سيرةُ فَرْجي: مانيفستو

السيرة: 

الليدي جيا هي نسويّة كويرّة من لبنان، شغوفة بكسر الثنائيات وبالتكلّم عن الأجساد والجنس. ساهمت بكتاباتها في بخصوص بمقالات مثل “إباحيَة المثليَات للمبتدئات” و “الفم القذر: سياسة الكلام عن الجنس في المساحات العامّة.”

اقتباس: 
لايدي جيِا. "سيرةُ فَرْجي: مانيفستو". كحل: مجلّة لأبحاث الجسد والجندر مجلّد 1 عدد 2 (2015): ص. 15-20. (تمّ الاطلاع عليه أخيرا في تاريخ 21 ديسمبر 2024). متوفّر على: https://kohljournal.press/ar/the-hystory-of-my-vagina.
مشاركة: 

انسخ\ي والصق\ي الرابط اللكتروني ادناه:

انسخ\ي والصق\ي شفرة التضمين ادناه:

Copy and paste this code to your website.
PDF icon تحميل المقال (PDF) (408.99 كيلوبايت)
ترجمة: 

لين هاشم كاتبة ومؤدّية نسوية تعيش في بيروت. حازت على شهادة الماجستير في علوم الجندر والجنسانية من جامعة لندن، وهي جزءٌ من مجموعاتٍ نسويةٍ عدّة في لبنان والمنطقة. نُشرت كتاباتها وترجماتها في عددٍ من الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية من بينها ملحق "شباب السفير" ومجلة "كحل" لأبحاث الجسد والجندر. عملت كمدرّبة ومستشارة وباحثة في عددٍ من المؤسسات من بينها "فريدا: الصندوق النسوي الشاب" والجامعة الأميركية في بيروت. تشارك باستمرارٍ في أمسياتٍ شعريةٍ ومهرجاناتٍ فنيةٍ في لبنان والخارج. في أيار 2018، كتبت عرض "المسافة الأخيرة" وأدّته مع الفنان والراقص ألكسندر بوليكفتش في ختام معرض "رسائل حب إلى ميم" من تنظيم ديمة متى في بيروت، ثم في بلفاست وكتماندو. تعمل حاليًا على نشر مجموعتها الشعرية الأولى بعنوان "حقد طبقي".

ملحوظة: لا تدّعي الكاتبة تمثيل أيٍّ كان/ت باستثناء نفسها. لا يجب أن تُفهم أيٌّ من السلوكيّات أو الإنفعالات أو التواريخ1 في هذا النّص على أنّها حقائق كونيّةٌ أو جوهرانيّة. وبينما قد تشعر ذوات وذوو الفُروج بالتّماهي مع جزءٍ أو أكثر من هذا المانيفستو، فإنّ كلّ قصّةٍ واردةٍ هنا تعود إلى فَرْج الكاتبة، وفَرْجها فقط.

 

فَرْجي أسمر اللّون ومشعِر.

هو ليس أسمر اللّون تمامًا؛ هو في الواقع ظلٌّ باهتٌ من اللّون الورديّ، وعندما يُستثار يثور بشدّةٍ فيغدو لونه قرمزيًّا فاقعًا. وهو ليس مشعِرًا كلّيًّا: لقد كان مشعِرًا قبل أن تقرّر أمّي أن تقضي على شعيرات عانتي بسلاح اللّايزر عندما كنت أبلغ من العمر أربعة عشر عامًا.

المرّة الأولى التي لمسَت فيها إمرأةٌ فَرْجي كانت في مركزٍ للتجميل. كانت تضع قفّازَين طبّيّين أبيضَين. حلقَت شعر فَرْجي قبل أن تهاجمه بصعقاتٍ مؤلمةٍ من أشعّة اللّايزر. إكتسحت رائحة الشّعر المحروق الغرفة متسبّبةً لي بالإحمرار خجلًا. همسَت لي المرأة ذات القفّازَين المطّاطيّين الأبيضين أنّ زوجي المستقبليّ قد لا يحبّه خالٍ من الشّعر تمامًا، إذ قد يشعر أنّه يجامع فتاةً صغيرة. وعلى الرّغم من إفتراضاتها المغايِرة المميِّزة جنسيًّا، فإنّي أدين لها بالخصلة الخفيفة من شعيرات العانة التي مازالت تزيّن أعلى شُفرَي فَرْجي.

