أرشيف ثوري للعام 2020

آخر مهلة للتقديم: 
الأربعاء, 31 مارس, 2021

دعوة للتقديم:

2020 هي السنة التي انهار فيها العالم فوق رؤوسنا، رؤوس الذين واللواتي كانوا/نّ يحاولون/ن إيجاد توازن ما لحيواتهم/ن في ظلّ نظام عالميّ يسحقهم/ن كلّ يوم أكثر فأكثر منذ عقود. النساء اللواتي عُزلن بينما يتعرّضن لمزيد من العنف والتمييز، الكويريون/ات، غير المنضبطين/ات جنسيًا واجتماعيًا، الثوّار والثائرات، المهاجرين/ات الذين يُمعن هذا النظام في استعبادهم/ن وفي التحريض العنصري ضدهم/ن، ذوو/ات الإعاقة المبعدون/ات لأنهم/ن خارج معايير الربح الرأسمالي، كشفوا عمق أخطاء النظام الرأسمالي الأبوي وخطاياه في الاقتصاد والسياسة والصحّة والتعليم وإدارة شؤون البلاد والمقيمين/ات فيها… أخطاء تراكمت على مدى عشرات السنين ومشاكل تفاقمت أمامنا وطالتنا من دون أن يكون لنا القدرة على إحداث أي تغيير في مسارها، حتى انفجرت في وجهنا مع أوّل عامل قهري لا سلطة مطلقة للأنظمة عليه. 

وباء عالميّ دمّر فكرة أنّ "كلّ شيء بخير وتحت السيطرة" التي كانت تدّعيها الأنظمة الاقتصادية والسياسية منذ أمسكت بمصادر عيشنا وتحكّمت بتفاصيل يوميّاتنا. خرجت الأمور عن السيطرة، فُرض الحجر، أُقفلت معظم الأسواق وتوقّف تكديس الأرباح فجأة. فُرض منع التجوّل وكُبّلت كلّ الصِلات الاجتماعية المختَصرة المتبقّية، عُزلنا في منازلنا فواجهنا ضعفنا ومخاوفنا وغضبنا وعجزنا... الثمن الأكبر دفعه، طبعًا، ملايين العمّال والعاملات المصروفين/ات من وظائفهم/ن حول العالم ممّن كانوا/نّ يشتغلون/ن أصلاً في ظروف استعبادية، ومَن بقي في عمله استُعبد أكثر. أثمان دفعها أيضًا أولئك الذين/ اللواتي وضعهم/ن النظام الرأسمالي الأبوي في أسفل هرميته المفتعلة لشرذمة الناس وزجّهم/ن في صراعات تضاعف من أرباحه وتشقّ الصفوف بين معارضيه/ معارضاته. في المقابل، تلقّت الحركات النضالية من الصين إلى بنغلادش إلى البرازيل إلى مصر، العراق، لبنان... ضربة قاسية إذ ابتلعت العزلة الوبائية الحماس وكلّ غرق في الفردانية وإعادة ترتيب أولويات حياته المبعثرة. المأساة لا تُحتمَل حتى مع عِلمنا بأن كلّ مَن على هذا الكوكب يتشاركها معنا.

لسنا بخير ولن نكون كذلك قريباً، الصرخة نفسها دوّت في أرجاء العالم كلّه في 2020.

لكلّ ما سبق ولأسباب اخرى عديدة سنحاول رصد تأثيرات الأزمات المتعاقبة على مَن تلقّوها في مختلف أنحاء العالم: نريد أن نسأل حول الأنظمة المسؤولة عن اندلاع أزمات بهذا الحجم وعن التقصير باحتوائها رغم إنذارات عديدة سبقتها، كيف استغلّت السلطات تلك الأزمات وأعباءها الهائلة على الناس لقتل محاولات الاعتراض والانتفاض والتغيير؟ ماذا عن الطروحات البديلة التي نادت بها الانتفاضات الشعبية في العالم وفي منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا منذ أكثر من عشر سنوات، أين هي؟ ولماذا لم تسلك طريقها إلى الواقعية بعد؟

أمّا في لبنان، فقد كان لتلك المأساة حجم مضاعف وثقلٌ لم تعد الأكتاف ولا الأذهان ولا النفوس قادرة على حمله. نعيش أزمة اقتصادية حادّة أوصلتنا اليها أوليغارشية حاكمة منذ أكثر من 30 سنة، ندفع ثمن التحالف السامّ بين الطبقة السياسية الفاسدة والمصارف وزعماء الطوائف وميليشياتها. ونعيش في ظلّ أبوية متحالفة مع الرأسمالية تهمّش النساء من خلال قانون أحوال شخصية يخدم تلك الطبقة، وقوانين ونظم اقتصادية واجتماعية وثقافية أخرى، وتضع كل من يخرج عن معاييرها في القعر. حاولنا الانتفاض على هذا الواقع في 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2019، لكننا اكتشفنا في أنفسنا عجزاً شلّ انتقالنا إلى المرحلة التالية، ثغرات عديدة كبّلتنا وأظهرت مدى فداحة إقصائنا (وامتناعنا؟) عن ممارسة الحياة السياسية بكلّ أشكالها منذ ما بعد انتهاء الحرب الأهلية. سريعاً، استشرس النظام المتجذّر في الدفاع عن نفسه وصدّ أي محاولات لخرقه كما أسدت جائحة كورونا خدمة كبيرة للطبقة الحاكمة إذ شلّت تحرّكات الشارع الذي كان أصلاً بدأ يعاني من تبعات أزمة معيشية لا نعرف إلى أي مدى ستسوء بعد. ثم في 4 آب/ أغسطس 2020 انفجرت أطنان من نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت. 190 قتيلًا/ة، أكثر من 6500 جريح/ة، 300 ألف شخص فقدوا منازلهم/ن و70 ألف عامل وعاملة فقدوا/ن وظائفهم/ن، الدمار ما زال يهشّم قلب العاصمة وضواحيها. بعضنا لم يخرج من هول الصدمة بعد، ولا أحد منّا قادر حتى على الادعاء أنّه بخير.

نخصص هذا العدد من "كحل" لمقالات توثّق تجارب الأزمات التي أدّت إلى اندلاع الـ 2020 وتجارب معايشة أحداثها من مختلف الجوانب والبقاع الجغرافية، وخاصة لأولئك الذين/اللواتي يعانون/يعانين ظلماً مضاعفاً واستغلالاً مفرطًا نظرًا لظروفهم/ن الهشة أصلًا بفعل هذا النظام، أي النساء، وغير المنضبطين جنسيًا وجندريًا والمهاجرون والمهاجرات واللاجئون واللاجئات، وذوي/ات الإعاقة المميّز ضدهم/ن على أساس القدرة. كيف بتنا ننظر إلى العالم والمستقبل وعلاقاتنا ونضالاتنا بعد تجربة 2020؟ كيف يمكن أن ننتظم في مواجهة هذا النظام؟ كيف سنتعافى في مجتمعاتنا المنعزلة؟ هل سننجو؟

 

المهلة الأخيرة للتقديم: 31 آذار، 2021.

 

لتقديم ورقة، يرجى ارسال العمل دون احتوائه لمعلومات شخصيّة على submit@kohljournal.press كملفّdoc.  أو docx. مع "تقديم للعدد 2020" كموضوع للبريد الالكتروني.

نقبل الأوراق قيد التطوير، على أن نستلم المسودة الكاملة. إذا قبلت المقالات للنّشر، يترجمها فريقنا إلى لغة ثانية.