الوجهة المتشظيّة – ملاحظة حول مسألة العودة

اقتباس: 
سارونا أبوعكر بدوان. "الوجهة المتشظيّة – ملاحظة حول مسألة العودة". كحل: مجلّة لأبحاث الجسد والجندر مجلّد 6 عدد 3 (17 ديسمبر 2020): ص. 280-296. (تمّ الاطلاع عليه أخيرا في تاريخ 28 مارس 2024). متوفّر على: https://kohljournal.press/ar/node/265.
مشاركة: 

انسخ\ي والصق\ي الرابط اللكتروني ادناه:

انسخ\ي والصق\ي شفرة التضمين ادناه:

Copy and paste this code to your website.
PDF icon تحميل المقال (PDF) (1.66 ميغابايت)
ترجمة: 

مدير الترجمة في مجلة "كحل". تمارس الترجمة المكتوبة والتعاقبيّة مع تخصص في مجال السياسة والإدارة العامة وموضوعات الهجرة / اللاجئين والعلوم التربوية.

theoa2_copy.jpg

معركة في الكهف

ثيو لوك
 

"حين تقف معنا في هذه الدائرة – مركزها في كلّ مكان ومحيطها في آنيّتها ها هنا، ستأسرك تعويذة سحرية: ستشعر بسحر اللقاء"1

 

"أن تنتمي إلى فكرة بعينها لا يعني بالضرورة أن تحملها، بل أن تكون جزءًا من معانيها وأن
تصبحَ أنت المحيط الذي يكتنفها"2

بعد وقت قصير على الانتهاء من نصّ يحاول استكشاف الدور المتأصل لقدرة الفلسطينيين/ات على إنتاج الجماليات التي تحفر مساحات جديدة لمقاومة الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي، زرت معرض بسمة الشريف المعنون: الفجوة بيننا، في موزاييك رومز في لندن3. كان هذا أول معرض مستقلّ للشريف في المملكة المتحدة، وكان يتألف من ثلاث لوحات نشأت من لحظات مختلفة في سياق عملها. خطت الشريف تراكيب للعديد من الصور والأصوات من لقطات فيلم أصلية مأخوذة من مواقع مختلفة كانت قد زارتها. هكذا شكلت الشريف نسيجًا مساحيًا وزمنيًا غنيًا، أعيد تخيّله في سياق ترحال حميميٍّ في أفكارها حول ما يمكن أن يبدو عليه الخيال الفلسطيني، وإعادة بناء الذاكرة بالنسبة لفلسطينيي/ات الشتات. عبر تصويرها في فرنسا وإيطاليا وكاليفورنيا وقطاع غزة ومالطا وأثينا، تنسج الشريف جماليات مألوفة للنضال الوطني الفلسطيني وسط خلفية مناظر طبيعية غير مألوفة بالنسبة للنضال نفسه. وهكذا تستجوب أعمالها مرونة المكنونات التي تشكّل مختلف التلاوين المعتادة للثقافة الفلسطينية، عبر تحدّي الجمهور ونفسها بالسؤال "ماذا تفعل عندما تخذلك الحضارة؟ ماذا سيحدث إذا لم يُمنح حق العودة مطلقًا – ماذا سيعني ذلك للفلسطينيين/ات؟"4

بالانتقال من لوحةٍ إلى أخرى، تبعتني ولم تتركني قط، أسئلة الشريف غير المتوانية حول العودة وبناء وإعادة بناء الذاكرة وعمليات إعادة التشكيل الجمالية المستقبلية (futuristic). من تصادم الأشكال المختلفة من المكنونات الثقافية التي تشكلت باعتبارها تعبيرات فلسطينية، ينبع مخاضٌ من إعادة تشكيل لفهم المقاومة، كما وينشأ تحولٌ في كيفية الإنخراط في – وإنتاج فكرة فلسطين وعلاقة الفلسطينيين/ات بالشتات5. إن الظروف التي تنطوي عليها تجربة التهجير وبناء الدولة القومية وبلورة الهوية، ليست مقتصرة على الفلسطينيين/ات أو النضال الوطني الفلسطيني. ومع ذلك، فقد أصبحت هذه الموضوعات مرادفة للأنطولوجيا الفلسطينية بسبب تكرارها وموضعتها داخل الإنتاج الثقافي الفلسطيني، كطرق استراتيجية لاستنهاض مستمرّ لمطالبات السكان الأصليين في مواجهة الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي المستمرّ.

