيّة والّلغويّة.
ويدين الجانب الدّعائيّ لمفهوم "الغسيل الورديّ" الفلسطينيّين بأنّهم ليسوا "حضاريّين" بما فيه الكفاية ليفهموا ويحترموا الحقوق "المثليّة"، وبالتّالي فهم يُحرمون من الحصول على موارد وفرص متساوية. بالنسبة إلى الفلسطينيّين "المثليّين"، يحدّ "خروجهم من الخزانة" هُويّاتهم الجنسيّة بالمفهوم الإسرائيليّ اليهوديّ للمثليّة، حتى عندما لا تنطبق معايير المقياس الضيّق على سياقهم المحلّيّ. يستثمر مفهوم "الغسيل الورديّ" كلّ جهوده لإبقاء صورة الرّجعيّة والعنصريّة مطبوعة في الأذهان، لتبرير أشكال الاضطهاد والتّمييز ضدّ الفلسطينيّين، والتّشكيك في انتمائهم.
تلقي هذه السّياسات والممارسات الضّوء على علاقات القوى غير المتساوية في فرض الهُويّات في مجتمعات يتفشّى فيها التّمييز. لذا، يتوجب، أخلاقيًّا، أن يقوم النّشطاء الفلسطينيّون المتحدّثون في المحافل العالميّة، بفهم الديناميكيّات الكامنة وراء المرئيّة الفلسطينيّة المثليّة في سياقنا المحلّيّ وإدراك أنّ "الغسيل الورديّ" هو إستراتيجيّة دوليّة تهدف إلى تبييض سمعة وصورة إسرائيل عالميًّا، كما أنّه أجندة داخليّة تهدف إلى التّفرقة والسّيطرة.
تتجسّد علاقات القوى غير المتساوية هذه في كلّ ناحية من حياة الفلسطينيّين "المثليّين" وفي الأطر الاجتماعيّة والسّياسيّة التي تحيط بهم. فهم محاطون بمستوطنات غير قانونيّة وبحواجز عسكريّة، كما وتحدّ الجغرافيا السّياسيّة الحاليّة للأراضي الفلسطينيّة ّمن حرّيّة التّنقّل بين الحدود وحتى بين القرى المجاورة، ما يؤدّي إلى تقسيم الفلسطينيّين، إبعادهم بعضهم عن بعضٍ، الامر الذي يُعيق إمكانيّة الحشد والحراك الجماهيريّ. إنّ استراتيجية "الغسيل الورديّ" الإسرائيليّة تبعد الفلسطينيّين المثليّين عن نضالهم المشترك مع غيرهم من الفلسطينيّين وتسعى إلى إبعادهم عن عائلاتهم وأصدقائهم في محاولة لجلبهم إلى ما تدّعي أنّه "واحة الحرّيّات" - تل أبيب.
يقدّم الخطاب المثليّ الإسرائيليّ النّمطيّ والهُويّة وأسلوب الحياة المتعلّقة "بالمثليّة" وحقوقها تبصُّرًا مثيرًا للاهتمام: إسرائيل تخشى من أنْ يتنظّمَ الفلسطينيّون حول القضايا التي تتقاطع مع الاحتلال، والتّمييز العنصريّ، والاضطهاد المبنيّ على الهُويّة الجنسيّة والجندريّة. اليوم، وبوجود حملة مقاطعة فعّالة ومدعومة من قبل حلفاء دوليّين، ومع الإدراك بأنّ "الغسيل الورديّ" هو إستراتيجيّة مضلّلة ومتمسّكة بالدّعاية الاستعماريّة التي تبيح ظلم الفلسطينيّين، سوف تتمكّن حركاتنا المثليّة والنسويّة والسياسيّة من إزالة هياكل العنصريّة الإسرائيليّة والاحتلال من الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة. هذا هو العمل السّياسيّ الذي يجب أنْ نصبو إليه.