مراجعة كتاب جاسبير بوار الحق في التشويه (وملاحظات إضافية)

السيرة: 

صبيحة علوش محاضرة في سياسات الشرق الأوسط بجامعة إكستر. يهتمّ بحث صبيحة، عموما، بسدّ الفجوة بين الكتابة الأنثروبولوجية والتحليل السياسي. تتموقع صبيحة، بطريقة أساسية، في الدراسات النسوية والكويرية. يتناول عملها المناهج النسوية للعنف والصراع والهجرة والحراك الاجتماعي. تكرّس صبيحة نفسها لإنتاج المعرفة المنهية للاستعمار ولإعادة النظر في الأنظمة الجندرية والجنسانية في منطقة الشرق الأوسط فيما يتجاوز الإطار النظري الأوروبي. لها منشورات في مجلة دراسات النساء في الشرق الأوسط والمجلة الدولية لدراسات الشرق الأوسط.

 

اقتباس: 
صبيحة علوش. "مراجعة كتاب جاسبير بوار الحق في التشويه (وملاحظات إضافية)". كحل: مجلّة لأبحاث الجسد والجندر مجلّد 4 عدد 2 (2018): ص. 252-257. (تمّ الاطلاع عليه أخيرا في تاريخ 21 نوفمبر 2024). متوفّر على: https://kohljournal.press/ar/review-puar-right-maim.
مشاركة: 

انسخ\ي والصق\ي الرابط اللكتروني ادناه:

انسخ\ي والصق\ي شفرة التضمين ادناه:

Copy and paste this code to your website.
PDF icon تحميل المقال (PDF) (521.34 كيلوبايت)

Cover Website.jpg

رسومات زينة حمادي 2018 ©

في مقدمة عملها الأخير The Right to Maim الحق في التشويه، تُعلِم جاسبير بوار قرّاءها أنها توظّف "مصطلح "الوهن" لإحداث زعزعة ضرورية في فئة الإعاقة ولتثليث ثنائية قدرة/إعاقة، ملاحظةً أنّه رغم عدم الاعتراف ببعض الأجساد أو تحديدها على أنها معوّقة، فإنّها قد تكون موهنة، جزئياً من خلال منع تعريفها ووصولها إلى الموارد كمعوّقة" (xv). في ما يلي، أعرض حجج بوار الرئيسية وأضيف إليها مثالاً تطبيقياً بالاعتماد على العملية المستمرة في تعجيز أو إضفاء الوهن على غزة من قبل إسرائيل.

إن قراءة عمل جاسبير بوار الأخير مسألة مستنزِفة، فكرياً وعاطفياً. الروابط التي ترسمها بين سياقات تبدو غير مترابطة، غير قابلة للإدراك مباشرةً، حتى بالنسبة للقارئ المتمرّس، ومنها قضية "الآتي أفضل"، أو عنف الشرطة ضد المتظاهرين في فيرغسون في ميسوري، أو فلسطينيين يقاومون الاحتلال الإسرائيلي. لكن ما إن تستوعبوها/نها، حتى تظهر حجةً شاملةً لا تدخر جهداً في تفحُّصها الدقيق للصلات بين الجسد (الاجتماعي والبيولوجي على حد سواء)، والسياسات الحيوية، والأنظمة الليبرالية، والممارسات النيوليبرالية. هذا هو مدى ونطاق تحليلها، حيث يصبح من الأسهل على القارئ أن يتخيل نهاية العالم بدلاً من نهاية الرأسمالية. لا أتقصّد المبالغة بهذه الملاحظة؛ بل هذه هي النقطة التي أحاول إيصالها، وأحثّ القارئ على الصبر عليّ في هذه المرحلة.