إن لازمة المحو الجسدي والثقافي للسكان الأصليين من قبل الاستعمار الاستيطاني الإحلالي "يأتي بقصد بناء وطن جديد على الأرض. إنها عملية صناعة وطنية تتطلب سيادة المستوطنين على كل الأشياء في مجالهم الحيوي الجديد"6. يؤثر واقع النهب والسلب على مقاربات الفلسطينيين/ات المتعلقة بالانخراط في – والتحرك ضمن – والاحساس بفلسطين على مستوى المجال المادي المتمثل في القدرة على الوصول إلى الأرض. من هذا الاقتلاع المادي ومن رد الفعل المصاحب له، تبدأ عملية إنتاج الذات الفلسطينية التي تراها مرتبطة "بتعريف مكاني محدد يرتكز في تكوينه على العودة (لذاك المكان المرجعي)7، فيتمّ تعريف الوطن على أنه المكان الذي أتى منه الفرد"8. لا تُعتبر العودة إلى فلسطين مجرد نقطة منشأ لكيفية بلورة الفلسطينيين/ات تعريفًا بأنفسهم، بل هي أيضًا ركيزةٌ للإنتاج الجمالي الذي يتكون كانعكاس لظروف المنفى. أصبحت التعبيرات التي تحمل معاني العودة بكل أبعادها هي الخطاب الثقافي السائد فيم يتعلق بالإنخراط مع فلسطين ومع أن تكون فلسطينيًّا9، وخاصة للفلسطينيين/ات في الشتات. عندما تكون القدرة المشتركة للفلسطينيين/ات على الخوض في غمار هويتهم الذاتية مُرتكزةً بشكل أساسي على هذا الإطار المفاهيمي، فلا بد أن نسأل، ما الدور الذي يلعبه هذا الواقع في تشكيل أنطولوجيات الشتات الفلسطيني؟ وما الذي قد يحدث عندما يسقط مفهوم العودة كنقطة الانطلاق الحصرية10 للمسألة الجمعية؟

*

 العودة                     

"هي قُدوم أو 
رجوعٌ إلى مكان أو 
إنسان أو عمران
هي أن تكمل بناء تغيّرت 
وجهته عند 
زواياه المستقيمة"11

مفهومم العودة أو فعل الرجوع يحملان وهجًا من 
              تحركات متماوجة.
هذه قصيدة 
                س
                 يمزّق 
                 المستعمرون 
ندوب جروحهم المزمنة 
                          عند سماعها

 

يُنظر لمسألة العودة في الفينومينولوجيا على أنها بمثابة تجربة بطبيعتها. فالذهاب أو الرجوع ليسا إلا توطئة لفكرة كيفية الوصول. تدفع شقوق الشريف12 المُشاهد/ة نحو التمعن في قطب لمسافات زمكانيّة التكوين تستفزّ المعرفة السائدة بفكرة العودة13. هنا، في مثل هذه اللحظة ومن خلال أفلامها، انقلبت مقاربتي التي كانت تحاكي السائدَ عن تجربة العودة، فتيقّنت لما كان مُسقطًا على مجرى حياتي، حين كنت دائمًا ----x

x------- الوصول إلى -------x

الذات الفلسطينيّة كبُعدٍ كويريّ وإمكانيّة معالجة مسألة العودة من منطلق كويريّ ---x

*
الوصول
يتخلّله جملة من التساؤلات
عن التوقيت والمساحة والوجهة
هل يمكننا الوصول – أو إدراك وصولنا،
ما لم نكن قد تفكّرنا بالفعل ذاته؟ إنها مسألة تتعلّق بالوجود
ضمن منتظمٍ ما – منتظم يُغالِبُ الانتظام الاستيطاني الإحلاليّ
الوصول إلى مكان غير موجودٍ على الخريطة، يعني التفكير في ما وراء المرئيّ
أن ندفع أجسادنا ورؤانا إلى وجهات مختلفة ومتعددة، في مسعى لخلق أشكال وأنماط فكريّةٍ جديدة.

تلفُّنا حركة دائمة

 

أسمعها
إنّه لم
بالسرعة

 

إرمِ

 

يترجّل
وبينما

 

تقول
يغلق نافذته
اللازمة

 

زجاجة المولوتوف.
                        إعادة فتحها

 

عائدًا من لبنان إلى سوريا،
يخلع جواربه

 

  يجد أن 
                جلده قد تسَلَّخ.

 

"فكرة أن نكون في حالة من إعادة التوجيه
يتطلب تهشيم الوجهات السابقة التي شكّلت تماسنا
مع العالم، دفعتني لأتفكَّر في مسألة الوجهة في ذاتها
وكيف أن "الإحساس بالإنتماء إلى الوطن"
أو معرفة وجهتنا، لهي
مسألة تتعلّق بهندسة العوالم"14

حاكت أعمال الشريف حالة كويريّةً موجودة مسبقًا. لقد تمكنتُ من الإستعراف15 بالإيقاعات والنغمات والتقلُّبات والمناظر الطبيعية المُحاكة ببعضها كالقُطب، وذلك لأنها تعكس وتستجلب صدى نفسيَ الكويريّة. الكويريّة / أي الخروج عن المكان (أن تكون في الشتات) مع الإشارة إلى الكويريّة التي في الذات الفلسطينيّة. دفعتني أفلامها للتفكير في تجربتي المتعلّقة بوراثة وطن مع مقاربة معينة نحوه، أي مع نمط علاقة معيّنة به. في الكثير من النواحي، أن تكون فلسطينيًا هو أن تُضمَّن على أنك واقعةٌ "غير طبيعية"16، وذلك لأن كينونتك الفلسطينيّة تُقارع بذاتها السردية المهيمنة التي تعيد إنتاج نظرية المعرفة الاستيطانية الإحلاليّة الإسرائيلية.

من دون أقنعة 
أجدادنا (من يكونون؟)

أن تكون "مستبعدًا عن الخريطة" يعني أن تجسّد إقليمًا17 مجهولًا ودخيلًا وغير مُدرَكٍ – غير حقيقيّ. فالخطوط والبلدان المرسومة نقشًا على الخرائط وكأنها حركيات طبيعية لصفائح تكتونية، قُوَّضت الذات الفلسطينية في اتجاه محدّد و متجذر في جبروت معين، منبعه الإحلال المستمر – والسعي للعودة.