 

فَرْجي أسمر اللّون ومشعِرٌ سياسيًّا.

لأنّي آتي من مكانٍ يُتصوّر فيه فَرْجي كملذّةٍ إكزوتيكيّة. لأنّه مشتهىً ومُطاردٌ كأراضٍ واسعةٍ تنتظر من يفتحها، أو يخلّصها أو يحرّرها. لأنّه كويريٌّ، ويُسيل لُعاب المخلّصين/ات البيض/اوات في انتظار جعله ضحيّة. لأنّي منذ سنين مضت، قيل لي بأنّي قد أُصيبه بالميكروبات إذا ما لمسته. لأنّهم قالوا لي أنّني قد “أؤذي” نفسي و”أعطبه” بشكلٍ دائم. لأنّه لا يكترث البتّة للثّنائيّات الضدّية. لأنّه رائعٌ تمامًا كما هو، غير متحرّرٍ ومُدلّل. لأنّه يخوض معاركه الخاصّة مع رشّاتِ الإفرازات المهبليّة والدّماء.

 

فَرْجي ينزف.

في المرّة الأولى التي نزف فيها، عرفت لماذا – كنت قد قرأت كلّ شيءٍ عن الأمر في موسوعةٍ سميكةٍ كانت تنبعث منها رائحة ورقٍ قديمٍ مصفرّ. في ذلك اليوم، كانت رائحتي كرائحة المعدن الصّدئ وجوز الطّيب. ركضت إلى غرفة المعيشة وأنزلت سروالي الدّاخلي أمام أبي وأخي، كاشفةً عن بقعةٍ حمراء داكنةٍ على القماش الأبيض. “أنظرا!” قلت، بصيحات حماسةٍ ملأى بالبهجة، “أنظرا! بدأت عادتي الشّهرية!”. لم ينبسا ببنت شفةٍ، لكنّي أذكر النّظرة على وجهيهما. وقتذاك، تلقّيت التّوجيهات بألّا أترك خلفي أيّ أثرٍ، وأن ألفّ المحرمة جيّدًا بعد أن أمسح دم الحيض، كأنّما لأتظاهر بأنّ عادتي الشّهريّة غير موجودة.

حيضي ليس قذرًا. إنّه آسرٌ وقويّ. يُدهشني بقدرته على التخلِية. لهذا، هو مؤلمٌ أحيانًا، لكنّه يُذيب جسدي في اختلاجاتِ وتنهّداتِ الإعتاق. لقد بتّ أحبّ الأغشية المسودّة من الأنسجة والأوعية المحتقِنة التي تفلت من فَرْجي في كتلةٍ لزجة. أعيد جمعها في محرمةٍ لألكزها وأدقّق فيها، أو أراقبها بحشريّةٍ تصارع الحاجز المعدنيّ للبالوعة لتغرق بعد ذلك في أنابيب الدشّ.

 

لفَرْجي ذاكرة.

كانت أمّي تنقع فَرْجي بجعلي أجلس على حوضٍ من الماء السّاخن مزوّدٍ بمعقّماتٍ للمرحاض. لإبقائه نظيفًا، كانت تقول. كنت أشعر بالحكّة لشهورٍ بصمت. في المستشفى، أدخلوا/ن قطيلةً قطنيّةً خشنةً في طيّات فَرْجي، وبالكاد شعرت بها في داخلي، لكنّي بكيتُ وقتها من دون حسّ. يذكّرني جسدي بتاريخه كلّ بضعة أشهر. يحيّيني بإفرازاتٍ بيضاء سميكةٍ وحكّةٍ مُغيظةٍ تقلق نومي.

يحبّ فَرْجي العلاجات الطّبيعيّة لالتهابات الخميرة المزمنة: دهنةٌ من اللّبن، فصٌّ من الثوم، والبقاء من دون سروالٍ داخليّ. عندما حاول الأطبّاء والطّبيبات معالجته بمضادّاتٍ حيويّةٍ قويّةٍ، أنّ النّبيت البكتيريّ في فَرْجي إحتجاجًا عليها، وازدادت مشقّتي. ربّما لأنّ أمّي لا تذكر أنها نقعت أعضائي في سوائل التنظيف بشكلٍ متكرّرٍ، يروق لي أن أفكّر بفَرْجي كفَرْجٍ نسويٍّ إيكولوجيٍّ ومُعادٍ للرّأسماليّة. فَرْجي يُدندِن ماضيه على شكل أنسجةٍ سائلةٍ وملوّنة.

 

فَرْجي يُنبت تقرّحاتٍ.

حتّى اليوم، فعل ذلك مرّةً واحدة. تلوّيت ألمًا عندما كان البول يلامس فَرْجي الملتهِب. لساعاتٍ، حدّقت في إنعكاس فَرْجي في المرآة الصّغيرة المستديرة. كان هو يحدّق فيّ أيضًا، رماديّ اللّون ومتخوّفًا ومُتدلّيًا. بحثت بين طيّاته عن كتل التقرّحات، ووجدتها جالسةً باستحكامٍ عند مدخله. بينما كنت مستلقيةً على كرسي الطّبيب النّسائي أشرح له عن التطوّر المفصّل للطّفح، قاطعني ليطلق حكمه قائلًا “إنّه هِربِس”. مسح البثور بقطيلةٍ مؤلمةٍ، فشعرت كأنّه كان يمزّق جلدي.

كنت أشعر بنفسي غير جذّابةٍ على الإطلاق، واستجديت الدّعم الذي جاءني وافرًا ومتدفّقًا. صديقاتي اللّواتي بذلن جهودًا كبيرةً وشاركنني تواريخهنّ الخاصّة مع الإلتهابات. أخواتي اللّواتي بسّطن “وضعي” بصحبة كوبٍ من الكاكاو السّاخن والعناق الدّافئ. شريكاتي اللّواتي طمأنّني بالقول “أحبّك، بهربِس ومن دونه”. لقد إنتشلني هؤلاء بما يكفي لأكسر نمط الشّفقة على الذّات، وشعرت بأنّي مرغمةٌ على العناية بجسدي بشكلٍ أفضل، وعلى معاملته بحبٍّ ولطف. عادت نتائج فحصي سلبيّةً بما أدهش طبيبي. لم يكن لديه جوابٌ قاطعٌ، وتأرجح تفسيره بين غلطةٍ في المختبر وحساسيّةٍ تسبّب بها دواءٌ غامضٌ لم أتناوله قطّ. في تلك اللّحظة، لم أكن أكترث إن كان هربِس أم لا، إذ كنت قد قطعت شوطًا في طريق العناية بالذّات و التقبّل. ما تعلّمته من الدّعم الجماعيّ الذي تلقّيته كان له صدىً أكبر من صدى الحِمل الفَيروسيّ: شُفيَت التقرّحات على فَرْجي في اللّحظة التي احتضنتها فيها.

 

فَرْجي ليس غشاء بكارة.

لم يكترث يومًا “للحفاظ” عليه. لم أكن عذراء في المرّات الأولى التي خضعت فيها لفحوص الكشف عن سرطان عنق الرّحم. كان فَرْجي يستمتع بالأنامل والألسن والهزّازات، ولم أكن أشعر بحاجةٍ إلى “تحديثٍ” عن وضع بكارتي. أمعن الملقط في تشويه فَرْجي، موسّعًا الغشاء الرّقيق بشكلٍ قاطع. مسحت الدّم عن فخذيّ بلامبالاة. “تمزّق” غشاء بكارتي – أو بالأحرى إتّسع – عند الطّبيب النسائيّ. كانت لحظتي الخاصّة للثّورة على أساطير وحكايا إحترام الذّات والحشمة التي لُقّنتُ في خلال طفولتي.

ينزف فَرْجي أحيانًا مع حبيباتي الجديدات، كأنّه يستأنس بلمستهنّ، كأنّنا نفقد معًا عذريّة معرفتنا بأجساد بعضنا البعض.

 

فَرْجي يحبّ الفُروج سمراء اللّون الأخرى.