يكمن الوهن، كنموذج للحكم، في صلب تحليل بوار. يجب ألّا يُستبدل الوهن بالتعويق، فبوار تذكّر القارئ مراراً وتكراراً بأنها تستخدم مفهوم الوهن لتتحدّى ثنائية معوَّق/غير معوَّق. في حين أن التعويق "يخلق ويرتكز على سردية قبل وبعد بالنسبة لأفرادٍ في النهاية يُحدَّدون على أنهم معوَّقون"، فإن الوهن "يضمّ الأجساد الموضوعة في حالة دائمة من الإيهان، تحديداً من خلال منعها من أن تترجم اجتماعياً وثقافياً وسياسياً إلى إعاقة" (xiv). هكذا تفريق، عندما يُطَبَّق على التأطير الأورو-أميركي لحقوق الإعاقة، يُترجم كالتالي: إن سردية قبل/بعد معوَّق/غير معوًّق تُجدِّد وتُفعِّل إطاراً ليبرالياً يلمّع صورة حقوق الإعاقة. هذا لأن المسائل المتعلقة بنيل الاعتراف أو التمكين أو الفخر أو غيرها تتشكّل من خلال حيوات غير متساوية في نهاية المطاف. مثلما تقول بوار، "... لن نكون جميعاً معوَّقين. بعضنا ببساطة لن يعيش طويلاً بما فيه الكفاية، بل سيكون ضمن توزيعٍ لمخاطر داخلة مسبقاً في عملية احتساب الوهن" (xiv). هذا التذكير حاسم في تقدير عمل بوار. قد يؤدي سوء فهمها إلى خلط الوهن مع ما يصفه لورين برلانت بـ "الموت البطيء"، الذي تفهمه بوار على أنه "العمل المعتاد للاستمرار في العيش" (40) في وجودٍ يخضع للتنميط الزمني، حيث يُحتَّم على أجسادنا القيام بمهام معينة في أوقات معينة (على سبيل المثال الذهاب إلى المدرسة، الحصول على وظيفة، إيجاد شريك، الإنجاب، وما إلى ذلك) بغض النظر عن استعداديتنا.

بالنسبة لبوار، لكي تدوم الرأسمالية، على الحياة أن تستمرّ في منطق من الوهن الذي يُبقي الأجساد تحت المراقبة طوال الوقت وحتى آخر ذرّة فيها. هنا، تبزغ الرأسمالية إلى جانب، وتتوقف على، مزالق ما تصفه سارة أحمد "الوعد بالسعادة" – وهو اعتقاد يسلط الضوء على السيرورات الإقصائية الخاضعة للعرق والجنس والجندر والطبقة، التي تشرّع الأوهام الطوباوية عما تتكون منه "الحياة الجيدة". هذه النقطة موضّحة بإسهاب في الفصل الأول، حيث تستند بوار على العملية التي لا يُلاحظ فيها الأشخاص أنهم ترانس – الآلية التي بواسطتها تتكيّف الأجساد العابرة عبر اعتبارها قدر الإمكان جندر-نمطية من خلال عملية "تجميع" "أجزاء طيّعة قابلة للفصل" (45). تخبرنا بوار أن قانون الأميركيين ذوي الإعاقة لعام 1990 (القانون) يستثني من تعريفه اضطرابات الهوية الجندرية. وبالتالي هو ينفي الوهن المستمر للأجساد غير النمطية، التي تُسبَك حياتها إلى حد كبير بالحقن الهرمونية والفحوصات الطبية المتواصلة والتغييرات الجسدية. في نهاية المطاف، يلعب القانون دوراً مباشراً في التأهيل الاجتماعي والثقافي لبعض الأجساد، وبالتالي فهو موجَّه نحو "وضع معايير" (42) لمن يُعتبر مُعوَّقاً بينما يتجاهل الوهن. يبرز الفصل الثاني فداحة عدم استعداد القانون للتعامل مع الوهن.

تُخصِّص بوار الفصل الثاني لتبرهن كيفية تعميم الوهن عبر الدلالة على اللامساواة إزاء التّرَبُّح بين الفئات المتفاوتة الإعاقة1. اختزال الإعاقة كـ"حادث" في الخطاب السائد، بما فيه مقاربة القانون، "ينقّي"، كما تقول ببوار، وهن مجموعات بكاملها: من الأجساد الترانس التي تُعَوَّق بشكل دائم بعد فشل الجراحات التجميلية السرية، إلى العاملات المهاجرات من أميركا الجنوبية اللواتي يعانين من الإصابة الجسدية أثناء العمل من دون تأمين صحي، أو الفلسطينيين الذين شُوِّهوا عمداً بـ"جبروت الجيش الإسرائيلي" (x). في النهاية، تضغط بوار باتجاه مقاربة مبنية على العدالة للمعوَّقين قادرة على "التنظير للسياسات الحيوية للإعاقة والسياسات الحيوية للوهن" معاً من خلال "[التصدي] و[محاولة] إزالة الظروف المحلية والعالمية للامساواة التي تؤدي إلى حدوث الكثير – إن لم يكن معظم – من الإعاقات في العالم" (67). بعبارة أخرى، المقاربة المبنية على العدالة للمعوَّقين تتعلّق أقلّ بالمظالم الشخصية وأكثر بالبنى النُظُمية التي تنتجها في المقام الأول: فلكي يطالب المرء بحقوقه (المرتبطة بالإعاقة)، يجب في بادئ الأمر أن يتمتّع بالمواطنة الكاملة، وهذه ليست الحال بالنسبة للشعوب الموهونةعمداً.

يدقِّق الفصلان الأخيران من عمل بوار في الظلم الذي ترتكبه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، على ضوء استبدال التحليل الجيوسياسي بآخر شامل وما بعد إنساني – مقاربة مقصودة، برأيي، تستهدف إقلاق الاضطراب الوجودي لدى معظم المتحمّسين من أنصار إسرائيل. تبيّن بوار في الفصل الثالث الجوهر السياسي-الحيوي لتكتيك الغسيل الوردي الإسرائيلي السيئ السمعة، وتقدّم في الفصل الرابع "الحق في التشويه" لكي توسّع فهمنا للسياسة الحيوية الكلاسيكية أبعد من ثنائية فوكو إجعله/دعه يعيش/يموت.

قيام إسرائيل ببناء نفسها على أساس "أجندة معقّدة للتشجيع على الإنجاب" (111) موثّق جيداً في الأدبيات. قدّمت هذه الأجندة الأسس المعرفية لتكوين اسرائيل وما زالت مستمرة في ذلك. إن الوعد بالوطن الصهيوني، بعبارات بوار اللامعة، "[يعيد تأهيل] الشعب اليهودي من ما يبدو حالته المُعَوَّقة في الشتات إلى وطن جديد وسليم و"طبيعي" في فلسطين" (102). في هذه الأيام، يتيح الغسيل الوردي لإسرائيل التموضع على أنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط. في الوقت نفسه، تخبرنا بوار أن إقرار حقوق المثليين ترافق مع صناعة متنامية في التكنولوجيا الإنجابية2، تستهدف التصدي لمعدل الخصوبة المرتفع عند مجموعتين سكانيتين غير مرغوب بهما، تعكّران التناغم المفترض للدولة القومية اليهودية والمثلية، المثال اليهود الأرثوذكس المتشددين، والعرب الفلسطينيين. من خلال تشريعات مُصاغة بعناية وسياسة التجنب التي تلبي كل من الدولة الإسرائيلية والسلطات الدينية، تخبرنا بوار أن صناعة الخصوبة في إسرائيل قائمة على، وتساهم في، إسباغ العنصرية على أجندتها المشجعة على الإنجاب. بمعنى أن أجنّة معيّنة تكون مفضّلة ومعتبرة أكثر قيمة من غيرها.

إذا وضعنا التكنولوجيا الانجابية جانباً، تذكرنا بوار أن الاقتصاد النيوليبرالي نفسه الذي يبني إسرائيل كوجهة سياحية صديقة لمثليي الجنس، يساهم في مفاقمة التحوّل إلى نمط المنظمات غير الحكومية في العمل الاجتماعي في غزة. لكن عمل المنظمات غير الحكومية يقوم على الوهن المستهدِف لسكان غزة. من خلال السماح للمساعدات الأجنبية بالدخول إلى غزة، تقدم إسرائيل نفسها على أنها لاعبة حقانية، تصوّر جبروتها العسكري كاستراتيجية دفاعية (ضد "حماس"). الأعمال النقدية حول التحول إلى نمط المنظمات غير الحكومية لا تخبرنا أن الأشخاص الأكثر تهميشاً لا تتقارب شكاويهم وتطلعاتهم المباشرة مع أولويات الجهات المانحة فحسب، بل إن الاقتصاد السياسي لـ"الرعاية" وإعادة التأهيل مع انتشار عالمي يحفّز ويعزّز أيضاً نتائج التشويه. الحرب العادلة ظاهرياً التي تنشرها إسرائيل، أي الوهن، مدعّمة بالانتهازية النيوليبرالية والسياسية الحيوية التي ترتكز على وهم حياة جيدة يوماً ما، وفي مكان ما، واحتمال ولوجها رغم الإعاقة.

يتجاوز الوهن المستهدف لغزة مِحوَرَي اجعله/دعه يعيش/يموت اللذين يُلهمان المقاربات التقليدية للسياسة الحيوية، لا سيما تلك العائدة لميشال فوكو. ظاهرياً، تستحضر بوار أعمال جوديث بتلر عن الحيوات "التي تستحق العيش" وتلك "غير القابلة للعيش" (بتلر 2006) وسينتيا ويبر (2016) حول الأجساد "المتخلّفة" و"غير القابلة للتطوير". ومع ذلك، فإن جعل الوهن كوضع في حد ذاته لا يعني فقط "تثليث هرميّتي العيش والموت"، كما تجادل بوار، فهو يبيّن الترابط بين ثنائيتين تبدوان غير متقاربتين، وبالتالي يُظهر بنجاح قلة تماسك طرح السلام كنقيض للحرب. في الواقع، إن الشعب الفلسطيني "المعرّض للإيذاء يؤهَّل للاحتلال الاستيطاني الاستعماري من خلال عملية توهينه الواضحة" (128-129).

مرت أربعة أشهر منذ عُرض لأول مرة عليّ كتابة مراجعة لكتاب بوار. حدث الكثير في فلسطين منذ ذلك الحين. في الأسابيع الأخيرة، كان شريط الأخبار على حسابي في فيسبوك يعجّ بصور الراحل إبراهيم أبو ثريا وعايد أبو عمرو المُصاب مؤخراً. لقد فقد أبو ثريا ساقيه في غارة إسرائيلية على غزة منذ حوالي عشر سنوات. في 15 كانون الأول 2017، أُطلقت النار على أبو ثريا وقُتل شرق مدينة غزة أثناء مشاركته في مظاهرة ضد قرار دونالد ترامب بنقل سفارة الولايات المتحدة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. لم يكن أبو ثريا ضحية خطيرة. إذا نظرنا إليه من خلال عدسة "حق إسرائيل في التشويه"، تحدّى أبو ثريا القيود التي يفترض أن تضعها سياسة إسرائيل الموهِنة: أجساد منهَكة ذات إنتاجية محدودة أو منعدمة. قتل إسرائيل لأبو ثريا ليس تعاقباً طبيعياً بين تكتيك مجرّد التشويه وتكتيك القتل. بالأحرى، هو يفضح القلق الحقيقي الكامن في قلب المشروع الصهيوني: حتى أكثر الفلسطينيين إعاقة يقف بوجه اسرائيل. بالنسبة للمواطن الإسرائيلي وتذرّعه الوحيد بالسيادة المبني على جيش الدولة الإسرائيلية الجبار، فإن أبو ثريا هو مشهد جدير بالانتباه. أوجه القلق هذه يعبّر عنها أيضاً تشويه عايد أبو عمرو مؤخراً.

من بين عدد لا يحصى من الفلسطينيين الذين يقتلون أو يشوهون يومياً من قبل إسرائيل، تم تمييز أبو عمرو على وسائل التواصل الاجتماعي إثر التداول الإثاري والرومانسي لصورته، التقطها في 22 أكتوبر 2018 مصوّر وكالة أنباء "الأناضول" التركية مصطفى حسونة. قارن البعض بين جماليات صورة أبو عمرو وبين لوحة يوجين ديلاكروا "الحرية تقود الشعب"، في حين شبّه آخرون أبو عمرو بداود وهو يحارب جالوت، استعارة معكوسة تهزّ أسس الجذور القُرَوَسطية لزَعم الدولة القومية الإسرائيلية حقها في التراب الفلسطيني. يعكس الافتتان العام بأبو عمرو عالمًا أولوياته موضع شك جدّي. يبدو أننا ننسى بسرعة أنه لا توجد نهايات سعيدة في أرض الاستعمار الاستيطاني. لا توجد لحظات قبل/بعد من الجروح المُنظَّفة، والأجساد المؤهّلة، والأطراف الصناعية المتطوّرة. أُطلقت النار على أبو عمرو بعد أسابيع من "رواج" صورته. ربما لم يمت، لكنه بالتأكيد تشوّه. إنه مجرد جسد واحد بين الأعداد اللامتناهية من الفلسطينيين المعرّضين بسهولة، مرة تلو الأخرى، في سجن مفتوح حيث تُقصف المستشفيات وتُقتل الممرضات عمداً. من المنطقي إذن أن نسأل، إلى جانب بوار، ما هو نوع الإعاقة الذي يبرز في مواجهة الاحتلال الموهِن؟

يمكن "اعتبار الحق في التشويه" عملاً يحدث تحولاً في النموذج الفكري، لا سيما في الاختصاصات التي لا تزال منيعة على المنهجيات والمعارف الحسية. فهي لا تساهم فقط في النقاش القائم في دراسات الإعاقة، ودراسات العبور الجنسي والجندري، والجغرافيا النقدية، والدراسات العرقية النقدية – على سبيل المثال لا الحصر، إنه مثال آخر على صوابية التجميع كأداة تحليلية، من حيث أنها قادرة على المقابلة بين أحداث وأجساد تبدو غير مترابطة. على الرغم من أن صياغة الكتاب ولغته تساهمان في تضييق نطاق جمهوره، ولكنه يبقى، رغم ذلك، دعوة أمام الباحثين في الاتجاهات السائدة في العلوم السياسية للانخراط في دراسة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ولكن من منظور جديد. يدفع عمل بوار حتى بالقارئـ/ة الأكثر خبرة إلى خارج حدود نماذجهـ/ا الفكرية والمتمحورة حول الناشطية. على الرغم من الصورة القاتمة التي ترسمها، سيكون من الخطأ الافتراض أنها تشير فقط إلى الأفكار المغلوطة عن الهيكليات التمييزية التي تُبقي عالمنا على حاله. على العكس، يلقي تحليلها الضوء على مظالم لم تكشف من قبل، تستدعي بدورها تحليلاً أكثر تطوّراً من أي وقت مضى، قادراً على الجمع بين التفكير التقاطعي والترابطي في ظلّ حالة مضطردة من الوجود الما بعد إنساني. أما هل يستجيب مدّعو الناشطية الليبراليون لندائها أم لا، فهذه مسألة أخرى. في الوقت الراهن، الترجمة العملية لأبحاثها والتي تتطلب التزاماً كاملاً مستبعَدة كثيراً في ظلّ اقتصادٍ يمتص الكثير من وقتنا يومياً بهدف تسديد فواتيرنا. مع ذلك، يشكّل عملها تجسيداً شاملاً لهذه المعضلة نفسها، سواء انخرطنا في حلّها أم لا.

 
  • 1. تبتكر بوار مصطلح "الإعاقة القومية" لشرح كيف أن بعض الأجساد المعوَّقة، العالمة إلى حد كبير بإمكانية إعادة تأهيلها أو تمكينها، أي مردوديتها، تعمل إلى حد كبير نحو إقصاء تلك الأجساد المستعصية على الإصلاح، على سبيل المثال تلك الموهنة بشكل دائم.
  • 2. تذكرنا بوار أن اسرائيل معروفة بأنها "العاصمة العالمية للتلقيح الصناعي (الإخصاب في المختبر)" ولديها "أعلى نسبة عالمية من عيادات الخصوبة للفرد" (112).
ملحوظات: 
المراجع: 

Ahmed, Sara. 2010. The Promise of Happiness. Durham and London: Duke University Press.

Berlant, Lauren. 2007. “Slow Death (Sovereignty, Obesity, Lateral Agency).” Critical Inquiry 33(4): 754-780.

Butler, Judith. 2006. “Violence, Non-violence: Sartre on Fanon.” Graduate Faculty Philosophy Journal 27(1): 3–24.

Puar, Jasbir. 2017. The Right to Maim. Durham and London: Duke University Press.

Weber, Cynthia. 2016. Queer International Relations: Sovereignety, Sexuality and the Will to Knowledge.  Oxford: Oxford University Press.