 بل نحن لا نتبعثر
                              نحن
                              الذي ينفسِح
        المَدود

إلى أقاصٍ
لن تدركها أحلامُهم 

 

تعني الكويرية هنا جملة العمليات والأفعال التي تجري بهدف إعادة توجيه فكرة العودة، فيما يتعلق بعلاقتها مع الزمن والمساحات وفيما يتعلق بنا – نحن. لطالما كان يُنظر إلى العودة على أنها ضمن حيز "غير الطبيعي"، باعتبار أنها ممارسة من شأنها بناء انتظام يتجاوز الانتظام الذي ترعاه الدولة والذي نعيش تحت وطأته اليوم، ألا وهو منتظم "التدجين الرأسمالي"18 المصاحب لأنظمة الإستعمار الإستيطاني. أقترح معالجة فكرة العودة على أنها ممارسة، أي أقترح معالجة مسألة العودة كويريًا بحيث تصطف مع الإمكانية الفعلية وتوجهاتها، وهي طريقة للتوجيه من خلال التفكير المستقبلي19. أي أن تصبح العودة سلسلة أحداث مكانية. كيف يمكن للفينومونولوجيا الكويرية أن تساعدنا على التفكير في مسألة أن نحيا العودة في فضاءات مختلفة، وكيفية الإنقلاب المستمر على المعالجات الذاتية للمسألة بالتفاعل مع تلك الفضاءات؟ إنها "وجهة" تدريجية التكوين، فأنا أريد أن أفكر في ماهية الوجهة المتحركة وماهية الوجهة بذاتها، لأنني أريد إعادة تشكيل ملمسٍ للحياة

إننا نبلور ذواتنا
بإرادة 
بعضنا الآخر
هكذا ننحتُ فضاءاتٍ وأزمنةً جديدة
هكذا نُغرقُ 
مياه البحر

إنني أتشبّث بالعودة الكويرية لأنها تعني إمكانية حدوث الفعل المنشود في الكثير من الأماكن، ولأنها تحرّك في داخلي مساحات وأزمنة ولمسات وإيماءات وتعابير جمّة ومتعددة. هذا العمل هو بمثابة مسعى نحو إعادة توجيه واستجماع رؤاي وحواسيَّ فقط بهدف العودة إليها من خلالكم كقرّاء، فأراقب كيف يتمظهر المسعى في خضم التبادليّة هذه. خلق أشكال/أنماط جديدة يعني أن تقوم بفعل الحركة واتخاذ وجهات أخرى، والقيام بتحركات جديدة تباعًا. ثمّة خصوصيات فيما يتعلق بالكيفية التي يجمهر فيها فعل العودة معانيه من حولي، وأما مراديَ فهو أن أكشِف عن أولئك القادرين/ات على مواجهة العودة. ثمة توترات في الخصوصيات التي تشكّل فعل مواجهة العودة كوجهة أحادية التكوين، وذلك لأنها في الواقع ليست بعدًا واحدًا أو موضِعًا ثابتًا. مواجهة العودة، هي الخوض في تجربة تلك العلاقات غير النمطية20.

إنني في حالة من الوصول إلى فضاء العودة / إلى ما يكتنف من أبعاد جمّة.

*

العودة كحدث ثابت وفعل مستمر هي عملية اعتراف وصراع مع الغياب. فالظروف المألوفة التي ما انفكت تولّد تأثيرات تلامس الفلسطينيين/ات، تمسي بفعل التكرار غير ملاحظة المعالم. فهم العودة يُنتَج بشكل أساسي من خلال التصورات واللمس والتعبير والحركات التي تجسد حالة الوصول إلى موقع ما. أستخدم الفينومينولوجيا الكويرية في محاولة لإحداث انقلاب في رؤانا لفكرة العودة ولإظهار كويريّة هذا المسعى، أي لإظهار كويريّة الذات الفلسطينية، ولإظهار كيف أن الاختلافات ما بين شتى تمظهرات العودة تتأتى من أساليب نشأتنا والظروف المحيطة بحدث وصول كل واحد منا. مواجهة العودة على أنها فعل ذو وجهة أحادية التكوين فقط، يضعني أمام إشكالية محو مقاربات أخرى للنظر في مسألة العودة. ولعلّ استحضار مسألة العودة بهدف تظهير الكيفية التي تتواجد فيها ضمن فضاءات متعددة، عوضًا عن إظهارها ضمن أطر نماذج تفسيرية مقيدة ومحددة بقواعد المنتظمات التي تردع حدوثها كشكل من أشكال الوصول، ربما يكون ذلك تمرينًا يحثنا على إظهار قرب العودة كفكرة وكفعل. إنها طريقة لهندسة معالم العالم من خلال تحركات وحواس جديدة. أريد أن أغير فهمنا للشعور بحدث العودة من خلال إعادة صياغة (قلب) مفهوم وتصوّر حالة الوصول المصاحبة لفعل العودة وفكرة التماس العودة والاحساس به كصيرورة21 ومرتجى.