يحبّ أن يضغط عليها ويحتكّ بها، فقط حين تريد هي ذلك أيضًا (فهو يجد في الرّضى أمرًا مثيرًا جدًّا وغير قابلٍ للنّقاش). لكنّه مجنونٌ في حبّ فَرْجٍ أسمر اللّون محدّدٍ. وعلى الرّغم من أنّه ليس أحاديًّا تمامًا في العلاقات وفي الحبّ، إلا أنّه وقع لاإراديًّا في نشوةٍ رطبةٍ مطوّلةٍ في اللّحظة التي تلامس فيها جسدانا. وبعيدًا عن إختزالها في أعضائها الجنسيّة، أصابتني قوّتها الإيروتيكيّة بالدّوار في إثر المقاومة السياسيّة. تفصلنا عن بعضنا البعض حدودٌ يستحيل عبورها، لكن على الرّغم من ذلك، تمكّنَت من أن تعلّم فَرْجي الحبّ بلغتنا الأمّ، مع أنّها تلفظه بالضّمة بدلًا من الكسرة. لقد لَمَستُ ولُمِست بكثيرٍ من اللّغات الإستعماريّة، لدرجة أنّ الوقوف بغتةً أمام جذوري وجهًا لوجهٍ (أو فَرجًا لفَرْجٍ) كان أمرًا مبهرًا. كأنّما كنت أعود إلى البيت. وبينما استلقى فَرْجانا فوق بعضهما البعض، أرخت برأسها على صدري واستمعت إلى إيقاع جسدي. بدت العربيّة مختلفةً تحت لحمي، كأنّها منهجيّةٌ جديدةٌ للوجود. آخ، إلى الأبد، سيتمكّن فَرْجي من أن يحبّ بالعربيّة فقط.

 

فَرْجي رطبٌ.

يقطر رغبةً، ويصبّ شهوةً وينفث عبر بنطالي عبيرًا يدغدِغ مِنخَريّ. لكن أحيانًا وفي منتصف الجنس، يجفّ فجأة. لا يكترث لكوني مستمتِعة. بغرابةٍ، يطالِب فَرْجي بالإهتمام. يقدّر فَرْجي المرح، ويكره التوسّط. يجفل من الإستثارة المفرِطة، لكنّه يلفظ قصّة عشقه بقارورةٍ من المزلّق. أكاد أسمعه يضحك بخفوت.

يصير فَرْجي رَطبًا للأسباب الخاطئة. عندما أكون في غرفة الإمتحان. عندما أكون في إجتماع. عندما أشعر بالإرهاق. عندما أستبطن غضبي. في الصّف. في الطّائرة. في جلسةٍ عائليّة. ينقبض بانفعالٍ، وأشعر بآثار السّائل يتدحرج على شُفرَي فَرْجي. قبل سنواتٍ، كان الأمر يُخزيني. لكنّ فَرْجي ينقل العواطف ويبصق ردود الفعل، وتعلّمت أن أستمع إليه بلا حياء.

 

فَرْجي ينتشي.

بشكلٍ رئيسٍ، يبلغ فَرْجي النّشوات البظريّة، ولا يرى أنّ النّشوات المهبليّة أكثر “ارتقاءً”. بوقاحةٍ، نشواته غير هرميّة. يبلغ بظري النّشوة في أمواجٍ من اللذّة التي تهزّ جسدي وتشوّش بصري. أحيانًا، ينتشي بقوّةٍ بالغةٍ لدرجة أنّي أفقد السّمع مؤقّتًا. وبينما يتنهّد جسدي ساكن الحركة، يتنفّس فَرْجي بانقباضاتٍ مخدِّرةٍ تكاد تكون مؤلمةً، تتمدّد حتّى رؤوس أطرافي. وفي أوقاتٍ أخرى، يكون بظري نهمًا؛ ينتفخ ويرتعش في محاولةٍ للوصول إلى الأنامل والألسن التي منحته اللّذة قبل لحظات.

لوقتٍ طويلٍ، شعرت بالذّنب لعدم بلوغي النّشوة بسرعةٍ كافية. لكنّ اللّذة تغيِّر شكلها، وفَرْجي يحرد عندما يُستعجَل. سواء بالتناوب أو بالتّزامن ومن دون ترتيبٍ محدّدٍ، يُستثار فَرْجي أمام مشهد إستثارته، ولعقه، ومصّه، وإدخال الأنامل فيه، وإيصاله إلى حافّة النّشوة ومن ثمّ حرمانه منها. من دون إعتذاراتٍ، يستلذّ فَرْجي بلعبة القوّة الرّضائيّة هذه. يعرف فَرْجي كيف يتخلّى عن القوّة، ثم يستردّها، مخلّصًا إيّاي من هواجسي في أثناء ذلك.

 

فَرْجي يحبّ قبضة اليد.

في اللّحظة التي ظننت فيها أنّني روّضت عضويَ الجنسي، أدهشني بقوّته وقدرته الجبّارة. شاهدت فَرْجي يلتهم بشراسةٍ أنامل شريكتي المُزلّقة، واحدًا تلو الآخر، ماصًّا إيّاها، ومجتذبًا إيّاها إلى الدّاخل. من دون تأخيرٍ، إختفى رسغُ يدها من دون جهدٍ في داخله. يُخفي فَرْجي حلقةً من النّار، مُشبَعًا بأنامل مومئةٍ تُفتح وتُغلق في داخل لحمه.

عندما هجرَت قبضة اليد جسدي، تركَت خلفها فجوةً فاغرة. وبينما خفقت على الشّفرَين أجنحةُ الجلد المُمدّد، تساءلتُ بفضولٍ عمّا إذا كان فَرْجي إتّسع إلى نقطة اللّاعودة. فكّرت في ممارسة تمارين كيجيل ممازحةً، لكنّ فَرْجي بثباتٍ تامٍّ، إنكمش وضاق تدريجيًّا، وانكفأت صدفته على مرّ الوقت الذي مضى من دون قبضة اليد. فَرْجي مُتكيّفٌ ومِطواع.

 

فَرْجي ثائرٌ نسويّ.

هو ليس ذخيرةً مقدّسةً ليُحفظ خلف الأبواب المغلقة. فَرْجي لديه فيتيشاته الخاصّة: العدالة الإجتماعيّة، النسويّة اليساريّة، والمعارضة السّمراء. هو ليس مؤنّثًا ولا مذكّرًا، لكنّه لا يتظاهر بالإقامة في مكانٍ سياسيٍّ غير مُجندر. هو لا يشترك في تصنيفات الرّغبة المعترف بها، لأنّه يفضّل تصميم رغباته الخاصّة بنفسه. وبما أنّه لا يمانع الإعادات، يعيد تخيّلها في كلّ موقعيّة. ومن منطلقٍ معرفيٍّ، تحيّره مصطلحاتٌ مثل “تاريخه” ((history و”تاريخها” (herstory). تاريخيًّا، يفهم فَرْجي ألمه الخاصّ، ولذّته ورغباته بطَرْقاتٍ مصقولةٍ من المقاومة والتهديم.

لست أحتفي بفَرْجي، بل إنّني أُخرج إلى العلن عضوًا، نُسِبَ إليه جُزافًا الغموض والسريّة والدّهاء. إنّني أُعلن عن آليّاته، وشكوكه وتفضيلاته، وأقرّ بالطّرق التي يشحذ فيها فَرْجي ممارساتي، ويُرهف أحكامي، ويحتضن التاريخ الخاصّ بجسدي – وذلك الخاصّ بصراعي.

  • 1. يُستخدم مفهوم التّاريخ (Hystory) في هذا النّص إنطلاقًا من أصله الأموميّ المتعلّق بسرد القصص عن الفَرْج، وهي قصصٌ تُمرّر تقليديًّا من رحمٍ إلى آخر. والمجتمعات الكويريّة المؤلّفة من النساء ومتحوّلي/ات الجندر السّمر/اوات تبني على هذا المفهوم من خلال تقويض جوهرانيّة “الرّحم” واحتلال المجال العامّ. التاريخ (Hystory) هو تاريخ الفَرْج في إنتقاله من شفهيٍّ إلى مكتوبٍ، ومن أنماط النّقل العموديّة إلى العمليّات الأفقيّة التي تتضمّن مشاركة الممارسات والقصص مع الأخريات والآخرين.
ملحوظات: