الكتابات التشاركيّة: ملاحظات في مسألة المنهجيّة
أكتبي، بعينيك كالرسّامة وبأذنيك كالعازفة وبقدميك كالراقصة، فبِضياءِ يراعِكِ فقط تبانُ معالِمُ الحقيقةِ جليّة. جاهري بمكنوناتِك الملتهبة، وإياكِ أن يركُدَ الحبر في أقلامكِ أو أن تمسيَ تلك الأقلامُ منافيَ تُغرِّبك عن ذاتِك. إياكِ وأن تُسلّمي إلهامَكِ لنيرِ أجهزة رقابتِهم أو أن تختنقَ إرادةُ القولِ فيكِ تحت جبروت إقصاءاتهم. أكتبي في كلّ مكان، وادلي بكُلّ ما فيكِ من شجَنٍ وغضب.
- بقلم جلوريا أنزالدوا – "التكلّم باللّسان: رسالة لنساء العالم الثالث". ترجمة مايا زبداوي بتصرُّف، "كحل".
دائرة الكتابة: العصبةُ المتآمرة
تُعرَف أيضًا باسم شبكة تيتا للأبحاث. أعضاء المؤامرة هم: أحمد قيس منهزم، أحمد عوض الله، ألينا آخنباخ، باربرا ديندا، سيندي سلامة، دلال الفارس، ديباراتي سركار، فرح جلال عثمان، ج. دانييل لوثر، جان مخلوطة، لينا قليلات، حنا الطاهر، ماريا نجار، مايا بهاردواج، مادوليكا سنكار، ملاك الأكحل، ميريام عمري، نيحاريكا بانديت، نور المزيدي، رؤيا حسن، سارة البنا، سارة تونسي، شيرين شلاح، وازنة زندن، زينب أحمد.
تتمثل منهجيتنا في إقامة دائرة، نلمّ فيها شمل هواجسنا وعواطفنا باستدعاء تاريخنا وتاريخ أسلافنا، ذاك التاريخ الذي قاد مسيرتنا السياسية. سمحنا لتلك التفاعلات بأن توجِّهنا نحو نسج أطياف من ذواتنا في نصوص بيّنة. من رحم أحزاننا الجماعيّة، نقهر المستحيلات.
تبّاً لخطوطِكم اللعينة
يضفي الإخراج البصري لهذا النص بملاحظاته التوجيهية إيقاعًا مواتيًا لقراءة بيان سياسيّ حتى قبل النوم. تتطلب قراءة هذا النص التزامًا راسخًا لدى القارئ. تتمظهر التباينات المطبعية على شكل صور تكامليّة المعالم في طيّ النص، ليدخل العامل البصريّ في حوار مع الكلمة المكتوبة. يمثّل "الشبح" الحضور المتخيَّل لأفكار الكُتّاب وتعليقاتهم واقتراحاتهم، كما ظهرت في النسخة الأصلية من نصّ "تبّاً لخطوطكم اللعينة". يمثّل الشبح حالةً ما بينيّةً، تترنّح ما بين التأليف وهاجس الحفاظ على طابع المجهول. يرجو هذا النصّ من القارئة والمستمعة، أن يتابعن/ يتابعوا البرنامج بعزيمة المشاهد/ة الفاعل/ة، فتنتفي حجّة النسيان.
دليل اختطاف المساحات الخاص بمجموعة الكتابة: مؤامرة نسوية كويرية
تبلوَرَ هذا الدليل السياسي على إثر نقاشات امتدّت على مدار أيام، تمحورت حول تاريخ الظلم واللاعدالة والإقصاء التي شُيّدت على أساسه المساحات الكائنة ضمن الأوساط الأكاديمية. ذاك التاريخ الذي يمسّنا نحن بالذات – نحن اللواتي/ الذين طالما كرّسنا جلّ طاقاتنا لفرض النهج النسوي المعادي للاستعمار في مساحات النقاش الفكريّ. أثناء جلوسنا في أحد اجتماعات دائرة الكتابة، كتبنا عناوين وشذرات من الأفكار والقصص الشخصية والرغبات والاستراتيجيات، ثم قرأناها لبعضنا الآخر. عليه، ندعو أن يكون هذا الدليل محطّ عناية قرّائه. نجهد إلى تسخير هذا الدليل لاستعادة وتفكيك تلك المساحات التي لا تزال تستثمر