*

باتت حجرية التصنيف القائمة على أساس مجهر الدولة القومية، تجربةً عالمية سطت على عملية تطوير وتشكيل فهمنا المحسوس للعالم، فإن هذه المقاربة تملي نفسها بكونها نقطة انطلاق متأصلة لكيفية تخيل الناس لأنفسهم/ن، فارضةً نفسها بذلك بكونها الطريقة الشرعية الوحيدة لبلورة الذات تصورًا عن ذاتها. نعني بالشرعية هنا، الطريقة التي تستحوذ فيها الأنظمة الهيكلية المهيمنة على ذاتية الفرد عبر تقييمها على أساس الإعتراف بالإنتماء إلى قوميّة وإلى دولة. أن تكون فلسطينيًا/ة هو أن تكون كويريًا/ة من نواحٍ شتى، وذلك بسبب الأبعاد المتعددة التي تشغلها بفعل فلسطينيتك – فأنت تنتمي الى الماضي والحاضر والمستقبل، بالإضافة إلى أنك لا تحظى باعتراف دولاتي وتستمر بوراثة وطن أنت خارجٌ عن حدود تكوينه الجغرافي. إنك تجسيد لكنفٍ من الأزمنة والمسافات والموروثات والشظايا. أما عن تلك التشظيات، فهي نتيجة قيام دولة22 إسرائيل عام 1948 "مما أدى إلى تدمير البناء المجتمعي الفلسطيني23. فما لا يقل عن 80 في المائة من الفلسطينيين/ات الذين كانوا يعيشون في الجزء الأكبر من فلسطين التي دشنت عليها إسرائيل – أي أكثر من 77 في المائة من أرض فلسطين – أصبحوا لاجئين/ات"24. النكبة هي اقتلاع لما هو مشترك من الحواس والتعابير الفلسطينية في آن. لهذا السبب أستخدم التشظيات كأسلوب للإخراج25 الكتابي لهذا النص.

أبناء
أولائك المنفيين
كانوا ألوانًا،
كلٌّ منهم مغروزٌ بالمعاني،
فينظرون إلى بعضهم الآخر ويقولون
ماذا لو كنّا هناك
في ذات الزمن
معًا

يمزّق الاستعمار
الأزمنة والمساحات
الأصليون فيما يتعلق
الأزمنة والمساحات
من السرد الشفوي إلى
تمظهرات الزمن
اقتلاعها بعنف لناحية
والإيماءات واللغة

الاستيطاني أشكال
التي يزرعها السكان
بالأرض. تتشظى هذه
وتُحمل بطرق مختلفة،
الإنتاج الثقافي. تتغير
والمساحات التي تمّ
الشكل والملمس
المحكية والذاكرة

 

والإحساس – إنها في مخاض من الصدمة والارتباك على كل المستويات.

*

 

يعتمد إنشاء والحفاظ على دولة إسرائيل على محو المحسوس من التجارب والمفاهيم التي تتشكل منها الذات الفلسطينية. إنها تعتمد على محو الخبرات الحسية وقدرة الذات على تحديد موضِعِها

تحدث 
               على 
مستويات 

(أحيانًا تكون فتقًا 
فأغطي القطب 
لكنني أجدها مفتوحة من جديد
أجد أن الأنسجة استُبدلت
باطن الجلد كظاهره، في حالة حركة 
إنها مناعة كيميائية حيوية)

 

عدّة.

*

يتضمّن المحو الإستعماري الإحلالي بتر الخطوط المرسومة حول السطوح وعليها، تلك الخطوط التي أصبحت محسوسة كحقيقة ومعرفة. استهداف عنيف منهجي ومتعمد يهدف الى إبانة كل ما ينحت لحيواتنا أشكالها. استهداف من خلال إعادة رسم الخطوط على الخريطة وتشكيل أشكال نصية مكتوبة باعتبارها "أكثر مصداقية" من الأشكال الشفوية السردية، وتجميد الحسابات المصرفية الفلسطينية وسرقة المؤلفات والأفلام والصور وهدم المنازل وطرد سكانها. يرينا الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي، على غرار غيره من نماذج الاستعمار الاستيطاني، كيف أن ممارسات بناء الدولة الاستعمارية يعتمد على إعادة التوجيه الحَرفي والجمالي للسكان الأصليين.

الاستيلاء على "الصحراء لجعلها تزدهر"، عبارة مجازية شائعة تنبثق من الملصقات الاستيطانية الإسرائيلية ذات الطراز السوفيتي26. تُظهر الملصقات مشهدية ملتقطة من الأعلى لوادي خصب غارق في ثقل السعادة الحائمة حول الأشجار والتي تغذي بدورها الأرض المزروعة، تلك التي تمثل افتراضيًا مدينة يافا. كل شجرة متوهجة تحمل برتقالًا ناضجًا مفعمًا بضياء أشعة الشمس، ويد تمتدّ نحو البرتقال جاهزة ومتشوّقة لاختيار جوهرة الفاكهة التي أنتجتها الأرض، وتلك الأخيرة تركد ممتنةً للقوة الحضارية التي اجتاحتها. غالبًا ما تُجسد القوة الحضارية تلك من خلال هيئة امرأة تبتسم بخجل وهي تقطف البرتقال. فالبرتقال ليس منتجًا بالنسبة لتلك المرأة فتجمعه وحسب، بل إنها تعمل على إنتاج محددات للقوة فيُنظر إليها ضمن اتجاهات معيّنة تبنى عليها دعائم الدولة الاسرائيلية.

كما أسلفت، إن المرأة تختار البرتقال، تظهر خطوط على الأرض مجتازة المساحات التي كانت تقوم عليها بيوت في السابق - - - - خطوط مستقيمة حيث بيوت السكان الأصليين تقبع مجسدة "الانحراف" أو "الكويرية" أي الطرق "المُلغِزة" التي يشغلها السكان الأصليون. وجود الذات الفلسطينية ضمن مساحة يحوّل تلك المساحة إلى تهديد للانتظام المرافق لعملية بناء الدولة. حُوّل واقع أن تكون فلسطينيًا/ة إلى وجهة رجعية وحالة انحيازٍ لفكرة مجردة – يتأتى عن تلك الكينونة حالة ضنك جسديّ بالنسبة للدولة الجديدة، لأنها كانت وستستمر بكونها جسدًا يشغل مساحات ويهندسها على هيئة غير مرغوب بها.

"يصطدم التاريخ الفلسطيني الحديث بنقطة تحول جوهرية عام 1948. في تلك السنة اختفى بلد وشعبه عن خطوط الخرائط وصفحات المعاجم. 

"الشعب الفلسطيني لا وجود له"

، قال الأسياد الجدد، ومن تلك اللحظة 
فصاعدًا سيُشار إلى الفلسطينيين/ات 
بعبارات عامة ومبهمة، إما "كلاجئين/ات" 
أو كأقلّية صغيرة تمكّنت من البقاء رغمًا 
عن النفي الجماعي، أي "عرب إسرائيل". 
"تلك كانت البداية لغياب طويل الأمد"27

أصبحت الذات الفلسطينية كائنًا خارج منطق الدولة. وبتدفق هذا المنطق من التفكير، ينبثق شكل من الكويرية يكون في فعل "وصول" الأجساد التي لا تتماهى والخطوط الممتدة بفعل المسافات، والتي قد تساهم عند وصولها في إظهار هذه المسافات على أنها "مائلة" أو "مُنحرفة".28

عمليات النفي التي تصونها التتابعية الزمنية والكيفية التي تجري من خلالها إعادة تأكيد السيطرة من خلال أجهزة الاستعمار الاستيطاني، سواء هنا أم هناك، تتراكم وتؤثر بشكل دامغ. تُترجم إسرائيل أشكال هيمنتها من خلال قُدرتها على خلق المسافات. تجري مُقاربة مسألة العودة بشكل أساسي بكونها لحظة زمنية بعينها حُظر فيها الفلسطينيون/ات من الدخول. ليست المسافة مجرد فاصل مادي. لا تتشكل المسافات من مسائل تنتهي عند انتهاء الانفصال أو بحدوث شكل معترف به من الوصول. يتطلب الأمر عملاً مُضنيًا لسد الفجوات والمساحات – ولكن ماذا عن الأمور الواقعة التي نسعى الى إعادة صياغتها بهدف العودة لتلك التصدعات والتشظيات؟ إذا كان الانقلاب على المفاهيم السائدة سيتطلب تكييفاً لأجسادنا، فمن الذين/اللواتي سيُشكّلون ماضينا/حاضرنا/مستقبلنا؟ لم تنته النكبة، إنها تستمر وحسب في عملية التدمير بطرق مُستحدثة التشكيل.

*

هُنا أقدّم مداخلتي فيما يتعلق بأحد أشكال العودة. أُريد إعادة النظر الآن في مسألة البنية القائمة والمُمكنة للعودة. محاولة التفكير من خلال فكرة العودة لهي دعوةٌ للتفكير حيال ما هو مكمن القيمة في أنفسنا. أي الأمور التي نموضع ونقيسها ونصل اليها ونتركها لذواتنا وفيها وحولها.

العودة هي تجسيد للكدح والعمل – العودة هي سؤال في مَن يأخذ على عاتقه ضمان قيام هذا الفعل؟ كتابة هذه المقالة هي شكل من أشكال العمل. أرى بأن صيرورة العودة يمكن أن تكون بل هي تتكوّن من مثل هذه الأشكال من العمل. هناك مسألة النظر في قيمة سبر هذه الاغوار، خاصةً بالنسبة لمن عادوا. قيمة التوترات وجعلها جليةً للعيان مهمّة فيما يتعلق ببلورة السلوكيات. ليس فعل العودة وصيرورته بمسألةٍ مطروحة وجب علينا تنحيته عن حيّز التفكّر ووضعه في أيدي آخرين سيُيسرون حدوثه لكن على شاكلة سلعة مطلوبة. سلعة تُقدمه القوى المهيمنة بـ "تحويلة إلى شيء فائق التجريد".29

 

السير في رام الله، ربيع 2019 تحت المُنشآت والمباني الآخذة بالارتفاع عاماً تلو الآخر، بحيث تُموضع محال برادا ودولتشي آند غابانا في مكانها المُلائم. أما الشقق الفاخرة فتستقبل بواجهاتها ومركزها المشاة، بينما تحافظ القيادات على اللوحات الإعلانية بدلًا عن حماية الناس أو الشوارع نفسها. هذه آثار ناتجة عن اللا-كويرية التي تحكم هذا العالم.

 

محال الحلال توجد في المكان بيسر وأمان غير متوفرين للسكان الذين مضى على وجودهم/ن على هذه الأرض قرونًا من الزمن.

أتشبّث

إنها لمسة مضللة تلك المقرونة بحواسّ الفارّ.
بأمل أن

أكون على خطأ
الجانب

             الأعلى

إن كانت تلك الرؤية منوطة
بالمفهوم المهيمن للمسار المستقيم.

*

تشغل التصوّرات النيوليبرالية الحيّز المكانيّ، وتستحوذ عملية بناء الدولة على معالم التاريخ العاطفية كممارسة ممنهجة تسعى إلى تحقيق عودةٍ تتمتع به حصريًا كلٌّ من البنوك والمستثمرين من القطاع الخاص وأصحاب المجتمعات المغلقة المُستحدثة. تسليع الممارسات هو ما يشكّل للعودة هيئتها – هل مازالت العودة فعلياً "عودةً"، إن كانت الحركات التي طردتني وأمي وشقيقتي من منزلنا في الولايات المتحدة هي نفسها تجري في فلسطين تحت علم مختلف؟

ليست العودة محاولة للعثور على التسامح أو الملاذ من الديون ضمن حدود معيّنة، فقط لمُراكمتها ضمن حدود أخرى. ليست العودة فعل إظهار التضامن مع نضال السود في مكان ما أو لغة ما، فقط للوصول إلى مكان آخر والسماح لتلك التعبيرات/الإيماءات السامّة المُعادية للسود بالتكاثر في لغة مختلفة.

ليست العودة مسألة منفصلة عن تماسنا مع الآخرين. بل إنها تمظهر لعلاقاتنا 

                      
اللانمطية.

أين أنا؟ لماذا نحن ها هنا؟ ما هو الشيء الراكد ها هنا وما الشيء الذي لا بدّ أن يأخذ مكانه؟

إنه "انحراف كويري، حالة غياب للاتساق بين الأشياء لكن ليس للأشياء بعينها. إنها حركة اللاشيء في الزمن الحاضر"30.

إنها الإنتظار الذي لا نظير له.

الجنود يطلقون الغاز المسيل للدموع
ركضت مواجهةً البحر
وبينما أغسل الغاز عن جسدي، أكتشف أن صورنا قد 

غرقت.

استيعاب العودة يحصل في الأغلب تبعًا لأشكال ملموسة / لدي مجال للعودة لانّها حق / كرسه لي قرار الأمم المتحدة رقم ١٩٤.

تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 194 (III) الذي تقرر فيه "وجوب السماح بالعودة، في أقرب وقت ممكن للاجئين/ات الراغبين/ات في العودة إلى ديارهم/ن والعيش بسلام مع جيرانهم/ن، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم/ن وكذلك عن كل فقدان أو خسارة أو ضرر للممتلكات بحيث يعود الشيء إلى أصله وفقًا لمبادئ القانون الدولي والعدالة، بحيث يعوّض عن ذلك الفقدان أو الخسارة أو الضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسؤولة".

وكما وصفت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الفقرة أعلاه عام 1948، فإن ظهور العودة في هذا المكان والزمان المحظورين يعتمد على تموضعات معيّنة، وتوجهات معيّنة يجب الاقتضاء بها. يجب أن تكون العودة "عملية"، ويجب أن تكون صفات هذه العودة العملية "جيّدة" (لكن لمن؟) والتعويض (بمعيار من؟) من قبل "الحكومات أو السلطات المسؤولة" (لكن متى حدث هذا في السابق؟).31

في ظل عودة من يكون ذلك عمليًا؟ ومع ذلك، تُرك "اللاجئون/ات" لفظَةً يانعة المعنى– أحادية البعد، مطفأة الوجود. تظهر العودة ككدس من العظام المنسية التي جرفها الزمن بعيدًا عن الأنظار وعن الفكر والوجدان. أين موقع العودة من "عملية السلام"، عدا عن الإزعاج الذي تجسده طواعيّةً – كالحشرة الحائمة على أرضية مطبخك، تمضغ زاوية كعكة عيد الاستقلال المفضلة لديك.

في أي موقفٍ يتركنا هذا التفسير وتلك المُمارسة دولاتيّة المنشأ وأحاديّة البعد لفكرة العودة؟ هذا دون إغفال الأهمية القصوى للحاجة إلى حدوث العودة، عودة مادية خاصة لأولئك الذين/اللواتي يُعانون من حالة يبوسٍ ما بينيّة على مدار عدة عقود. أعرف تمامًا عدد المساحات التي يتيح لي جواز سفري الأميركي الأزرق دخولها دون عناء –حدود المملكة المتحدة حيث أقيم حاليًا، ما تنفك تصبح، تحت إدارة تقنيات جمع البيانات التكنولوجية، أكثر لينًا وخبثًا في آن. ما من شخص يسألني الآن عن المكان الذي كُنت فيه – فأنا أحمل وثيقةً لها مكانة شبه قُدسية، تسمح لي بالتوجه مباشرة نحو الأجهزة الإلكترونية حيث أمررها، فتُفتح أمامي الأبواب مشرّعةً لأسير في بلد مختلف. هكذا، يبدو شراء الفاكهة في متجر سينزبوري مهمّة أكثر مشقّةً من اجتياز الحدود. لا يعني هذا أنني لست عُرضةً للعنف – بل يعني أن الخط الذي أتجاوزه "في تلك اللحظة عبر تلك المساحة، يجعل من فعلي امتدادًا له في سياق هذا البعد بالذات"32.

أهذه هي القوى التي سنتركها تُحدد شكل العودة؟ لبريطانيا في نهاية المطاف دورٌ في هذه الفوضى.

يجري وضعي في اتجاه مختلف تمامًا عن الآخرين/الأخريات الذين/اللواتي يحملون وثائق أخرى من أماكن أخرى. والدولة تشرّع لنفسها معاملة هؤلاء الناس على نحو مختلف -------

-----------------x           ----------           -------->
----     x      -------------x-------------     -------     x

x---------الخط

المُصمم للسير ضمن المنتظم المهيمن هو بالفعل خط مُستقيم، بينما الناس الذين يحملون وثائق "أخرى" يحتاجون إلى مساحات إضافية – 

للانتظار 

والوقوف

هكذا في مزيد من المقصورات لإظهار

كيف أن الخط لن يُجتاز دون انقطاعات وأن عليهم/ن توقع تلك الانقطاعات

عليك (يا حامل الوثيقة "الأخرى") توَقُّع انحرافات في المسير، فجسدك بذاته هو الانحراف. لذلك يتم استجوابك، تصبح أنت بحد ذاتك السؤال الذي عليك أن تُجيب عنه – وهكذا دومًا يبدأ استجوابهم/ن بالسؤال المكاني

"من أين أنت آتٍ/ية؟"

من نواحٍ عدّة أنا تجسيد لمكنونين دفينين – لكنني أستفيد من حدث ولادتي في مساحةٍ كانت لتمارس ضدي رفضها الممأسس لما أجسّد من مكنونات، لو أني وُلدت في المدينة التي ولدت فيها أمي 

(إذا مُنع شخص ما من الوصول إلى القدس لأكثر من أربعين عامًا لأنه يُشكل تهديدًا قائمًا فقط بسبب جنسيته، وعلى أساس التهديد المزعوم يُحرم من العودة، سيعود ويُمنح تأشيرة بعد بلوغه سن الخمسين. فهذا القادم لم يعد تهديدًا من حيث العددية العمرية بالنسبة للدولة – فيغدو السؤال، هل تُرمَّمُ الإنحرافات لتصبح مواتية لشرعية نظومة الدولة ؟ كيانه (هذا الشخص الخمسيني) الذي شكّل في زمن ما انحرافًا للقدسية العرقية التي تقوم على أساسها هذه الدولة، يُمنح الآن الإذن بالتواجد ضمن هذه المكانية (التي تحتكرها تلك الدولة) تحديدًا – فجأة تُفتح خطوط جديدة وتُتاح وجهات جديدة، لكن الملمس لا زال صنيعة دولة ذات انتظام إستيطانيّ إستعماري.)

"وهكذا نبقى في حالة من الإنتظار في فضاء وقف التنفيذ33، كما لو أننا ندخل مرارًا وتكرارًا إلى هذا العالم المتكسّر34، فنمسي أخير في حالة تتبع للشركة صاحبة هذه الرؤية وفي تتبعها ننضم الى ركبها"35.

ننحرف في عملية صناعة العالم. أبقى في فضاء هذا الانتظار – أصطدم مرة بعد أُخرى بهذا العالم، أتحطّم وأتحطّم مُجددًا لأرى التشظيات وأشق منها الطرق لصناعة عوالم جديدة تحت وطأة المقاربات المستقبلية العميقة والتي تُدمي القلب. "أتتبع" كما يقول موتين وستيفانو، خط الانحرافات، وأعود إلى المساحات التي كنّا فيها، فقط لنجد صيغ جديدة لأنفسنا. نتوجه نحو الآخرين/الأخريات ضمن خطوط هذه الرؤى. أتخذ لنفسي وجهات معينة لأُحقق عودات معينة – لأجعل من تلك العودات/الرغبات تبدو ممكنة. أخوض في خطوط الآخرين/الأخريات إن كانت عوداتهم/ن 

هي مسألة وجودية. أن تكون في سيرورة نحو العودة أو تتم إعادتك أوأن تُصبح صيرورة لتلك العودة. في نهاية المطاف، إن "اللاجئ/ة" هو من يحتاج إلى "العودة" – إلى حالة من التموضع ضمن خطوط الانحراف عن انتظام الدولة. أن نأخذ على عاتقنا العمل لنضمن بأن لا تُحوّل العودة سلعة.

أن أتشبّث بكينونتي الحاضرة وما أصبو إلى أن أكونه، وأن أدفع بالعودة إلى الأمام ليس كفعل واحدٍ تُمليه الدول المهيمنة، وإنما كعنقود من ممارسات تشمل كل بُعدٍ من أبعاد الحياة – هذا ما تعنيه العودة، إنها إعتاقٌ36 للحواس. أدفع بالعودة إلى الأمام ليس كسياسة عليها انتظار سيرورة مستقيمة الوجهة تتحقق فيها السيادة الفلسطينية على شكل أرض. العودة ليست نقطة نهاية – بل هي انطلاقةٌ مستمرة. بلورة صيغة كويرية للعودة لا يجري من خلال الاكتفاء بعملية إعادة موضعة مادية البعد لا تتحقق إلا بالاستعادة المادية لفلسطين إن كان هذا ما يختاره الفلسطينيون/ات، بل يحتاج أيضًا إلى عملية احتلال لعدة أزمنةٍ وفضاءات من الممارسة باعتبار أن الذات الفلسطينية تشغل جلّ تلك الأشياء بالذات. إنيّ أُقارب العودة بمنطق كويري37 من خلال مواجهتها كفلسطينية وُلدت وترعرعت خارج فلسطين – هنالك تعددية للمضامين المشكّلة للذات الفلسطينية، التي يتمّ إقصاؤها بفعل القوى المُهيمنة، المثال الصارخ على ذلك هو الاعتراف بفلسطين/الفلسطينيين/ات، ويتضمن ذلك العودة وكذلك دور الشتات في صناعة العالم.

للهروب 
إيقاع 
رخيم
في إطار 
البلسم الشافي
في مَدودنا
لسنا بحاجة لأن 
نُهدئ من روعنا
بل إننا بحاجة لإشعال النيران
x----                              ---- x

  • 1. شين وتاما، 2018. التعاويذ: القرن الحادي والعشرون الشعر الغامض. إيجنوتا.
  • 2. أحمد، س. 2006. الظاهراتية الكويرية. كتب مطبعة جامعة ديوك.
  • 3. الشريف، ب. 2018. الفجوة بيننا. [فيلم فيديو] لندن: غرف الفسيفساء.
  • 4. بسما الشريف بقلم آيلا ناش. 2015. BOMB. (على الإنترت) متوفر على الرابط: https://bombmagazine.org/articles/basma-alsharif/
  • 5. الترجمة المباشرة للكلمة في النص الانجليزي هي المهجر أو الشتات، إلا أنني ارتأيت لفظة المنفى أكثر تعبيرًا عن القصرية التي صاحبت حركة الفلسطينيين/ات. (المترجمة)
  • 6. انهاء الاستعمار ليس استعارة: الاصلانية والتعليم والمجتمع. تاك ويانج، 2012. (على الانتلرنت) ص. 1-40 موجود على الرابط https://jps.library.utoronto.ca/
  • 7. وجب اضافة هذه الجملة لداعي التوضيح الحججي الذي تحاول الكاتبة تقديمه من خلال تبيان المفارقة بين العودة المكانية والعودة التي تتسامى فوق حجة المكان الضيقة. (المترجمة)
  • 8. إشكالية الشتات الفلسطيني. المجلة الدولية لدراسات الشرق الأوسط، 39 (04)، ص 1-21. بيتييت، 2007.
  • 9. Palestinian-ness
  • 10. وجب اضافة هذه اللفظة (الحصرية) لداعي التوضيح الحججي الذي تحاول الكاتبة تقديمه من خلال تبيان المفارقة بين العودة المكانية والعودة التي تتسامى فوق حجة المكان الضيقة. (المترجمة)
  • 11. تعريف العودة.2020. Merriam-Webster.Com. https://www.merriam-webster.com/dictionary/return.
  • 12. أو ثَلمات أو ثغور/ثغرات. (المترجمة)
  • 13. رجمة أكثر حرفيةً: التمعن في مسافات مكانية وزمانية (spacialities and temporalities) مقطّبة تهدف الى استجواب (فكرة) العودة.
  • 14. أحمد، 2006.
  • 15. انتقيت هذا الشقيق اللفظي لأنه ينوّه إلى سيرورة منوطة بفعل التعرّف إلى الشيء. (المترجمة)
  • 16. سيمور، 2014. الطبيعة الغريبة: المستقبل والتعاطف والخيال البيئي الكويريّ.
  • 17. مساحةً. (المترجمة)
  • 18. المرجع السابق.
  • 19. queering return so it re-aligns with orientations of possibility, a way of directing through future-thinking
  • 20. ترجمة تعريفية للفظة (relationalities) المشتقة من الأدبيات النسوية. (المترجمة)
  • 21. ترجمة تسييقية. (المترجمة)
  • 22. دأبت على إضافة اللفظة لخدمة الحجّة الكويرية. (المترجمة)
  • 23. أي البنية الإجتماعية التي كانت موجودة في تلك الجغرافية وفي ذلك الزمن وليس "المجتمع الفلسطيني" كفكرة مجردة وشاملة (عكس الترجمة الحرفية من النص الانجليزي). (المترجمة)
  • 24. أبو لغد وسعدي، 2007. النكبة: فلسطين، 1948، ومطالبات الذاكرة (ثقافات التاريخ). نيويورك: مطبعة جامعة كولومبيا، ص 14-24.
  • 25. رجمة تسييقية. (المترجمة)
  • 26. سيفان، إي. 2009. يافا، البرتقالة الآلية. فيديو.
  • 27. أبو لغدوسعيد، 2007.
  • 28. أحمد، 2006.
  • 29. المرجع
  • 30. هارني وستفانو وفريد موتن، 2013. الوكلاء: تخطيط الفرار والدراسة السوداء. ويفنهاو: التراكيب البسيطة.
  • 31. الجمعية العامة للأمم المتحدة 194 وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة https://www.unrwa.org/content/resolution-194
  • 32. أحمد، 2006.
  • 33. أو في فضاء من التقطعات
  • 34. أو المتصدّع / اللفظة الأقرب لمشهدية التشظي المكاني، نقيض الإستقامة الحركيّة.
  • 35. هارني وموتن، 2013
  • 36. لم يتم استخدام لفظة تحرر أو تحرير عن عمد بهدف التبيان التمرحلي للخروج عن الأطر المفاهيمية الإستعمارية نحو بناء النقيض التحرري. (المترجمة)
  • 37. أو إنني أقولب العودة كويريًا. (المترجمة)
ملحوظات: